الإسلامي الكردستاني ينسحب من مباحثات لجبهة معارضة
طالباني يدعو علاوي إلى عدم التعاون مع أنصار صدام
أسامة مهدي من لندن: لا تزال تداعيات إعلان فصائل وقوى عراقية سياسية عربية وكردية عزمها في تشكيل جبهة سياسية معارضة، تسقط حكومة نوري المالكي الحالية وتشكل حكومة إنقاذ وطني بديلة تسود المشهد العراقي لليوم الرابع على التوالي، حيث دعا الرئيس العراقي جلال طالباني اليوم رئيس الوزراء السابق زعيم حركة الوفاق العراقي اياد علاوي إلى استمرار تعاونه مع الأكراد الذين وصفهم بحلفائه التاريخيين، وناشده للتخلي عما أسماه بعلاقات مع عناصر مخابرات الرئيس السابق صدام حسين، في إشارة إلى الأكراد الذين قاتلوا مع النظام السابق ضد الحزبين الكرديين الرئيسين، في حين أعلن الإتحاد الإسلامي الكردستاني انسحابه من مباحثات الجبهة التي جرت اجتماعاتها الأولى في مدينة القاهرة.
وقال الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في بيان، إن علاوي وفي بيان لحركته أمس حاول إنكار موافقته على تشكيل جبهة سياسية، فيما هناك وثيقة موقعة من قبله تؤكد الاتفاق على هذه الجبهة. وأضاف أن حركة الوفاق استهلت بيانها quot;بتغيير الحقائق والتهرب من الوقائع حول صدور الموقف الذي اعلنه المكتبان السياسيان للحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني بحضور الرئيسين مسعود البارزاني وجلال طالباني، حين حاول اختصار الموقف على نتف من تصريحات أدلى بها الرئيس جلال طالباني في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اجتماع المكتبين السياسيين للحزبين الأساسيين الكردستانيين.
وقال إن الوفاق حاول التهرب من حقيقة الموافقة على تأسيس الجبهة السياسية الجديدة بالتلاعب بالكلمات، إذ يقول إنه لم يتم الإعلان عن جبهة سياسية بينما الوثيقة الموقعة من الأخ الدكتور اياد اعلاوي والاخ الدكتور عدنان الباجة جي تنص صراحة على عبارة (اتفقت على تأسيس جبهة سياسية) والحقيقة إن الأعلان لم يتم بسبب الموقف المسؤول من الحزب الإسلامي الذي عارض الإعلان بينما أعلن السيد صالح مطلك عن تأسيس جبهة سياسية جديدة.
وحول حضور ممثلي الجحوش الذين قاتلوا الشعب الكردي خلال نصف قرن (وهم الأكراد الذين وقفوا إلى جانب صدام حسين ضد الأكراد خلال ثمانينات القرن الماضي) أشار بيان الإتحاد الوطني إلى أن طالباني سمع من مسؤول رفيع المستوى في الوفاق في معرض تبريره لوجودهم أن الأتراك أتوا بهم وفرضوهم وأنهم طردوهم من الإجتماع، وأضاف : quot;بينما وجدنا تواقيعهم على الوثيقة التي تعلن الإتفاق على تأسيس جبهة، ثم إن التهرب من مواجهة الحقيقة بتشبيه موقف الحزبين الكرديين بموقف صدام حسين هو تحريف لحقائق التأريخ وتزوير للوقائع المعاشةquot;.
وأضاف الإتحاد الوطني أن الذين يتعاونون مع أيتام صدام حسين ويتفقون مع عميل لمخابراته على تشكيل جبهة سياسية يصف حتى الآن الجلاد الدكتاتور بالشهيد القائد (في إشارة إلى علاوي) وهم آخر من يحق لهم التشبيه بموقف صدام خاصة، وهم الذين يدعون علنًا إلى إحياء جيش صدام حسين المسؤول عن دفعه بعيدًا عن واجباته الوطنية إلى محاربة الأكراد وارتكاب جرائم الأنفال والحروب العدوانية على الأكراد والشيعة ودول الجيران.
ودعا طالباني علاوي إلى مناقشة صريحة لبيان المكتبين السياسيين لا التهرب من الحقائق والوقائع الحية، وتمنى عليه الإستمرار في التعاون مع حلفائهم التاريخيين واصدقائهم الاساسيين بدل الركض وراء عناصر مخابراتية سابقة وخونة منبوذين للشعب الكردي.
