لان الإدارة الأميركية لم تستطع إدانته على انه مقاتل
محكمة أميركية تسقط التهم عن السائق الشخصي لبن لادن

محمد الخامري من صنعاء: بعد نجاحه في الطعن الذي قدّمه العام الماضي إلى المحكمة الأميركية العليا للحصول على حكم بإلغاء نظام المحاكمات السابق، حقق اليمني سالم احمد حمدان (39 عاماً) والذي تتهمه السلطات الأميركية بالقيام بتدريبات عسكرية في معسكرات القاعدة بأفغانستان والعمل سائقا وحارسا شخصيا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، إضافة إلى توزيع أسلحة وذخائر ، حقق نصراً جديداً على الإدارة الأميركية التي قال احد القضاة العسكريين بمحكمة استثنائية بمعتقل غوانتانامو أمس الاثنين أنها لم تستطيع الدفع بإدانته وتقديم الأدلة والوثائق اللازمة للبدء بمحاكمته أمام محكمة استثنائية على انه مقاتل غير قانوني.

وقالت مصادر أميركية تحدثت لإيلاف أن المحكمة أسقطت كافة التهم الموجهة إلى سالم حمدان لعدم توفر الأدلة من قبل الإدارة الأميركية وبالتالي فان أن القضية ليست من اختصاص المحكمة الاستثنائية بمعتل غوانتانامو بمقتضى القانون الأميركي الخاص والذي صدر العام الماضي 2006م والذي يُسمح بموجبه إجراء محاكمات للأجانب المشتبه في تورطهم في الإرهاب.

وكان سالم حمدان قال في تصريحات صحافية انه حاول الهروب من أفغانستان التي وصلها للعمل بهدف إعالة أسرته ، وعندما اندلعت الحرب هناك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حاول الهروب إلا انه وقع في الأسر وأرسل إلى قاعدة غوانتانامو حيث تعرض للضرب من قبل الجنود الأميركيين.

وقال انه وضع لعدة أشهر تحت الحجز الانفرادي في معتقل أميركي بأفغانستان وهدد بمزيد من الأذى إذا لم يعترف بأنه ارتكب جرائم حرب لكن الاتهامات الموجهة إليه، والمضمنة في وثائق المحكمة، تشير إلى أن علاقته بابن لادن كانت قريبة جدا باعتباره سائقه الخاص وقد مكنه هذا القرب من معرفة أن ابن لادن كان وراء الهجمات على السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998م والهجوم على المدمرة كول عام 2000م وهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن.

يضاف إلى ذلك أن السلطات الأميركية تقول أن حمدان كان يقوم بصورة روتينية بتسليم الأسلحة والذخائر وغير ذلك من الإمدادات إلى أعضاء تنظيم القاعدة وانه تلقى تدريبا عسكريا في احد معسكرات القاعدة بأفغانستان، كما رافق بن لادن في زيارات كان يدعو فيها إلى quot;عمليات استشهاديةquot;.

بداية القصة

في الطلب الذي قدمه إلى المحكمة العليا أرفق المحامي سويفت نسخة من شهادة موثقة وقعها حمدان في فبراير (شباط) العام الماضي وقال فيها انه لا يعمل في شبكة ابن لادن وانه توجه من اليمن إلى أفغانستان للعمل كسائق لإعالة أسرته ، مؤكداً quot;لم أكن مطلقا عضوا في القاعدة ولست إرهابياquot;.
وقال سالم حمدان انه التقى صديقا في أفغانستان، أخذه إلى زعيم laquo;القاعدةraquo; عام 1996م وتابع : laquo;عرض علي أسامة بن لادن وظيفة سائق في مزرعة كان يملكها وأوكل لي مهمة إحضار عمال من قرية مجاورة ليعملوا في المزرعة ثم أعيدهم في المساء وبعد حوالي سبعة أشهر، صار ابن لادن يطلب مني أن انقله إلى أماكن مختلفة.

وقال انه ظل يعمل سائقا لابن لادن حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2001 عندما بدأت القوات الأميركية هجومها على أفغانستان وان laquo;آخر مرة كنت فيها مع بن لادن كانت في كابلraquo;. وقد حضرت زوجة حمدان وابنته إلى باكستان ، وقال انه بقي في أفغانستان حتى يبيع سيارته ويعود ليعمل سائق سيارة أجرة في اليمن، إلا انه وقع في اسر جنود محليين كانوا laquo;يبحثون عن عرب ليبيعوهم إلى الأميركيينraquo;.

خمسة ألف دولار

قال سالم حمدان انه بعد أن وقع في اسر جنود أفغان قاموا ببيعه للقوات الأميركية بمبلغ 5000 دولار ، مؤكداً انه وبالرغم من أنني تعاونت مع الأميركيين فقد تعرضت إلى الأذى الجسديquot;.

وأضاف انه سافر بشاحنة laquo;اضطر أن يكون فيها راكباً بأوضاع غير سوية سببت له كثيرا من الأذى الجسدي وخاصة في ظهره كما كان يرتدي ملابس تصل درجة الحرارة فيها إلى ما تحت الصفر وكان يشعر ببرد فظيع quot;حسب أقولهquot;.

وتابع حمدان : laquo;عندما لا اعرف الإجابات على الأسئلة التي يوجهها لي المحققون، كان الجنود يسددون لكمات إلى وجهي، وضربات بأحذيتهم وعندما آخذهم إلى مكان كنت توجهت إليه مع أسامة بن لادن، كانوا يهددونني بالموت، أو التعذيب أو السجن، لأنني لم اعرف الإجابة على الأسئلة ، كان احد أساليبهم في التهديد وضعهم مسدسا على الطاولة أمامي مباشرة ويشيرون إليه ويقولون : ما رأيك في هذا؟raquo;.

وقال انه حُمل جوا إلى غوانتانامو في يونيو (حزيران) 2002م ، موضحاً انه تعرض للاستجواب مرات عديدة من قبل المباحث الأميركية وبعض قوات الأمن العربية ، مشيراً إلى انه سمح له بالاتصال بزوجته مرتين laquo;من اجل تهدئتهاraquo;.

وقال إن المحققين قالوا له انه إذا أدلى بشهادة ضد سجناء آخرين فانه سيطلق سراحه ويعامل حتى ذلك الوقت معاملة كريمة وربما يمنح جنسية أميركية ، وعرضت عليه كذلك وثيقة تثبت انه ارتكب جرائم حرب، وعندما رفض التوقيع عليها أخذوه إلى الحبس الانفرادي في زنزانة داخل السجن في ديسمبر 2003.