اجتماعات سرية بين أطراف عراقية في الرياض
قطار علاوي ينطلق عبر دول الجوار نحو بغداد

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يواصل رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي زيارة بدأت من الكويت فالسعودية لينتقل الى الامارات ثم دول اخرى فاعلة في القضية العراقية من اجل مناقشة افضل السبل لايجاد حل للعنف الجاري في العراق وفق ما يصرح به مقربون من علاوي ومنه شخصيا للاعلام، ومن اجل توفير افضل وأنجع الطرق للمساعدة في وصوله لرئاسة الوزراء في العراق وفق ما يتسرب من مقربيه ايضا.

وبالتوازي مع جولة علاوي يسعى رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي داخليا من اجل كسب الحلفاء لائتلافه والظهور بمظهر الرجل القوي الذي لا يعيقه اي حاجز في زيارة محافظة الانبار أكبر مصدر للعنف في العراق ضد القوات الأميركية والقوات العراقية معا. ويتنقل في مناطق بغداد الساخن منها والهادئ للهدف ذاته. ولعله يذكر علاوي والمتحالفين معه بان ميدان الداخل هو من يقرر من يبقى لقيادة العراق الان. وربما اراد ان يشعر مناوئيه بعجزهم من زيارة مناطق نفوذهم الانتخابي كجبهتي التوافق والحوار القريبتين من علاوي ويسعيان مع كتلته (الوطنية العراقية) إلى إسقاط الحكومة برلمانيا وابعادها عن ميزتها الطائفية التي ساهمت جبهة التوافق في تكريسها طائفيا باشتراكها وبقائها حتى الان في الحكومة. فكان تصريح علاوي الاخير واضحا في رفضه للحكومة التي هدد منذ ايام بالانسحاب منها quot; ان لم تكن لكل العراقيينquot; دون ان يؤكد عدم تمثيلها له quot;حكومة المالكي لا تمثلني كشيعي.. بل تمثل شيعة مسيسينquot;. وهو ما يوحي بفراق مع حكومة المالكي التي ما زالت كتلة علاوي مشاركة فيها ايضا.

قطار علاوي انطلق منذ بدء الخطة الامنية في العراق في الرابع عشر من الشهر الماضي وربما قبل ذلك بقليل حين عاد للعراق معلنا عن مشروع سياسي سينقذ العراق مما يئن تحته من عنف.واعلن اعضاء في قائمته وقتئذ عن مفاجآت يحملها مشروع علاوي سواء نجحت او فشلت الخطة الامنية. لكن تدخل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تواجدت في العراق وقت عودة علاوي لبغداد حال دون الشروع بتنفيذ مفاجآت علاوي السياسية وفق مصادر متعددة سياسية واعلامية في بغداد. اذ تفضل الادارة الاميركية الان زيادة الضغط على حكومة المالكي لحل الميليشيات وعدم التردد في اعتقال اي متورط في العنف الطائفي حتى لو قريب منه. وقد نجح هذا التكتيك الى حد كبير وما زال فكانت ورقة التيار الصدري التي طالما جُلد بها المالكي كحام له ولزعيمه مقتدى الصدر اول تقدمة المالكي ككبش فداء امام التحدي الجدي لحكومته فاعتقلت القوات العراقية باسناد اميركي مئات من قادة وعناصر التيار الصدري ضمن خطة تطبيق القانون حد الطلب من الصدر بالتواري عن الانظار تقديرا لموقف المالكي الحساس. فباتت اليوم ميليشيا جيش المهدي في حكم المنحلة الامر الذي سهل للقوات الاميركية والعراقية ان تدخل الى مدينة الصدر معقل جيش المهدي دون اي مقاومة ضدها بل شرعت ببناء اكبر قاعدة امنية في المدينة.

