الخرطوم: بدأ مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الجمعة محادثاته مع المسؤولين السودانيين غداة وصوله الى الخرطوم لحث السلطات في هذا البلد على الموافقة على نشر قوة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. والتقى نيغروبونتي الجمعة وزير الخارجية السوداني لام اكول غداة اتصال سريع مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السماني الوسيلة وفق وسائل الاعلام الرسمية السودانية.

وقالت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان المحادثات تناولت الوضع في دارفور والامن والبحث عن حل سياسي ودعم الامم المتحدة للقوة الافريقية.وافادت الوكالة ان نيغروبونتي اعلن ان quot;الوضع الانساني في دارفور يستلزم التحرك العاجل لنشر قوات في الاقليم باسرع وقت ممكنquot;. وانتقل نيغروبونتي بعد تلك الاتصالات الاولى الى جوبا عاصمة جنوب السودان الذي يحظى بحكم ذاتي، لمقابلة الزعيم الجنوبي سيلفا كير والاطلاع على ما تم انجازه في تطبيق اتفاق السلام بين الخرطوم ومتمردي الجنوب في كانون الثاني/يناير 2005.

وسيزور نيغروبونتي دارفور السبت على ان يجري الاحد معظم محادثاته مع المسؤولين السودانيين وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير. وسيتوجه المسؤول الاميركي بعد ذلك الى تشاد ثم ليبيا وموريتانيا. وتأتي زيارة نيغروبونتي الى السودان غداة قرار الولايات المتحدة تأجيل فرض عقوبات احادية الجانب على السودان لفسح المجال امام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للتوصل الى اتفاق حول نشر قوات دولية في دارفور.

وكان بان كي مون طلب مؤخرا مهلة اضافية تتراوح بين اسبوعين وشهر للضغط على الحكومة السودانية حتى تكف عن معارضتها ارسال نحو عشرين الف جندي دولي الى المنطقة. واتفق السودان مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي على المرحلة الثانية من دعم الامم المتحدة للقوة الافريقية وقوامها سبعة الاف رجل في دارفور لكن الخرطوم ترفض تزويد هذه القوات، التي تقول الصحف السودانية ان قوامها ثلاثة الاف جندي، بمروحيات قتالية.

اما المرحلة الثالثة التي يفترض ان تشهد تشكيل قوة مشتركة فلم يتم التفاوض بشأنها. وتواجه القوة الافريقية صعوبة في احتواء اعمال العنف في دارفور حيث قتل 200 الف شخص منذ اندلاع النزاع قبل اربع سنوات كما نزح نحو مليونين اخرين. وهي ارقام يعتبرها السودان مبالغا فيها. وفقدت القوة الافريقية مؤخرا ستة من جنودها ليرتفع بذلك عدد ضحاياها الى 16 قتيلا منذ انتشارها في دارفور في اب/اغسطس 2004.