أسامة مهدي من لندن : هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قوى عراقية قالا انها شكلت جبهة سياسية جديدة تضم قوى شوفينية تعاونت مع نظام الرئيس السابق صدام حسين مؤكدين ان مخابرات اجنبية معادية تقف وراءها .. فيما اتهم رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك طالباني بالشحن الطائفي والعنصري وقال ان الهدف من ذلك انشاء كيان عنصري مستقل في شمال العراق في اشارة الى اقليم كردستان .

وفي ختام اجتماع للمكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني في مصيف دوكان بالقرب من مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) امس صدر بيان مشترك عن المكتبين وزع نصه اليوم هاجما فيه تشكيل جبهة سياسية جديدة من قوى عربية وكردية قالا انها تضم quot;اسماء خونة للشعب الكردي من ايتام صدامquot; في اشارة الى مايبدو انه الاعلان عن تشكيل حزب كردي جديد تحت اسم quot;حزب العدالة والحريةquot; بزعامة وزير الدولة الكردي السابق في عهد صدام ارشد الزيباري.

واضاف المكتبان السياسيان في بيانهما ان الاجتماع الذي تمخضت عنه الجبهة قد دبرته مخابرات دول اجنبية تمخضت عنه هذه الجبهة المعادية للمسيرة الديمقراطية للشعب العراقي والساعية الى نسف منجزاته الدستورية. وعبرا عن الأسف و الاستغراب الشديدين لقبول قوى وطنية عراقية صديقة الاذعان لمشيئة مخابرات دول اجنبية وعقد الاجتماع واعلان جبهة سياسية تحت اشرافها .

وفيما يلي نص البيان الذي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; :

ببالغ الاسف والاستغراب اطلع المكتبان السياسيان للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على البيان الصادر في 29/5/2007 الذي يعلن تأسيس جبهة سياسية تضم الى جانب الوفاق والحزب الاسلامي خونة عريقين للشعب الكردي من ايتام صدام الجلاد وعناصر شوفينية معادية لحقوق وتطلعات الشعب العراقي بقوميتيه الرئيسيتين العربية والكردية.

ان الاجتماع الذي دبرته مخابرات دول اجنبية تمخضت عنه جبهة سياسية تعادي المسيرة الديمقراطية للشعب العراقي وتسعى الى نسف منجزاته الدستورية. لذلك من الطبيعي ان نشعر بالأسف و الاستغراب الشديدين لقبول قوى وطنية عراقية صديقة الاذعان لمشيئة مخابرات دول اجنبية وعقد الاجتماع واعلان جبهة سياسية تحت اشرافها. فأين هذا الاذعان والادعاء بالاستقلالية ورفض التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية؟ وأين الحرص على وحدة العراق الوطنية عندما يتم تجاهل القوى الاساسية للشعب العراقي والقفز عليها والعمل من وراء ظهورها وبالتعاون مع اجهزة مخابرات دول لا يخفى امدها الاصرار على غزو العراق؟

ثم أليس ذلك تكريسا لطائفية بغيضة وعنصرية شوفينية عندما يتم تجاهل الاكثرية الشيعية وقوى الشعب الكردي الوطنية .. وهل يليق بأناس وطنيين تجاهل حلفائهم الاساسيين والتأريخيين واستفزازهم بالتعاون مع ممثلي الجحوش الخونة والطورانيين المتعصبين والشوفينيين المشبوهين؟!.

وفي مؤتمر صحافي علق طالباني على تشكيل الجبهة التي تضم الى جانب القائمة العراقية الحزب الاسلامي العراقي والاتحاد الاسلامي الكردستاني ومجموعة من الشخصيات العشائرية الكردية كانت متعاونة مع النظام السابق بالقول انه مستغرب تشكيل الجبهة من قوى مشاركة في العملية السياسية ولها وزراء مؤكدا ان سعيهم هو الانفراد بالسلطة quot;لكن هذا الحلم لن يتحقق مطلقاquot; .

وقد استغرب مراقبون صدور هذا البيان في وقت مازالت هذه القوى التي ذكرها البيان تخوض نقاشات لتشكيل جبهة سياسية جديدة جهودها متعذرة للوصول الى اتفاق بسبب اختلافات في الرؤى والمواقف السياسية من الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد .

وردا على بيان الحزبين الكرديين وتصريحات طالباني حمل رئيس كتلة الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك بشدة على الرئيس طلباني بعد إتهم الأخير عدداً من الكتل والقوى السياسية بالعمل على نسف العملية السياسية والإنقلاب على الحكومة العراقية.

واتهم المطلك طالباني بالشحن الطائفي والعنصري من أجل إنشاء كيان عنصري في شمال العراق في إشارة إلى إقليم كردستان كما صرح لراديو quot;سواquot; مستبعدا حدوث إنقلاب عسكري على الحكومة العراقية كما اشار طالباني .

ونفى المطلك أن تكون جبهته ستنضوي ضمن ما يسمى بكتلة المعتدلين التي ينوى تشكيلها كلٌ من الحزبين الكرديين ومن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي واصفا إياها بجبهة المتشددين ومتهما الحزبين الكرديين بالعنصرية.

وأكد المطلق أن جبهته تسعى للتحالف مع قوى معتدلة مشيراً إلى عقد هذه الجبهة لقاءات مع حزب الدعوة الإسلامية الذي يتولى رئيس الوزراء نوري المالكي أمانته العامة مشدداً على أن الشعب العراقي لن تنطلي عليه مجدداً الدعوات الطائفية والعرقية .

وكشف المطلك عن تردد الحزب الإسلامي العراقي من الدخول في تحالف يضم كتلته مشيراً إلى وجود أكثر من جبهة مطروحة على الساحة العراقية . وقال أن أي إشتراك للحزب الإسلامي في تكتل مع الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي سيؤدي إلى إحراجه في الشارع العراقي ومن ثم سيحول بينه وبين العمل السياسي .

من جانبه، وصف المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية السنية سليم عبد الله إتهام الرئيس طلباني الحزب الإسلامي بالسعي لإفشال العملية السياسية للعودة إلى إحتكار السلطة، وصفه بالاوهام .

ونفى عبد الله أن يكون الحزب الإسلامي العراقي أو جبهة التوافق يسعيان إلى إقامة تحالفات بهدف الوقوف بوجه مساعي الاكراد لضم كركوك إلى إقليمهم مشدداً على مشروعية إقامة مثل هذه التحالفات . وأشار إلى إستمرار محادثات الجبهة مع مختلف الكتل والأحزاب لإنشاء كتلة برلمانية جديدة لافتاً إلى أن هذه المحادثات شملت حزب الدعوة وأن هذه الكتلة لا تغلق الباب بوجه الاكراد حسب قوله