ويأتي موقف طالباني وحزبه هذا ردًا على بيان لعلاوي أمس، أكد فيه الأخير أن الاجتماعات حول الجبهة الجديدة لا تجري بسرية أو ضد الأكراد، وانما هي تسعى للتواصل والحوار مع الحزبين الكرديين الرئيسين كقوة وطنية عراقية أساسية غير طائفية فضلاً عن مفاتحة ومحاورة جهات اسلامية شيعية في مواقع الحكم بهدف تقريب وجهات النظر، وتكوين هذه الجبهة التي ستبتعد عن المحاصصات الطائفية وتؤسس لعراق موحد قوي ومسالم ويلتزم بالفدرالية لكردستان. وأشار إلى أن ذكر مخابرات دول اجنبية واقليمية داعمة لهذا الاجتماع يعيد للذاكرة ما كان يردده صدام ضد خصومه السياسيين... وقال: quot;العجيب أنه لا تجري إدانة من قبل الحكومة العراقية لأجهزة إيران المخابراتية والتي لها عمليات وعلاقات داخل العراق، ومع هذا تدان دول اخرى عربية حيث اصبح الانتماء العربي يشكل كفرًا في العراق، علمًا أن لا دخل لدول عربية في مثل هذه الاجتماعات وانما جرت تلك الاجتماعات بإرادة عراقيةquot;.
ويوم الأحد الماضي هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قوى عراقية، قال إنها شكلت جبهة سياسية جديدة تضم قوى شوفينية تعاونت مع نظام صدام مؤكدين أن مخابرات أجنبية معادية تقف وراءها.
وفي ختام اجتماع المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني في مصيف دوكان بالقرب من مدينة السليمانية (330 كلم شمال بغداد) صدر بيان مشترك عن كلاالمكتبين، إذ هاجما فيه تشكيل جبهة سياسية جديدة من قوى عربية وكردية، وقالا إنها تضم أسماء خونة للشعب الكردي من ايتام صدام، في اشارة على ما يبدوإلى الاعلان عن تشكيل حزب كردي جديدة تحت اسم quot;حزب العدالة والحريةquot; بزعامة وزير الدولة الكردي السابق في عهد صدام ارشد الزيباري.
واضاف المكتبان السياسيان في بيانهما، أن الاجتماع الذي تمخضت عنه الجبهة المعادية للمسيرة الديمقراطية للشعب العراقي والساعية الى نسف منجزاته الدستورية قد دبرته مخابرات دول اجنبية. وعبرا عن الأسف والاستغراب الشديدين لقبول قوى وطنية عراقية صديقة بالإذعان لمشيئة مخابرات دول اجنبية وعقد الاجتماع واعلان جبهة سياسية تحت إشرافها.
... والاتحاد الاسلامي الكردستاني ينسحب من الجبهة المعارضة
ومن جهته أصدر المكتب السياسي للإتحاد الإسلامي الكردستاني بيانًا حول اجتماعات القاهرة التي انعقدت بحضوره بين قوى وشخصيات سياسية عراقية أواخر نيسان (ابريل) الماضي بدعوة من الحكومة المصرية لتشكيل جبهة جديدة للإطاحة بحكومة المالكي، أكد فيه أنه ينأى بنفسه عنأي علاقة او محاولة تلحق الأذى بمصالح شعب كردستان والقوى والأطراف الحليفة وبصورة خاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
واضاف المكتب السياسي للاتحاد في بيان، quot;بعد مشاركة الإتحاد الاسلامي الكردستاني في الاجتماعات المذكورة وعودة وفده الى كردستان، إلتقى امينه العام بنائب رئيس اقليم كردستان، وشرح له مغزى المشاركة في هذا الاجتماع وموقف الاتحاد الاسلامي الكردستاني ودفاعه عن مصالح شعب كردستان في ترسيخ الفدرالية وتطبيق المادة (140) وعملية التعديلات الدستوريةquot;. وقال المكتب إنه في اجتماع المجلس الاعلى للقوى السياسية في كردستان في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وبحضور السيد رئيس الاقليم، شرح الامين العام ما جرى في الاجتماع المذكورquot;.