امام هذا التطور في بغداد بدت نصيحة رايس لعلاوي في محلها فها هو المالكي يمهد لخصمه القادم مسرعا بإزالة اكبر عقبة امامه وهي جيش المهدي الذي يحمل امر الذكريات ابان حكم علاوي اذ خاض معركتين شرستين في بغداد والنجف وبقية محافظات الجنوب انتهت بتدخل اية الله العظمى السيد علي السيستاني عام 2004 لاتفاق وقف اطلاق النار. لكن دون حل جيش المهدي الذي استجاب لطلب علاوي بشراء سلاحه في بغداد. فكسب عناصره مالا مقابل بنادق وقنابل هاون فيما كانت كتائب اخرى منه تجهز اسلحة اخرى لمعارك قادمة. وكان علاوي وهو يركض مغادرا الصحن الحيدري قبيل انتخابات عام 2005بعد تعرضه لاعتداءات انصار الصدر يتذكر بألم شوكة جيش الصدر الذي ندم على عدم حله بالقوة حين كان في السلطة عام 2004.

تحركات علاوي الاخيرة، وتوقيتها مع ما ورد من انباء عن اجتماع في الرياض لقادة عراقيين،دقت ناقوس الخطر في كتلة الائتلاف الذي القى بكل ثقله في زيارة الاربعين الاخيرة حيث نجح في حشد نحو اربعة ملايين شيعي في زيارة راجلة شارك فيهاكل من زعيم كتلة الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم اضافة الى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى. وقد رد امام جمعة النجف السيد صدر الدين القبنجي في الاسبوع الماضي على تحركات علاوي باعتبارها quot;انقلابا حقيقيا يبغي تغيير الحكمquot;. كما هدد القيادي في الائتلاف الشيخ جلال الدين الصغير اي تحرك quot;لاحداث تغيير في الخريطة السياسية في العراقquot;. ولم يفصح الشيخ الصغير عما يمكن عمله لمنع اي تغيير ضمن اللعبة الديمقراطية في العراق.

اليوم وقد ازيحت عقبة الصدر تدريجيا من سكة علاوي كان انطلاق قطار علاوي بسرعة تزداد مع الوقت بكسب تحالفات جديدة داخليا وكسب حلفاء ومساندين اقوياء في دول الجوار خاصة الاردن والسعودية والكويت اقرب جيران العراق للادارة الاميركية التي تسعى إلى حلول في العراق وعينها على الداخل الاميركي، مأخوذا -هذا القطار- بإهمال المالكي لدول الجوار التي تمتلك يدا طولى في اقرار سياسات المنطقة. فكانت زيارة علاوي المنسقة مع شخصيات سنية وشيعية وكردية عراقية رافقه بعضها تؤكد على حل وطني عراقي بعيدا من اي تجاذب طائفي؛ حيث يجري الحديث اليوم عن ضرورة ابعاد السياسات الطائفية في العراق كشرط لاي حل في العراق اذ صرح عزة الشابندر المقرب من علاوي بان زيارة الاخير quot;جاءت بالتنسيق مع الزعيم مسعود البرزانيquot; الذي التقاه علاوي بصحبة السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد قبيل زيارته الى الرياض قبل ثلاثة ايام. حيث تشير المعلومات التي حصلت عليها إيلاف الى اجتماع علاوي وقبله البرزاني بمسؤولين امنيين في الرياض ما يؤكد تحولها الى محطة عراقية رئيسة. حيث يعول علاوي على التحالف الكردستاني (55 مقعدا) في اسقاط حكومة المالكي برلمانيا بعد توفر نحو 120 مقعدا برلمانيا خارج اطار وتحالفات الائتلاف الذي بات يحتكم إلى 109 مقاعد بعد مغادرة حزب الفضيلة (15 مقعدا) وقبله تكتل التضامن بقيادة قاسم داود ( 8 مقاعد). اذ يتطلب اي تصويت لاسقاط الحكومة توفر ما لايقل عن 138 صوتا.
ترى هل سيضحي الاكراد بما حققوه من انجازات في ظل حكومة المالكي ودعم التحرك الجديد لضمان وحدة العراق وقبلها ايقاف العنف الطائفي؟ ام سيلبي المالكي ما طلبه ويطلبه علاوي وحلفاؤه بأن تكون حكومته quot;لكل العراقيينquot; وهي الصفة التي يصر المالكي بأنها ميزة حكومته!