حيدر عبدالرضا من مسقط: أكد أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق انه وجد تفهما كبيرا من قبل المسؤولين في السلطنة لما يحصل في العراق، وما يجب أن يحصل خاصة في ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، وفي بناء الاستقرار السياسي والأمني حتى يأخذ العراق طريقه في عملية البناء والتنمية والمساهمة في استقرار المنطقة بالكامل. وأضاف المسؤول العراقي في تصريح لوكالة الأنباء العمانية اليوم أنه وجد خلال محادثاته مع المسئولين في السلطنة تطابقا في وجهات النظر بين الجانبين، مشيرا إلى أن هذا يمثل ويعكس حرص الحكومة العمانية والشعب العماني الشقيق على مصالح العراقيين ووحدة العراق ومستقبله ومستقبل المنطقة.

وحول الانتقادات الموجهة للخطة الأمنية في العراق أكد علاوي على أهمية المصالحة السياسية والوطنية في العراق وإلغاء القوانين الاستثنائية التي أوضح أنها أدت إلى إيذاء الشعب العراقي وتصديع وحدته، موضحا إلى أن الخطة الأمنية ستنجح فقط عندما تتبنى الأطراف العراقية مباديء المصالحة الوطنية والعفو العام كما حصل في بلدان أخرى، وأضاف أن هذا لا يعني أن الخطة هي خاطئة ولن تجدي نفعا وإنما على العكس نحن نعتقد أن الخطة الامنية خطوة متقدمة لكنها لن تكون خطوة كافية بالتأكيد إذا لم تجري مصالحة وطنية حقيقية في المجتمع العراقي.

كما تحدث المسؤول العراقي حول المؤتمر الوزاري المقرر عقده بشأن العراق في شرم الشيخ بمشاركة جيران العراق، معربا عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في ضمان أمن واستقرار العراق، وأن يدعو الدول الاقليمية أن تساهم في هذا الشأن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، وكذلك أن تشرف وتكون هذه الدول ضامنه لمصالحة وطنية حقيقة في العراق. وأعرب عن اعتقاده أن المشكلة الأساسية للعراق هي مشكلة أمنية بعد أن فككت الدولة العراقية اثناء الحرب وفي قلب المشكلة الأمنية موضوع السياسة، مشيرا إلى أن يجب أن يكون أولا، والمصالحة السياسية من أجل الامن هو الأساس في تقدم العراق.

وكان علاوي قد وصل إلى مسقط أمس وقد استقبله اليوم نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني. كما استقبله يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، و عبدالله بن علي القتبى رئيس مجلس الشورى العماني.

وقد أعرب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وحرص السلطنة والحكومة العمانية على دعم كافة الجهود الرامية للحفاظ على وحدة التراب العراقى وإحلال الوفاق والتآلف بين أبناء شعب العراق كافة من خلال وحدة وطنية تعمل من أجل الاستقرار والتقدم والنماء حاضرا ومستقبلا. وأوضح المسؤول العماني الجهود التى تبذلها السلطنة مع أشقائها وأصدقائها لنزع فتيل التوتر فى المنطقة وصولا إلى ايجاد الحلول السلمية لمختلف القضايا المطروحة.

وقد تناول حديث علاوي مع المسؤولين العمانيين خلال المقابلات التطورات على الساحة العراقية وأبعادها الاقليمية والدولية والجهود المبذولة لاستتباب الأمن وإعادة الاعمار لما فيه مصلحة جميع ابناء الشعب العراقى، كما تطرق الحديث إلى عدد من القضايا الراهنة على الساحة الدولية كما تم خلال المقابلة بحث علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها وتطويرها إلى جانب تبادل الآراء حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.