وأكد المكتب السياسي: quot;إن الإتحاد الاسلامي الكردستاني لم يشترك بعد اجتماعات القاهرة، في أي اجتماع آخر في عمان أو اي عاصمة اخرى بسبب عدم مشاركة القوى الكردستانية في الاجتماع المذكور وبصورة خاصة التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي، لأننا نعتقد بأن تشكيل اي جبهة سوف لن يكون لها اساس متين واطار مناسب نحو احداث تغييرات ايجابية في اطار الدستور والعملية السياسية الحالية في العراق بغياب القوى الحقيقية الفاعلةquot;.
وقال الإتحاد الاسلامي الكردستاني: quot;إن عدم مشاركته في الاجتماعات التي تلت اجتماع القاهرة، يؤكد بشكل عملي بأننا لم نعد جزءًا من المحاولات الجارية لتشكيل تلك الجبهة وينأى الاتحاد الاسلامي بمسؤوليته عنأيجبهة شكلت او تتشكل فيما بعدquot;. وحول الوثيقة التي وقعها ممثلو الاتحاد الاسلامي الكردستاني في اجتماع القاهرة قال إن التواقيع التي ظهرت كانت على مسودة المشروع في الجلسات التي عقدت في القاهرة وليست على بيان تشكيل الجبهة، مشددًا على إلتزامه بالعملية السياسية في العراق وتأييده للحكومة الشرعية المنتخبة ووقوفه ضد ايمحاولة تجري خارج اطار البرلمان والدستور ضد العملية السياسية.
ويأتي هذا التطور في أعقاب توجيه اتهامات إلى أربع دول عربية وتركيا بالتآمر لإسقاط حكومة المالكي عبر تشكيل مجلس إنقاذ سياسي يتكون من اعضاء معارضين للعملية السياسية من جبهة التوافق والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني وحزب الفضيلة ومجموعة من الشخصيات الكردية البارزة وجناح من الحزب الاسلامي ليقوموا بالتحرك على كيانات في الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بدلاً من الحكومة الحالية.
وكشف عضو شيعي في مجلس النواب العراقي عن اشتراك 5 دول عربية هي مصر و والاردن والسعودية والامارات وتركيا، في مشروع لإسقاط حكومة المالكي والعملية الدستورية وارجاع العراق الى ما قبل عام 2003. وأضاف أن هذا المشروع بدت ملامحه في مؤتمر شرم الشيخ في مصر قبل ثلاثة اشهر، وتبلور بشكل واضح في مؤتمر القاهرة وذلك في زيارة قام بها زعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي رفقة مجموعة من الشخصيات الكردية التي كانت تقود افواج الجيش في عهد النظام العراقي السابق وبحضور بعض اجنحة الحزب الاسلامي التي ترغب في اسقاط العملية السياسية وجبهة الحوار الوطني وبعض الشخصيات من قائمة التوافق السنية.
ويوم أمس دعا المالكي القائد العام للقوات المسلحة الجيش، إلى الضرب بيد من حديد كل عراقي يحاول التمهيد لتدخل اجنبي في شؤون البلاد. وأكد المالكي أن أيام الإنقلابات قد ولت مع النظام السابق ولا عودة إلى أيام الجهل والتهميش والإستبداد، وأضاف: quot;لا مجال أبدًا للمؤامرات ولن نرضى إلا بما تفرزه الديمقراطيةquot;. وخاطب أبناء القوات المسلحة خلال ترؤسه المؤتمر الأول لقادة الفرق العسكرية لعام 2007، قائلاً: quot;إن كرامة العراق والعراقيين أمانة في أعناقكم فاضربوا بيد من حديد كل من يفرش سجادة حمراء أو ينثر الزهور على طريق من يريد التدخل بشؤوننا فهؤلاء تجاوزوا مرحلة التآمر إلى مرحلة الإخلال بالأمن والوقوف الى جانب الإرهابquot;.
وشدد على أن العراق سيتصدى للمؤامرات التي تحاك ضده quot;في هذه العاصمة العربية أو تلكquot;، مشيرًا إلى أن هذا التدخل اصبح يشكل دعمًا للقتلة والارهابيين. وقال إن مصلحة الدول الإقليمية هي أن يكون العراق قويًا بوحدته واستقلاله واقتصاده لأن العراق الضعيف سيشكل مساحة لتدخل اجنبي مرفوض ومساحة نفوذ لأطراف اقليمية.
التعليقات