محمد الخامري من صنعاء : جدّد الرئيس العراقي جلال الطالباني تأكيده بأن عزت إبراهيم الدوري الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين موجود في اليمن ، مشيرا إلى انه كان في سوريا ثم ذهب إلى الخليج ومنه إلى اليمن ، موضحاً أن هذه المعلومات حصل عليها من الاستخبارات العراقية. وأضاف الرئيس الطالباني في لقاء أجرته معه صحيفة الحياة اللندنية انه يفضل أن يتذكره الناس كزعيم عراقي وليس زعيما كرديا وانه منذ دخوله السياسة كان يؤمن بشعارات الأخوة العربية - الكردية والكفاح الكردي - العربي المشترك، وبأن القضية الكردية لا تحل إلا بكنف القومية العربية التقدمية.
وكانت مصادر عراقية مطلعة قالت لإيلاف أن عزت إبراهيم الدوري رفض منتصف تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; العام الماضي 2006م عرضاً من الرئيس علي عبد الله صالح لاستضافة اجتماع في صنعاء بين ممثلي حزب البعث العربي الاشتراكي وبين الأميركيين ، مشيرة إلى أن الدوري أوفد احد اقرب مساعديه لإبلاغ صالح رفضه أي اتصال مع من اسماهم بـquot;الغزاة الأميركيينquot; إلا بعد إعلانهم الصريح قبول الشروط والحقوق الوطنية ، عندها فقط سترسل فصائل المقاومة المنضوية في إطار quot;التحالف الوطني العراقيquot; الذي يضم مجموعات مسلحة في العراق ولحزب البعث نفوذ عليها ، سترسل وفدا للتفاوض حول تفاصيل الانسحاب الشامل.
وقال بيان صادر عن التحالف الوطني العراقي أن عزت الدوري قال في رده على عرض الرئيس علي عبد الله صالح انه لن يسافر خارج العراق مطلقا قبل التحرير الشامل ورحيل آخر جندي أميركي وبريطاني ومن اسماهم بـ'الصفويين الإيرانيينquot;. وأضاف البيان أن الدوري أكد للرئيس صالح عبر الموفد الخاص الذي أرسله لصنعاء بأن كل ما يشاع ويتردد حول اتصالات أو مفاوضات بين الجماعات المسلحة وقوات الاحتلال هو مجرد تسريبات إعلامية ومخابراتية ومحاولات بائسة لخلق البلبلة وتسويق بعض العناصر العميلة والمرتدة والمتساقطة ، في إشارة منه إلى أطراف بعثية أخرى لهم وجهات نظر متعارضة مع قيادة الدوري ومع جماعات مسلحة قريبة من حزب البعث ، تجري مفاوضات من وراء ظهره.
واختتم البيان بعبارة quot;العراق باق ... والاحتلال إلى زوالquot;.
وكانت مصادر عراقية بصنعاء قالت أن الرئيس علي عبد الله صالح أجرى خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة اتصالات مع عدة أطراف دولية في مقدمتها الحكومة العراقية والخارجية الأميركية والعاهل السعودي وأمير دولة الكويت ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاعهم على حيثيات المبادرة التي يعتزم إطلاقها ، وحملها معه إلى لندن لمناقشتها مع quot;توني بليرquot; رئيس وزراء بريطانيا ، والرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وبينت المصادر ذاتها لموقع نبأ نيوز الذي تديره صحفية عراقية مقيمة في صنعاء والمقرب من المؤتمر الشعبي العام quot;الحزب الحاكمquot; أن الجديد في مبادرة الرئيس صالح لتسوية الخلافات القائمة بين القوى الوطنية العراقية هو أنها تقترح مؤتمراً يجمع بين مختلف أطياف الساحة العراقية ولا تستثني أحداً ndash; بما في ذلك البعثيون والجماعات العراقية المسلحة، منوهة إلى إمكانية مشاركة أطراف دولية رفيعة في المؤتمر الذي تعتزم صنعاء احتضانه.
وقد أكدت مصادر في وزارة الخارجية العراقية علمها بالمبادرة اليمنية، وأشارت إلى وجود اتصالات يمنية وعراقية مع مختلف القوى الوطنية العراقية من أجل إقناعها بالمشاركة في مؤتمر صنعاء، رافضاً الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالخطوط العامة لأفكار المبادرة اليمنية، منوهاً إلى أنه quot;من المبكر الحديث عن أفكار مسبقةquot;.
وكان موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أكد منتصف العام الماضي 2006م أن عزت الدوري quot;يرقد في إحدى المستشفيات الخاصة بصنعاءquot; ، مشيراً إلى أنه quot;حصل على معلومات مؤكدة من مصدر يمني وهو ضابط كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه في صنعاء أن عزة إبراهيم الدوري الذي يعاني من مرض سرطان الدم quot;اللوكيمياquot; يرقد حالياً في مستشفى جامعة العلوم بصنعاءquot;.
وكان مصدر رفيع بوزارة الخارجية العراقية نفى تلك الأنباء رسمياً واصفا ما تناقلته وسائل الإعلام بأنه quot;إشاعة الغرض منها تضليل العدالة ، مشيراً إلى أن المعلومات المتوفرة لدى بغداد تؤكد وجود بعض أفراد أسرة الدوري بصنعاء في إطار ضيافة قدمتها لهم اليمن، وأن إحدى بناته تدرس في إحدى كليات جامعة صنعاء ويرافقها أخوها. ويتهم الدوري بأنه يقود التمرد والعمليات العسكرية ضد القوات الأميركية والحكومية العراقية ، وقد رصت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يعطي معلومات تفضي إلى اعتقال الدوري الموضوع في قائمة الـ55 التي تضم أهم المطلوبين للإدارة الأميركية.
التعليقات