علي مطر من إسلام أباد: إثر قيام وزارة الخارجية الباكستانية بإستدعاء المفوض السامي البريطاني لتسليمه نص قرار الإحتجاج والشجب والمطالبة بسحب لقب فارس من الكاتب سلمان رشدي والذي صدر بالإجماع عن البرلمان الوطني الباكستاني، فإن السفير البريطاني لدى إسلام اباد قد صرح للصحافيين عقب الإستدعاء بأن بلاده قلقة جدًا من تصريحات إعجاز الحق وزير الشؤون الدينية الباكستاني، وعدم صدور إعتراض عليها من مصادر عليا في حكومة باكستان، وهي التصريحات التي قال فيها الوزير إن ما تقوم به بريطانيا وغيرها من الدول يبرر الهجمات الانتحارية ضد رعاياها وأكد السفير البريطاني على أنه لا يوجد هناك أي شيء على الإطلاق يبرر الهجمات الانتحارية.
الوزير إعجاز الحق وهو ابن رئيس باكستان السابق الجنرال ضياء الحق، قد يواجه حظرًا على دخوله الى بريطانيا بعد أن قام المكتب البريطاني للخارجية وللكمونولث بالإعراب عن القلق العميق من تصريحات الوزير في البرلمان الوطني لدى مناقشة موضوع قيام ملكة بريطانيا بمنح لقب فارس لسلمان رشدي. وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت مثل هذا النوع من الحظر على الجنرال حميد جول الرئيس الأسبق لمكتب الإستخبارات العسكرية الباكستاني والذي يعتبر من المفوهين ضد الغرب وضد سياسات الرئيس الجنرال برفيز مشرف، وذلك عندما شجب الولايات المتحدة وبريطانيا لغزوهما افغانستان وقيامهما بقتل الآلاف من مقاتلي حركة طالبان في عام 2001.
ومنذ ذلك الحين فرض عليه الحظر ومنع من دخول بريطانيا. ولكنه لم يعلم بذلك إلا عام 2004 لدى تقدمه للحصول على تأشيرة لزيارة لندن ورفض طلبه. المصادر الرسمية البريطانية ترفض أي تبرير لقتل الأبرياء من خلال العمليات الإنتحارية، كما أنه من الصعب على بريطانيا أن تسحب اللقب الذي منحته الملكة لسلمان رشدي لأن شيئًا كهذا لم يحدث في السابق. ويرفض هؤلاء المسؤولون مقولة إن منح هذا اللقب يعتبر إهانة للمسلمين أو تعديًا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم يأملون بعدم تسييس قضية لقب رشدي بإعتبار أن بريطانيا وباكستان حليفتان في الحرب ضد الإرهاب. بعض أعضاء البرلمان البريطاني طالبوا حكومة باكستان بتقديم إعتذار على تعليقات الوزير إعجاز الحق معتبرين وفي مقدمتهم البرلماني المحافظ باول جودمان أن مثل هذه التعليقات تعتبر تحريضًا على الإرهاب في بريطانيا.