بشار دراغمه من رام الله: أعلنت إسرائيل وللمرة الأولى موقفها من وثيقة الأسرى بشكل رسمي ورفضت هذه الوثيقة بصورة قاطعة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت قبل سفره إلى مصر : quot;وثيقة الاسرى لا جديد فيها بالنسبة لنا. مضمون الوثيقة ليس مقبولا ولن يكون أساسا لأي شيء ما كنت لأتطرق إلى الوثيقة فهذا موضوع فلسطيني داخليquot;. وأضاف أولمرت: quot;ليس كل شيء بحاجة إلى تحليلات إسرائيلية. ولا حاجة لتحليل الوزراء لكل خطوة. انا لا اقصد جرح احد الوزراء. نحن وزراء قبل كل شيء. وهناك محللون في الاعلام. يجب ترك الفلسطينيين للتعامل مع موضوعاتهم الداخلية ونحن لن نتفاوض معهم إلا على أساس خارطة الطريق وهذا ما ساقوله لمباركquot;وقال أولمرت: quot;نحن لا نقاطع أبو مازن، كنا سنكون سعداء لو استطاع ابو مازن فرض سلطته على حكومة حماس. كلهم يعرفون هذا بضمنهم أبو مازن نفسهquot;.

وقد حطت طائرة أيهود أولمرت في منتجع شرم الشيخ المصري تمهيدا لقمة ثنائية طال انتظارها تجمع أولمرت مع الرئيس المصري حسني مبارك بعيدا عن عدسات الكميرات إلا من خلال جزئية بسيطة وهي المؤتمر الصحفي الذي سيعقد في نهاية القمة. ويأتي هذا الاجتماع لبحث قضية واحدة وهي خطة quot;التجميع الإسرائيليةquot; التي يطرحها أولمرت للانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية وإخلاء المستوطنات الصغيرة في الضفة ونقل المستوطنين منها إلى المستوطنات الكبرى لتكون الأخيرة ضمن حدود إسرائيل.

ويسعى أولمرت من خلال هذه القمة إلى ايجاد دعم عربي لخطته في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية على أن أولمرت سيلتقي قريبا عدد من قادة الدول العربية لبحث نفس الموضوع ومن الشخصيات المتوقع لقاؤها خلال الأيام القادمة الملك الأردني عبد الله الثاني.

وكان أولمرت قد ألتقى الاسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وطرح أولمرت على البيت الأبيض خطته الأحادية إلا أن واشنطن لم تبد تجاوبا كبيرا إزاء هذه الخطة وفضلت المفاوضات مع الفلسطينيين عن الانفصال عنهم بشكل أحادي الجانب. ومن المتوقع أن تستبق مصر نتائج قمة مبارك وأولمرت لتعلن رفضها لخطة أولمرت الأحادية وتصر على مواقفها بالتفاوض مع الفلسطينيين.

وعلقت الصحافة الإسرائيلية على هذه القمة واكدت صحيفة هآرتس على أن أولمرت سيعرض على الرئيس المصري خطة التجميع، وستنال فكرة الانسحاب من الضفة وقالت الصحيفة:quot; مصر ستعلن رفضها التام لأي خطة أحادية الجانب خاصة تلك التي التي سيتخذها أولمرت من دون مفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

ونقلت quot;هآرتسquot; عن مسئول إسرائيلي قوله إنَّ أولمرت سيبلغ الرئيس المصري أنه quot;سيعمل كل ما بوسعه لتكون هناك مفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن على خارطة الطريق، وفي حال عرقلة هذه المفاوضات فإنَّ إسرائيل ستتجه نحو تنفيذ خطة quot;التجميعquot; في الضفة الغربيةquot;. وأضاف المسئول الإسرائيلي: quot;أولمرت سيشرح لمبارك منطق خطة quot;التجميعquot; التي في صلبها إخلاء المستوطنات خلف الجدار وتثبيت إسرائيل على حدود جديدة في الضفة الغربية بحيث ستظل إسرائيل مسيطرة على المستوطنات الكبرى مع سيطرة أمنية في غور الأردنquot;. وتابع المسئول: quot;على ما يبدو فإنَّ المصريين سيحاولون اقناع أولمرت اجراء مفاوضات مع أبو مازن على خطة التجميع أو الغائها كليًاquot;

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ، قال للتلفزيون المصري بالأمس عشية لقاء أولمرت- مبارك: quot;يجب ان نبارك الانسحاب الإسرائيلي من ارض عربية محتلةquot;.وشدّد أبو الغيظ على ضرورة المفاوضات بين الطرفين. وقالت quot;هآرتسquot; أن الإسرائيليين بذلوا جهدا لمنع تأثير أحداث الأول من أمس على الحدود المصرية التي قتل من خلالها شرطيان مصريان على يد جنود إسرائيليين، على لقاء أولمرت ومبارك