الحكومة العراقية تبحث وسائل حماية المسيحيين من التهديدات
واشنطن تدعو بغداد إلى تحمل مسؤولياتها بفرض الأمن
أسامة مهدي من لندن :
دعا وفد من الكونغرس الاميركي يزور بغداد حاليا الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها بفرض الامن والاستقرار في العراق بينما بدأ الجيش العراقي وضع خطط لملء فراغ انسحاب اميركي مفاجئ.. فيما اكد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ان المجلس يعمل على الاسراع في تنضيج وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية في حين ناقش مجلس الوزراء وسائل حماية المسيحيين من تهديدات الارهابيين بالقتل والتهجير.
فقد بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في بغداد اليوم مع وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة كرستوفر شاس عن الحزب الجمهوري وبراين بايرد عن الحزب الديمقراطي quot;تطورات العملية السياسية الرامية إلى إرساء دعائم الديمقراطية في العراقquot; كما قال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; مشيرا الى انه جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما الأوضاع الأمنية في البلاد و المشاورات الجارية بين الكتل النيابية وارتباطها بتحديد جدول زمني لعمل قوات المتعددة الجنسيات. وفي المقابل أكد عضوا الكونغرس ضرورة قيام الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها في فرض الأمن والاستقرار في انحاء العراق.
ومن جهته ناقش رئيس مجلس النواب محمود المشهداني خلال اجتماع منفصل مع وفد الكونغرس الاميركي تطورات العملية السياسية ومسار التجربة البرلمانية العراقية ومدى التقدم الحاصل في مشروع المصالحة الوطنية فضلا عن الاوضاع في المنطقة بعامة.
واشار المشهداني خلال اللقاء الذي عقد اليوم الثلاثاء الى اهمية هذه الزيارات كونها تساعد على تبادل الاراء والافكار وتسهم في التعرف إلى حقائق الامور للوصول الى افضل المعالجات والحلول للازمة العراقية. واكد حرص مجلس النواب على القيام بمسؤولياته الوطنية والتعامل بجدية مع القضايا الملحة واقرار مشاريع القوانين المحالة اليه بالسرعة الممكنة موضحا دور البرلمان في تبني وانضاج مشروع المصالحة الوطنية وتوفير الدعم اللازم والمناخ الايجابي لنجاحها كونها الضمانة الاساسية لترسيخ الامن والاستقرار في البلاد على المدى البعيد.
وقال بيان لمجلس النواب الى quot;إيلافquot; ان المشهداني شدد على ضرورة تأهيل وتدريب قوات الجيش والاجهزة الامنية تدريبا حديثا وتسليحها بافضل الاسلحة والمعدات بما يمكنها من القيام بواجباتها الوطنية تمهيدا لرحيل القوات المتعددة الجنسية من العراق منبها الى اهمية التدرج في تسلم الملف الامني من قبل القوات العراقية باعتبارها الطريقة المثلى للنجاح وتجنب حالات الارباك. وتحدث المشهداني عن علاقات العراق بدول المنطقة بخاصة والاسرة الدولية بعامة مبينا الحاجة الى تعزيزها وتطويرها وتوطيد اواصر التعاون معها وحثها على إبداء المساعدة في تثبيت الامن والاستقرار في العراق والمشاركة في مشاريع الاعمار والوفاء بالتزاماتها وتعهداتها الدولية تجاه الشعب العراقي.
وقد جدد وفد الكونغرس الاميركي دعمه للشعب العراقي ووقوفه الى جانبه في نضاله ومساعيه لتحقيق تطلعاته وترسيخ القيم الديمقراطية في بلاده بحسب البيان.
وتأتي زيارة الوفد الاميركي في بغداد في وقت اعلن في بغداد عن بدء الجيش العراقي وضع خطط للتكيف مع أي انسحاب سريع للقوات الأميركية بالتزامن مع كشف وزارة الدفاع العراقية مع تحذير مسؤول أميركي رفيع أن إدارة الرئيس جورج بوش قد تعيد النظر في دعمها لحكومة بغداد حال فشلها في إجراء إصلاحات محورية بحلول الخريف.
وأعلن وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي أن الجيش يعكف على رسم خطط للتعامل مع الأوضاع حال انسحاب سريع للقوات الأميركية من بلاده.
