نفى فشل الحوار ورفض ربطه بالاشتباكات
أبو الغيظ: القوات الدولية أمر تقرره إسرائيل والفلسطينيون
نبيل شرف الدين من القاهرة: رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الربط بين تجدد الاشتباكات في قطاع غزة والحوارات التي تستضيفها القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، وقال إنه ليس بوسع أحد أن يضمن عدم تجدد الاشتباكات بين الفرقاء، وعبر عن رؤية بلاده بشأن القوات الدولية الخاصة بحفظ السلام في الأراضي الفلسطينية، من خلال قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، أو قوة تابعة للأمم المتحدة، قائلاً إن هذا الأمر يقرره الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من خلال مشاورات مباشرة في ما بينهما وبمساعدة من المجتمع الدولي.
وفي تصريحات للمحررين الدبلوماسيين قال أبو الغيط إن إرسال مثل هذه القوات يتطلب عناصر أساسية يجب توافرها لنجاح مهمة هذه القوات، ولفت إلى أن هذه العناصر التي تحدث عنها تتمثل في التالي :
ـ ألا يكون هناك اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني لأنه يؤدي إلى عدم تمكن هذه القوة من التواجد على الأرض لأن التعرض لها سيكون أحد الاحتمالات.
ـ أن يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار بين الجانب الفلسطيني من ناحية والإسرائيلي من ناحية أخرى بمعنى ألا تتم عمليات من غزة أو إطلاق صواريخ من غزة وكذلك أن تتوقف إسرائيل عن كل أعمال التعرض للفلسطينيين في غزة وعن أعمال القتل خارج نطاق القانون، أو العمليات العسكرية ـ أما العنصر الثالث فيفترض وجود مفاوضات نشطة بين الأطراف وصولا إلى التسوية النهائية بحيث يكون هدف هذه التسوية هو الاتفاق حول ملامح الدولة الفلسطينية وكيفية التوصل إلى إقامة هذه الدولة، وأضاف أن تواجد القوات الدولية على الأرض دون وجود أفق سياسي، سوف يكون مجرد تثبيت للاحتلال، لأن المياه الإقليمية والفضاء والمجال الجوي الفلسطيني ليسا خاضعين للسيطرة الفلسطينية.
معضلة الحدود
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً إن هناك عنصرا مهما آخر، وهو أن ما يطبق على غزة يجب أيضا أن يطبق على الضفة الغربية مشيرا إلى انه لا يتصور أن تمضي إسرائيل في إقامة الجدار والاستيطان بدون رادع، والرادع هو وجود قوات دولية أيضا على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، وأشار إلى أن ذلك يجب أن يتم في إطار ما يسمى quot;الأفق السياسيquot;.
وقال أبو الغيط إن مثل هذه القوات يجب أن تمكن شعب فلسطين وأرض فلسطين من الانفتاح على العالم الخارجي لذلك يجب توافر مطار وميناء لغزة ويجب أن تكون كافة الممرات بين الضفة الغربية والأردن مفتوحة للفلسطينيين.
وأوضح أبو الغيط أن كل هذه العناصر تحتاج إلى الدراسة والتدقيق، وأكد أن إرسال قوات دولية يتعلق بالحدود الفلسطينية الإسرائيلية، أما الحدود المصرية الفلسطينية، والحدود المصرية الإسرائيلية فتحكمها اعتبارات أخرى، فما بين مصر وإسرائيل تحكمه اتفاقية السلام، وفي ما يتعلق بالحدود بين مصر وفلسطين فتحكمه العلاقات المصرية الفلسطينية المباشرة.
وأوضح أبو الغيط أن إرسال قوات دولية أو قوات تابعة للامم المتحدة او مراقبين دوليين لا يجب ان يحل مشكلة طرف واحد في هذا النزاع، بل يجب ان يحقق مصالح الطرفين وعلى قدم المساواة، مشيرا إلى أنه إذا كان الهدف هو إرضاء طرف واحد مع عدم اخذ مصالح الطرف الآخر في الحسبان فهو أمر غير مقبول.
فشل المفاوضات
وفي معرض رده على سؤال حول صحة الأنباء عن سماح مصر بعبور الأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية قال أبو الغيط إنه quot;لا صحة إطلاقا لمثل هذه المزاعمquot;، وأضاف ان البعض حاولوا في لحظة من الزمن الإساءة إلى الموقف المصري، الذي كان ولم يزل واضحا وهو أننا قد نسهل تدريب وإعادة تجهيز وحدات تابعة للسلطة الفلسطينية لأنها سلطة الشعب الفلسطينيquot;، على حد تعبيره.
وردا على سؤال حول ما قيل من أن تجدد الاشتباكات في غزة يعني فشل الحوارات بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، قال أبو الغيط إنه ليس بوسع أحد يستطيع أن يضمن عدم تجدد الاشتباكات.
وتابع أبو الغيط تصريحاته قائلاً إن الجهد المصري وهو يسعى إلى تحقيق وقف الاقتتال الفلسطيني، يعلم أن هناك كثيرا من الأيدي التي تلعب ليس لصالح الشعب الفلسطيني مؤكدا ضرورة توقف الاقتتال لأنه يقود إلى ضياع المستقبل والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الموقف المصري واضح وهو ضرورة توقف الاقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني، ووقف الصدامات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من ناحية أخرى ووقف إطلاق الصواريخ ووقف العمليات العسكرية على الأراضي الفلسطينية وبما يؤدي إلى عملية مفاوضات نشطة تصل بنا إلى النهاية المرجوة وهي إقامة الدولة الفلسطينية.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الجانب الإسرائيلي يتهرب من التعامل مع مبادرة السلام العربية قال أبو الغيط انه عندما نعطي الطرف الآخر سبيلا للهروب من الضغط العربي فانه سوف يسعى إلى التمتع بهذه الفرصة.
وقال إن الاقتتال الفلسطيني يعطي الفرصة للطرف الإسرائيلي بعدم التجاوب مع الطرف العربي، واكد انه يتعين علينا أن نبني وضعا فلسطينيا صحيا يؤدي إلى سيطرة السلطة الفلسطينية على الأرض بما يعني بدء حوار نشط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.