ثقل دبلوماسي واستخباراتي في المرحلة الأولى للحوار

مسؤولون مغاربة إلى نيويورك للتفاوض مع البوليساريو

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يستعد المغرب للإلقاء بثقله الدبلوماسي والاستخباراتي خلال التفاوض مع جبهة البوليساريو، بعد اختياره quot;تشكيلةquot; تضم أقوى الشخصيات السامية في الحكومة الحالية للتوجه إلى مانهاست بضاحية نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، حيث ستنطلق، الاثنين المقبل، مفاوضات مباشرة بين الطرفين تمتد ليومين.

وتتكون هذه التشكيلة، التي ستمثل المملكة في الجولة الأولى من هذه المفاوضات، من شكيب بنموسى وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية، وخليهن ولد
الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة.

كما سيكون هذا الوفد مرفوقا بمستشارين تقنيين. وأكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن quot;المغرب رد، بشكل إيجابي، على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء جولة أولى من المفاوضات في نيويوركquot;، مشيرا إلى أن quot;المملكة يحذوها حسن النية والتزام سياسي أكيد وصادق من أجل تنفيذ فعلي للقرار رقم 1754، الذي أسس لمسلسل جديد للتسوية على أساس التطورات الأخيرة التي تميزت على الخصوص ببلورة وتقديم (المبادرة المغربية للتفاوض بشأن تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا)quot;.

وكانت جبهة البوليساريو شككت في رغبة المغرب في التوصل إلى تسوية لقضية الصحراء الغربية، قبل أسبوعٍ من انطلاق المُفاوضات، بشأن الوضع المُستقبلي للإقليم المتنازع عليه.

وقال محمد سالم ولد السالك، وزير الخارجية في الجبهة، إن quot;البوليساريو لم تلحظ حتى الآن أي مؤشر عن استعداد المغرب لوضع حد لسياسة الأمر الواقع التي يتبعها، وسياسة الاحتلال بالقوة العسكرية، ونقض التعهداتquot;، لكنه تابع قائلا quot;سنذهب إلى هذه المفاوضات بنوايا حسنة، ودون شروطٍ مسبقةquot;. وأشار إلى أن الوفدَ الصحراوي سوف يتكون من أربعة أعضاء، وسيقوده رئيس quot;البرلمانquot; الصحراوي محفوظ علي بيبا.

وأوضح ولد السالك أن البوليساريو quot;وجهت نداء علنيا وعاجلا للأمم المتحدة، لاغتنام فرصة المفاوضات الفريدة من نوعها مع المغرب؛ لحمل الرباط على احترام هذه المفاوضاتquot;.

وكان مجلس الأمن دعا في 30 نيسان(أبريل) المغرب والبوليساريو إلى quot;التفاوض بلا شروط، بشأن مستقبل الصحراء، تحت رعاية الأمم المتحدة؛ بهدف التوصل إلى تقرير مصير الشعب الصحراويquot;.

وأتت الحملة الدبلوماسية التي يقوم بها المغرب لشرح مشروعه للحكم الذاتي ثمارها، وهو ما عكس، على حد قوله، الصدى الإيجابي جدا الذي سجلته في مختلف أنحاء العالم الوفود المغربية.

وكانت وفود مغربية من مستوى عال جابت العالم لنشر رسالة المغرب، الداعة لفتح الحوار بهدف تسوية النزاع حول قضية الصحراء، التي طالت أمدها, والذي يعرقل منذ ثلاثة عقود كل جهد ومسعى وحدوي مغاربي. فبعد فشل سلسلة من المخططات لتسوية هذا النزاع، الذي يتفق الجميع اليوم على أنه نزاع مغربي جزائري بامتياز، لسبب وحيد، يتمثل، حسب اعتقاد الرباط، في quot;تدخل بلد جار قدم له المغرب دعما كاملا من لاستعادة استقلالهquot;.

وأعرب بان كي-مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن الأمل في أن quot;تتمكن الأطراف المعنية، بفضل هذه المبادرة (مشروع الحكم الذاتي)، من التحاور بشأن هذه القضية في أفق إيجاد حل مقبول من لدن الأطرافquot;.

وكان الأمين العام الأممي وصف، في تصريحات صحفية، المبادرة المغربية ب quot;المرنةquot; واعتبرها quot;عنصرا جديدا لتسوية قضية الصحراء عبر التوافق وتماشيا مع قرارات مجلس الأمنquot;.

والصحراء المُستعمرة الأسبانية السابقة، ضمها المغرب في 1975، وهو الإجراء الي ترفضه البوليساريو وتدعو إلى استقلال الصحراء، مدعومة من الجزائر. ويسري وقف إطلاق نار جرى التوصل إليه بين الطرفين في 1991، برعاية الأمم المتحدة.