وأضاف ان خطط الجيش تسند إلى أسوأ السيناريوهات وحتى لا نسمح بأي فراغ أمني.. هناك لقاءات مع القيادات السياسية حول كيفية التعامل مع انسحاب مفاجئ.
ولم يتضح إذا ما كانت تعليقات وزير الدفاع العراقي تشير إلى خطة طوارئ روتينية أو مؤشر يعكس إحساس قادة العراق بأن الدعم الأميركي باتت أيامه معدودة.
وفي المقابل أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، طوني فراتو أن بوش أعرب عن ثقته في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال محادثة هاتفية بينهما امس.
وأوضح فراتو أن القائدين تناقشا حول احراز تقدم سياسي في العراق، وأن المالكي أوجز بوش بشأن اثنين من أهم المطالب الأميركية quot; تشريع تقسيم ثروات النفط بالتساوي بين كافة مناطق العراق وأطيافه العرقية وتعديل الدستورquot;.
إلا أن مسؤولين عراقيين بارزين رفضا الكشف عن هويتهما ابلغا quot;سي ان ان quot; أن بوش حذر المالكي أن واشنطن تتوقع رؤية quot;نتائج ملموسة سريعاًquot; في ما يتعلق بتلك المطالب مقابل استمرار الدعم.
وأكد مسؤول أميركي بارز في لندن تلك التحذيرات قائلاً إن إدارة بوش تتطلع إلى مؤشرات تقدم في العراق بحلول الخريف وإلا ستجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في سياساتها هناك. وقال المسؤول الذي أوجز لصحافيين في لندن شريطة عدم الكشف عن هويته أن كبار الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأميركيين في العراق سيرفعون تقريراً حول التقدم الذي ستحرزه الحكومة العراقية في ايلول (سبتمبر) المقبل. وأشار quot;إذا كان هناك تساؤل حول إحراز تقدم مهم فأفضل نصيحة هي ترقب هذا الخريف كنقطة محورية.quot;

مجلس الوزراء يناقش حماية المسيحيين
اعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان مجلس الوزراء ناقش اليوم وسائل حماية المسيحيين من تهديدات الارهابيين.
واضاف في تصريح صحافي ان المجلس اكد انه عازم على تقديم الدعم والمساندة لحماية المسيحيين لكنه لم يوضح الاجراءات التي ستتخذ في هذا المجال.. وفي ما يلي نص التصريح :
ناقش مجلس الوزراء موضوع تهديد وتهجير العوائل المسيحية في بغداد من قبل المجموعات الارهابية وابدى المجلس وقوفه الكامل لتقديم كل الدعم والمساندة اللازمة لحمايتهم وتقديم كل اشكال المساعدة من اجل مواجهة هذا التهديد الذي يرفضه ديننا الاسلامي الحنيف ومجتمعنا العراقي المتسامح بين كل مكوناته وخصوصاً العلاقة مع الاخوة المسيحيين.
ومعروف ان المسيحيين العراقيين يتعرضون حاليا لتهديدات بالقتل والتهجير من قبل مجموعات اسلامية متشددة بدات تفرض عليهم الجزية والتهجيرة كما قامت بتفجير عدد من الكنائس وخاصة في بغداد والموصل والبصرة الامر الذي دفع بالالاف منهم الى الهجرة الى سوريا والاردن ودول اوروبية مختلفة.
وكان عمانوئيل خوشابا المسؤول عن مكتب الحركة الديمقراطية الاشورية في سوريا قد اشار مؤخرا الى انه في عام 2001 فإن عدد المسيحيين في العراق كان حوالى مليون و200 ألف غادر منهم حوالى 300 ألف إلى دول العالم وقدم منهم إلى سوريا أكثر من 30 ألفا أكثرهم من المناطق الملتهبة مثل بغداد والموصل موضحا ان العدد يزيد حسب الوضع الامني والاقتصادي.
وأضاف أن التيارات الاصولية في العراق هي التي ترعب المسيحيين وتجبرهم على ترك العراق وتحاول أن تفرض الحجاب على العائلات المسيحية وأضاف أن الوضع في العراق سيئ فهناك حرب أهلية غير معلنة موجودة وقتل على الهوية وتهجير جماعي للمسيحيين بشكل خاص ولبعض العراقيين.
واضاف ان الكثير من المسيحيين في العراق قد تلقوا تهديدات بأن عليهم مغادرة العراق أو القتل ما أدى إلى تهجيرهم وفرارهم من بيوتهم.