واشنطن: كشف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جورج تينيت أن الإدارة الأميركية لم تجر quot;نقاشا جدياquot; قبل غزوها العراق في آذار/مارس 2003، حسب وسائل الإعلام الأميركية.
وقال تينيت الذي ترأس السي أي أي في الفترة التي سبقت وتلت الحرب على العراق التي شنتها الإدارة الأميركية بهدف إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، انه كان كبش فداء للبيت الأبيض عندما لم يتم العثور على أي أسلحة دمار شامل في البلد المضطرب.
ودافع تينيت في مذكراته التي ستنشر الاثنين بعنوان quot;آت ذي سنتر اوف ذي ستورمquot; (في قلب العاصفة) عن دوره في قرار شن الحرب على العراق، فيما انتقد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني وغيره من المسؤولين الأميركيين، حسب مقتطفات نشرتها صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الجمعة.
وقال تينيت quot;حسب علمي، لم يجر أي نقاش جدي مطلقا داخل الإدارة الأميركية حول وجود تهديد عراقي وشيكquot;.
وأضاف أن إدارة الرئيس جورج بوش لم تجر quot;أي نقاش جديquot; لأي خيار آخر لاحتواء العراق باستثناء شن حرب على ذلك البلد.
وفي مقابلة مع شبكة سي بي اس تبث الأحد انتقد تينيت مرة أخرى تشيني وغيره من مسؤولي الإدارة الأميركية لنقلهم عنه استخدامه مصطلح quot;سلام دنكquot; (كبس الكرة في الحلقة المستخدم في لعبة كرة السلة)، ليدل على أن المعلومات الاستخباراتية المستخدمة لتسويغ شن الحرب على العراق quot;مؤكدةquot;.
وقال تينيت انه استخدم تلك العبارة في مناقشة في البيت الأبيض قبل الحرب، ولكن فقط ليصف كيفية عرض القضية على الشعب الأميركي حول ضرورة إرسال قوات أميركية إلى العراق.
إلا انه قال إن مسؤولي الإدارة اخبروا الكاتب بوب وودورد أن تينيت قال إن أدلة السي أي إيه التي تبرهن أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شمال quot;هي مؤكدةquot;.
وبعد أن أورد وودورد في كتابه الذي نشر عام 2004 بعنوان quot;خطة الهجومquot; تلك العبارة تم توجيه اللوم لفشل المعلومات الاستخباراتية التي سبقت الحرب على العراق مباشرة إلى تينيت، واقتبس تشيني عدة مرات عبارة quot;سلام دنكquot; في العديد من مقابلاته وخطاباته.
وكتب تينيت في كتابه quot;بدلا من الاعتراف بالمسؤولية، كانت رسالة الإدارة هي: لا تلومونا، جورج تينيت هو الذي ورطنا في هذه الفوضىquot;.
وأضاف في مقابلته مع شبكة quot;سي بي اسquot; لقد كان ذلك أبشع شيء تعرضت له في حياتيquot;.
ورغم ذلك فقد تحمل تينيت بعض اللوم على المعلومات الواردة في الدراسة الاستخباراتية الأميركية التي أكدت بشدة أن صدام حسين يقوم بإنتاج أسلحة دمار شامل خطرة.
وفي مقابلته مع شبكة quot;سي بي اسquot; التي نشرت مقتطفات منها الخميس، دافع تينيت كذلك عن معاملة السي أي إيه quot;للمعتقلين المهمينquot; في quot;الحرب على الإرهابquot; في مواجهة الاتهامات الواسعة باستخدام أساليب تعذيب مثل إغراق رؤوس المعتقلين في الماء لاستخلاص المعلومات منهم.
ونفى تينيت اللجوء إلى التعذيب إلا انه أكد أن أساليب quot;التحقيقات المعززةquot; المستخدمة أثناء التحقيق سمحت بالحصول على معلومات استخباراتية مهمة حول تهديدات ضد الولايات المتحدة، أكثر من كافة برامج الاستخبارات الأميركية الأخرى مجتمعة.
وأضاف للشبكة الإخبارية quot;أنا على يقين ان هذا البرنامج أنقذ الكثير من الأشخاص. واعلم أننا تمكنا من خلاله من إحباط العديد من الخططquot;.
ولم يشرح تينيت ما الذي يقصده بquot;التحقيقات المعززةquot; المستخدمة، إلا انه قال أنها ضرورية لان quot; هؤلاء الأشخاص يعرفون المسؤولين عن الهجوم الإرهابي التالي (...) الذين لن يترددوا في قتلك أو قتل عائلتك أو قتلي أو قتل عائلتي أو الجميع في هذه البلدةquot;.

كما أكد تينيت أن البيت الأبيض لم يأخذ تهديدات السي أي إيه بشأن تنظيم القاعدة على محمل الجد قبل هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
إلا أن صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; قالت انه تفاجأ لان القاعدة لم تهاجم الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
وأضاف quot;أنا اعلم امرًا واحدا وأحس به في أعماقي (...) القاعدة هنا وتنتظرquot;.