طهران تنتظر رد أميركا على حوار العراق
أسامة مهدي من لندن:
عاد الى مدينة السليمانية الشمالية الرئيس العراقي جلال طالباني، في ختام زيارتين للصين وإيران، إستغرقتا عشرة أيام أجرى خلالهما مباحثات مع المسؤولين في البلدين لتطوير علاقاتهما مع العراق .
وقال طالباني في تصريح بمطار السليمانية، إن الحكومة الإيرانية قررت إغلاق مقار تنظيم أنصار الإسلام الإرهابي ومراكزهم في المناطق الحدودية، الذين يتسللون إلى إقليم كردستان ويقومون بأعمال إرهابية، كما قامت بإعتقال إرهابيي التنظيم .
وقالت الرئاسة العراقية في بيان الى quot;ايلافquot;، إن الرئيس طالباني قد اجتمع خلال زيارته للصين مع الرئيس الصيني ورئيس مجلس الدولة quot;رئيس الوزراءquot; ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني الصيني حيث جرى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين منها اتفاقية إطفاء ديون الصين المترتبة على العراق البالغة 8 مليارات دولار.
واضاف ان طالباني التقى خلال زيارته لإيران رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد في مجلس النواب السيد عبد العزيز الحكيم للاطمئنان على صحته متمنيًا له موفور الصحة والعافية. كما ألتقى مع نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد على خامنئي، كل على حدة، و بحث معهما العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الجارين مشددا على أن أمن العراق والمنطقة مترابطان مع بعضهما.
وقد عبر خامنئي عن أسفه لعمل بعض حكومات المنطقة ضد مصالح العراق متهما اسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن الفوضى التي يشهدها .
وقال إنه يأسفلأن بعض حكومات المنطقة تتحرك ضد مصالح الشعب العراقي. ورأى أن المعارضين للوضع الحالي في العراق quot;إنما هم في الحقيقة يعارضون إرادة الشعب العراقي ومصالح، وعلى رأسهم أميركا وبريطانياquot;. وفي حين رأى خامنئي أن أهم مشكلة في العراق اليوم تتمثل بحضور المحتلين وانعدام الأمن في هذا البلد، فإنه شدد على استعداد إيران لبذل ما بوسعها من التعاون مع الحكومة والشعب العراقي بهدف إحلال الأمن في العراق.
ولفت خامنئي إلى تسليح أميركا لبعض quot;العناصر الإرهابيةquot; في العراق مضيفًا أن quot;هذه القضية ستؤول إلى إلحاق الضرر بأميركا نفسها لأنها قامت بمثل هذا العمل في أفغانستان خلال السنوات السابقة ومن ثم شهدت تبعات عملها، في إشارة إلى حركة طالبان وتنظيم بن لادن الذي كانت واشنطن تقدم لهما الدعم بصفتهم quot;المجاهدين الأفغانquot; من أجل محاربة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان بعد اجتياح 1979.
من جهته أشاد طالباني بالدعم المستمر الذي تقدمه الحكومة والشعب الإيرانيين للشعب العراقي. وأضاف أن الحكومة العراقية تعتبر تعزيز العلاقات مع إيران quot;أمرًا ضروريًا وتتابع ذلك بصورة جادة على الرغم من رغبات الأعداء، ولن تستلم في هذا الإطار لأي ضغوط أجنبية. وأشار إلى المشكلة المتمثلة بعدم التسليح الكافي لقوات الشرطة العراقية حيث هناك خمسة عناصر شرطة غير مسلحة مقابل كل شرطي مسلح، مشددًا على أن الحكومة تسعى لتسليح قوات الشرطة والجيش quot;عبر طرق مختلفة والتصدي لزعزعة الأمنquot; في البلاد.
ومن المقرر أن يغادر الرئيس طالباني السليمانية الى جنيف في وقت لاحق للمشاركة في مؤتمر الاشتراكية الدولية .