ميركل وبيلوسي تحضان سوريا على المساهمة في الحل في لبنان

بيلوسي تعتبر زيارتها مهمة للتحاور مع سوريا

بيروت-دمشق -واشنطن : تزور رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي دمشق اليوم في مهمة quot;تحاورquot;، وكانت قد أعلنت أمس من بيروت أن عددًا من المشاكل والنقاط يجب أن تمر من خلال الحوار مع دمشق. وقالت بيلوسي: quot;إننا نعلم أن تسوية بعض المشاكل تمر عبر دمشقquot;. مؤكدة أنها ستناقش في سوريا القضية الأساسية وهي مكافحة الإرهاب والدور الذي يمكن أن تلعبه سوريا (...) وبالتأكيد المحكمة الدولية حول إغتيال الحريريquot;. وأكدت أنها ستتطرق مع الأسد إلى دور سوريا في العراق ودعم سوريا لحركة حماس وحزب الله اللبناني.


وفي ما يتعلق بالتعامل مع إيران وسوريا تصر بيلوسي على ضرورة الحوار لكن من دون تجاهل المصالح الإسرائيلية. وقد إستبق علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا الزيارة بانتقادها، معربًا عن أسفه وقال البيانوني في رسالة إلى بيلوسي أمس: quot;من المؤسف أنك ستصافحين غدًا يد رئيس فاشي، إستمر على نهج والده في القمع، في واحد من أسوأ أنظمة القمع الشمولية الباقية في عالمنا اليومrdquo;.
وأضاف: ldquo;ستزورين رئيسًا يشعل الأزمات في الدول المجاورة، بتدخله في الشؤون الداخلية للبنان والعراق، ويرى الإغتيال السياسي أفضل طريقة للتعامل مع معارضيه، في سوريا، وفي المنطقة بأسرهاrdquo;.

وواصل البيت الأبيض إنتقاده لزيارة بيلوسي لسوريا اليوم، معتبرًا أنها تبعث رسالة سيئة وتخدم سياسة الرئيس بشار الأسد، في وقت أعربت فيه جماعة الإخوان المسلمين عن ldquo;أسفهاrdquo; لهذه الخطوة. وقالت المتحدثة المساعدة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو: ldquo;نعتقد أن يتوجه مسؤولون رسميون رفيعو المستوى إلى هناك لإلتقاط صور تذكارية يستغلها الأسد بعد ذلك يبعث رسالة سيئة إلى السوريين.

وأضافت بيرينو: ldquo;نسعى إلى ثني كبار المسؤولين الأميركيين عن القيام بمثل هذه الزياراتrdquo;، موضحة أن الرئيس السوري ينظر إلى مثل هذه اللقاءات على أنها جلسات تصوير يسعى إلى إستخدامها لمصلحته. ومع فشل وزارة الخارجية في إقناع بيلوسي بالعدول عن هذه الزيارة، قال المتحدث باسمها شون ماكورماك: ldquo;نحثها على توجيه رسالة قوية للحكومة السورية وأن تطلب منها تغيير موقفها في سلسلة مواضيعrdquo;. وأوضح أن رئيسة مجلس النواب تحظى بدعم الأجهزة الدبلوماسية الأميركية مثل العادة. وقال ماكورماك: ldquo;نحن على إستعداد لحضور لقاءات الوفد (مع السوريين) إذا رغب في ذلكrdquo;.

وتفترق بيلوسي مع الإدارة الحالية وبعض الديمقراطيين في موضوع الحرب على العراق، إذ تدعو إلى الإستعداد إلى إنسحاب القوات الأميركية وتعتبر قرار الحرب خطأً يتحمل مسؤوليته بوش. وهي واحدة من بين 126 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب صوّتوا ضد إستخدام القوة في العراق في العام 2002 رغم أنها عادت وصوتت لمصلحة تمويل الحرب.

وكانت بيلوسي قد تعهدت قبيل ترؤسها مجلس النواب، بإنهاء الإستعراض الجمهوري المتطاير. وهي إشتهرت بإنتقاداتها اللاذعة لبوش الذي وصفته بـالرئيس غير الكفوء وإمبراطور عار، علمًا أن الرئيس الأميركي حذر من أنه في حال فوز الديمقراطيين سيكون لدى الأميركيين رئيسة مجلس النواب وصفت تحرير 25 مليون عراقي بأنه خطأ غريب. في موازاة ذلك، ليس سرًا أن بيلوسي تعد من أكثر أعضاء الكونغرس تعصبًا وتأييدًا لإسرائيل. وقد أكدت في خطاب ألقته مؤخرًا أمام منظمة quot;إيباكquot; الإسرائيلية الأميركية أن الصراع بين العرب والإسرائيليين لم يكن في يوم من الأيام حول أرض محتلة، وإنما كان على الدوام حول حق إسرائيل في الوجود.