الفلسطينيون عين على غزة وأخرى على نهر البارد
سمية درويش من غزة:
علمت إيلاف من مصادر فلسطينية حسنة الاطلاع، بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيناقش خلال لقاءه المرتقب مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، الليلة رزمة من القضايا، أهمها وضع حل نهائي وحاسم للاقتتال الداخلي والحراب المستمر بين حركتي فتح وحماس، إلى جانب التهدئة مع إسرائيل.
وتترافق زيارة الرئيس الفلسطيني الذي الغي زيارته الأخيرة قبل بضعة أيام لغزة بعد الكشف عن نفق مفخخ في طريق صلاح الدين المؤدي لمعبر ايرز quot;بيت حانونquot;، مع الحديث عن توقعات بعودة شبح الاقتتال الداخلي من جديد لقطاع غزة، في حال لم يتم حسم القضايا العالقة بين الجانبين أهمها الشق الأمني.
ويحذر الساسة من عدم معالجة الأزمة الناشبة وبسرعة بين الحركتين، منوهين في حال اندلعت موجة جديدة ستكون اخطر واشد من سابقاتها، لاسيما وان المحرمات سقطت في الجولة الأخيرة.
وتعرض قطاع غزة لجولة اقتتال هي الأعنف دارت رحاها بين أزقة وتخوم الشوارع والمباني السكنية العالية التي اتخذت منصة لإطلاق الرصاص والقذائف، حيث سقط فيها أكثر من 40 فلسطينيا.
ورغم الخروقات التي تعرض لها الاتفاق الثاني عشر والأخير بين الجانبين، إلا انه مازال صامدا حتى اللحظة، حيث رد الكثير من المراقبين، استمرار وقف إطلاق النار بين الحركتين المتناحرتين رغم شلال الدم الذي نزف، إلى التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد قطاع غزة.
وتوجه إسرائيل منذ عدة أيام ضربات موجعة لقطاع غزة، ردا على الهجمات الصاروخية التي تطلقها المجموعات المقاتلة، حيث سقط أكثر من 36 فلسطينيا في غارات متفرقة، كان أعنفها ما تعرض له منزل القيادي في حماس د. خليل الحية.
وقد طالب حزب الشعب الفلسطيني، إنهاء الأحداث الأخيرة التي حدثت في القطاع بحل جذري، وعدم السماح لإبرازها لاحقا مهما كانت الأسباب والمبررات، منوها إلى ضرورة قيام حركتي فتح وحماس بالعمل على عقد مصالحة وطنية شاملة لإنهاء كافة الأحداث، وتشكيل لجنة تحقيق يشارك بها الفصائل ومحاميين وشخصيات اعتبارية تعمل على طي الصفحة الفائتة.
ونجحت الفصائل السياسية، لاسيما الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي، تحت رعاية الوفد الأمني المصري، بكسر الصمت وإزالة الحواجز التي نصبها المسلحين في شوارع غزة، وإعادة الافرقاء لطاولة المفاوضات.
وقد ناشدت مفوضية المؤسسات غير الحكومية في حركة فتح، منظمات المجتمع المدني العاملة في القطاع، اتخاذ مواقف أكثر حزما تجاه قضايا مصيرية تهدد المشروع الوطني، وتنذر بعواقب وخيمة لا يستفيد منها سوى الاحتلال.
ولفتت المفوضية في بيان صحافي، إلى إن أحداث الأسبوع الدامي في غزة دق ناقوسا للخطر الحقيقي الذي يتعرض له المشروع الوطني، وانجازاته الوطنية، مؤكدة أن هذه المنظمات بما تمتلك من امكانات بشرية ومادية ومؤسسية، تمكنها من الوقوف سدا منيعا في وجه الخطر الذي يعصف بالمجتمع الفلسطيني.