الياس يوسف من بيروت: اندلع منذ السبت الماضي سجال حاد بين رئيس الجمهورية إميل لحود عبر مكتبه الإعلامي ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الشهير بمواقفه النارية.

وكان الجوزو المبادر بتوزيعه بياناً هاجم فيه quot;محامي الشيطان عملاء المخابرات السورية (...) الذين يدافعون عن رئيس مغلق سطحي وفاشل. باع ولاءه للبنان بولائه لسوريا وولاءه للبطريرك الماروني بولائه لحزب الله الفارسي (...)quot;.واضاف: ان quot;اصواتا طائفية متعصبة كثيرة ارتفعت في الايام الأخيرة، تتظاهر بالغيرة على منصب الرئاسة الاولى، وعلى صلاحيات صاحب الفخامة والشياكة والرخامة، لتصبح مقدمة على حرية الوطن واستقلاله وكرامته. من يحاسب هذا الرئيس؟ وكيف يكون السبيل الى اسقاطه ومحاكمته وانقاذ لبنان من احقاده؟

لو كنت مكان الطائفة المارونية لطالبت بالغاء منصب الرئاسة التي جرت العار على الطائفة المارونية، لان فخامته اضر بطائفته اكثر مما اضر بأي طائفة اخرى، واذا كان الرئيس القادم سيكون على المستوى نفسه. فالويل للشعب اللبنانيquot;.

وتعليقا على تصريح الجوزو، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:
quot;يخطىء الشيخ محمد علي الجوزو اذا كان يظن انه من خلال التطاول على مقام رئاسة الجمهورية، يمكن ان يقتطع لنفسه حيزاً في الحياة السياسية اللبنانية غير الحيّز الهامشي الذي كان فيه... وسيبقى. كما يخطىء جداً اذا كان يظن ان في امكانه التلطي بثوب رجل الدين لتوجيه الاتهامات يمنة ويسرة، واطلاق الاضاليل والافتراءات. فالذين عرفوا الشيخ الجوزو ماضيا، وتعرفوا اليه حاضراً، يدركون ان ما يصدر عنه من كلام سياسي هو كلام مدفوع الاجر من الجهة المعروفة التي توزع الادوار والمكافآت، وتضغط لابقاء ملف بنك المدينة مقفلا رغم الدعوات المتكررة من رئيس الجمهورية لفتحه ومعرفة الحقيقة فيه.

في أي حال، فان كلام الشيخ الجوزو يقتضي لدى سماعه او قراءته ترداد الآية الكريمة التي تقول: المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم، نسوا الله فنسيهم، ان المنافقين هم الفاسقونquot;. (التوبة: 67).
واليوم الإثنين قال المفتي الجوزو، في تصريح : quot;ردا على كلام صدر عن المكتب الاعلامي لفخامة رئيس الجمهورية، نقول: الحمد لله ان فخامة الرئيس قد قرر إشهار اسلامه حين استشهد بآيات من القرآن الكريم في صدد التطاول علينا. وقد اصاب كبد الحقيقة عندما اختار آية تتحدث عنquot;المنافقين والمنافقاتquot; لأن الإناء ينضح بما فيه وquot;اللي في جنبه مسلة بتنعروquot; ( المعني يعرف نفسه) .

فما قدمه فخامة الرئيس من خدمات جليلة لأجهزة المخابرات السورية التي اغرقت لبنان في بحر من دماء رجالات هذا الوطنن يعتبر خير دليل على ما بلغته مأساة هذا الوطن حين اصبح quot;النفاقquot; عنوان مرحلة عصر الوصاية السورية. وقد ألقت هذه الظاهرة ظلالها على قصر الرئاسة كما اصابت العديد من رجالات لبنان البارزينquot;. واضاف: quot;لقد بلغ الإرهاب الامني مداه حتى ضاعت كرامة الوطن وكرامة رجاله واصبح قصر بعبدا هو قصر المهاجرين في دمشقquot;.

وتابع: quot;فخامته لا يريد ان يختم حياته السياسية ختاما كريما بوقفة ضمير تنقذ الوطن مما يتخبط فيه، بل هو مصمم على المضي في إغراق الوطن في بحر من الدماء والمآسي حين يهدد باصدار مرسوم لتأليف حكومة ثانية او بحل مجلس النواب نكاية بالديموقراطية وبالأكثرية وبالمرجعية المارونيةquot;.

وقال: quot;لقد اهتزت اركان بعبدا ( حيث القصر الجمهوري) حين وضعنا النقاط على الحروف ولامسنا الحقائق التي عاشها القصر بين الانصياع الكامل لنصائح بشار الأسد التي ادت الى اغتيال الرئيس الحريري، وبين اغراءات مادية ضعف امامها فخامته فجعلته يتمادي في احقاده حتى قتل (بضم القاف) هذا الرجل الكبير الذي بنى له قصر بعبدا بعدما تهدم والذي اعاد بناء الجيش حتى وصل حوالى قصر الرئاسة، فكان جزاؤه الاغتيال والغدرquot;.

وختم: quot;فخامة الرئيس، لن يستطيع المجرمون والقتلة الهرب من العقوبة التي تنتظرهم، والتاريخ سيقول ان الشيخ محمد علي الجوزو يظل اشرف من كثير من الرؤساء الذين تلوثت ايديهم بدماء ابرياء من رجالات لبنان، وان الشيخ الجوزو لم يقبض الاموال حتى التخلي عن انسانيته ليتحول الى مجرمquot;.