خلف خلف من رام الله، القدس: يخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لتحقيق جنائي تحت طائلة التحذير الشهر المقبل، هذا ما كشفته الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، مشيرة أن التحقيق سيتناول دور أولمرت في عملية خصخصة بنك لومي، ثاني اكبر بنك حكومي في إسرائيل، ويتهم أولمرت الذي كان يشغل عام 2005 حقيبة المالية في حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون بتقديم مساعدة لاثنين من رجال الإعمال لشراء أغلبية أسهم البنك المذكور.

وكان اولمرت خضع في شهر تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي للتحقيق في عملية بيع البنك بشكل عام، وأصدرت وزارة العدل الإٍسرائيلية على اثر ذلك قراراً جاء فيه أن التحقيقات الأولية تشير أن هناك أدلة تؤكد الحاجة لفتح تحقيق جنائي، ورغم نفى اولمرت لهذه الاتهامات إلا أن المدعي العام الإسرائيلي أمر في 16 يناير/2007 بفتح تحقيق جنائي معه.

ويشار أن أسهم بنك لومي بيعت لمجموعة استثمارية أميركية ليس لرجلي الأعمال علاقة بها. ويضخ اولمرت لتحقيقات جنائية أخرى تتعلق بالفساد لكن لم يوجه الاتهام الرسمي له بأي منها.

قمة بوش- أولمرت لن تتناول الملف السوري

من جهة أخرى، نفى أولمرت أن يكون قد طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش منحه الضوء الأخضر للشروع في مفاوضات مع سوريا. وقالت مصادر مقربة من عضو الكنيست إيفي إيتام من كتلة الاتحاد الوطني المفدال للإذاعة الإسرائيلية العامة أن اولمرت أدلى بهذه الأقوال في سياق مكالمة هاتفية أجراها مع ايتام.

وأشارت هذه المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان قد تحدث مع النائب ايتام قبل حوالي أسبوعين حيث أكد له عدم وجود أي اتصالات علنية أو سرية مع سوريا. هذا فيما نقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الأحد عن مصدر في مكتب اولمرت قوله إن المسار الإسرائيلي - السوري لا ينتظر أن يطرح في اجتماع الأسبوع المقبل بين اولمرت والرئيس جورج دبليو بوش.

كما أن مكتب اولمرت أعلن أمس أن quot;سوريا لم تذكر في المحادثة بين بوش واولمرت يوم الاستقلال ولا في أي المحادثةquot;. وقال مصدر الأميركيين عموما ابلغوا اولمرت أن يدقق في المسار السوري. وحسب هآرتس فأنه ليس معلوما ما إذا كان البيت الأبيض ذكر أي شيء لإسرائيل حول تقرير بشان تصريحات نسبت إلى بوش، ويبدو فيها معارضة إلى الموقف الاميركي الرسمي.

وكانت صحيفة يديعوت قالت في نبأ لها أمس أن أولمرت نقل إلى سوريا عبر طرف ثالث رسائل سرية أوضح خلالها أنه مستعداً لدفع ثمن السلام، والانسحاب من الجولان مقابل سلام دائم ووقف دعم دمشق للمنظمات الفلسطينية وإنهاء علاقاتها مع إيران.

وهذا ما أثار حفيظة المعارضة في إسرائيل، وقال رئيس حزب المفدال النائب زفولون اورليف إن أولمرت مستعد للبيع الجولان بغية الاحتفاظ بمنصبه، معتبراً هذه الخطوة خطوة يائسة وداعيا رئيس الوزراء إلى الاستقالة.

ومن جانبه، دعا رئيس كتلة الليكود المعارضة غدعون ساعار كتلتي إسرائيل بيتنا وشاس إلى الانسحاب من الائتلاف الحكومي قائلا إن رئيس الوزراء لا يحظى بتأييد الجمهور للانسحاب من الجولان.

وفي الاتجاه المعاكس، رأى الوزير مئير شطريت أن فكرة الحوار مع سوريا اكتسبت المزيد من الديناميكية، مؤخرا معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى البدء في مفاوضات سلام، وبدوره دعا الوزير ايلي يشاي من كتلة شاس الرئيس السوري بشار الأسد إلى زيارة إسرائيل إذا أراد تحقيق السلام بحق.

بيريتس يؤكد وجود اتصالات غير مباشرة مع سوريا

من جهة ثانية اكد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس اليوم الاحد وجود اتصالات غير مباشرة مع سوريا لجس النوايا المحتملة لدى هذه الدولة للوصول الى سلام مع اسرائيل. وقال بيريتس للاذاعة العامة الاسرائيلية quot;لقد كان هناك وسطاء على الدوام (...) كان علينا ان نتحقق من كل هذه التصريحات (السورية) حول احتمال فتح مفاوضات، علنا او سريا، ولقد قمنا بذلكquot;.

وكان وزير النقل الاسرائيلي شاوول موفاز اعلن امس حصول اتصالات سرية غير مباشرة مع سوريا في هذا الصدد. وقال موفاز السبت للاذاعة الاسرائيلية quot;لقد حصلت اتصالات عبر قنوات سرية ولم يصدر حتى الان اي رد فعل سوريquot;. ولم يكشف الوزير مضمون هذه الاتصالات وكيفية اجرائها. يشار الى ان مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل مجمدة منذ كانون الثاني/يناير 2000.