كابول: بدأ الجنود الهولنديون بالإنتشار اليوم الجمعة في ولاية هلمند، لإغلاق هذه المنطقة والحد من تحركات طالبان باتجاه ولاية أرزغان المجاورة في إطار الهجوم الذي شنه حلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان. وجاء في بيان للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي، أن الجنود الهولنديين المدعومين بطائرات حربية من طراز اف-16 ومروحيات اباتشي يسعون إلى إقامة طوق أمني بين ولاية هلمند وولاية أرزغان في الشمال من أجل الحد من تحركات الطالبان ومنعهم من الهرب من هلمند حيث شن هجومًا واسعًا الثلاثاء.

من جهة أخرى إعتقلت الشرطة الأفغانية في ولاية زابل (جنوب) الخميس 12 عنصرًا يشتبه في إنتمائهم غلى حركة طالبان في قلعة، كبرى مدن الولاية بحسب المصدر نفسه. ومنذ بدء عملية أخيل التي تعد أكبر هجوم تشنه ايساف حتى الآن على الطالبان، قتل فيه جنديان بريطانيان وعدد غير محدد من الطالبان بحسب ايساف.

وهذه العملية التي تحشد 4500 جندي بريطاني وكندي وأميركي وهولندي ونحو ألف جندي أفغاني تتركز في شمال ولاية هلمند مركز التمرد الطالباني وتجارة المخدرات في أفغانستان التي تعد المنتج الأول للافيون في العالم. ويسيطر الطالبان منذ أكثر من شهر على هذه المنطقة وأكبر مدنها موسى قلعة.

من جهة أخرى تهدف عملية اخيل أيضًا إلى صد الهجوم الذي يؤكد الطالبان أنهم يعدون لشنه في جنوب أفغانستان. ومع مقتل أربعة آلاف شخص عام 2006، يعتبر العام الماضي الأكثر دموية في هذا البلد منذ سقوط نظام طالبان المتطرف أواخر العام 2001. وتسعى إيساف إلى فرض طوق أمني حول مناطق في جنوب البلاد لمنع الطالبان من الحصول على تعزيزات. فيما إنضم إلى التمرد كما تؤكد مئات المقاتلين من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى.

ويبلغ عدد ايساف حاليًا 36 ألف جندي ينتشر ثلثهم في جنوب البلاد حيث تكثف حركة طالبان تمردها. وبالقرب من قندهار في جنوب افغانستان تم تفجير قنبلة عن بعد اليوم الجمعة لدى مرور موكب رجل سياسي نافذ مؤيد للحكومة من هذه المنطقة يدعى الملا نقيب، مما أدى إلى سقوط عشرة جرحى بحسب الشرطة المحلية.

وقال الشرطي شاه محمود لوكالة فرانس برس إن في عداد الجرحى الملا نقيب القائد السابق الذي حارب السوفيات والذي فاوض بشأن رحيل الطالبان من معقهلم قندهار أواخر العام 2001، ونجليه وحراسه إضافة إلى بعد المارة. وقندهار هي في قلب التمرد الطالباني على القوات الدولية والحكم الأفغاني وتشهد هجمات بشكل شبه يومي.

إلى ذلك، اعتقل ثمانية أشخاص بعد مقتل موظف ألماني في منظمة غير حكومية الخميس في شمال أفغانستان على ما أعلن حاكم ولاية ساريبول. وقال سيد اقبال منيب لوكالة فرانس برس: quot;اعتقلنا ستة رجال في ولاية فرياب المجاورة لكن لا نعلم ما إذا كانوا هم الذين قتلوا الألماني. وأعتقل أيضًا شخصان آخرانquot;، من دون أن يعطي مزيدًا من التوضيحات حول المشبوهين.

وأضاف أن الشرطة تواصل تحقيقها وإعتقد أن الدافع وراء الهجوم هو السرقة. فيما سرقت هواتف تعمل بوساطة الأقمار الصناعية. ووجهت وزارة الداخلية الأفغانية أصابع الإتهام الخميس إلى قطاع طرق. وكان ديتر روبلينغ (65 عامًا) في مهمة للمنظمة الألمانية quot;فلثونغرهلفيquot; (المساعدة على مكافحة الجوع في العالم) في ولاية ساريبول مع معاونين أفغان عندما فتح مجهولون النار على موكبه وتمكنوا من وقف سيارة.

وطلب من الموظفين الأفغان الثلاثة الذين كانوا بداخل السيارة الرحيل. وعندما عادوا إلى مكان الهجوم كان الألماني ممددًا على الارض بحسب المنظمة الألمانية التي إعتبرت أن معاونها قتل لأسباب عقائدية. وأشارت إلى أن جثة الألماني نقلت إلى مرمال وهي قاعدة ألمانية لايساف في جنوب مزار الشريف على أن تعاد إلى ألمانيا في أقرب وقت ممكن. وفي تشرين الأول (اكتوبر) قتل مجهولون صحافيين إلمانيين كانا قد توقفا لتمضية الليل تحت خيمة في شمال أفغانستان.