صنعاء: اعلنت اللجنة البرلمانية اليمنية المكلفة متابعة تنفيذ بنود الوساطة القطرية لانهاء التمرد الزيدي في شمال البلاد، انها فشلت في مساعيها متهمة المتمردين وقائدهم عبد الملك الحوثي بعدم التجاوب مع البنود وبخرق وقف اطلاق النار. الا ان اللجنة قالت انها منحت المتمردين مهلة quot;ثلاثة ايام اخرى تنتهي يوم الاحد القادم لانهاء حالة التمرد وتنفيذ بنود الاتفاقquot;.

وقالت اللجنة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منع quot;لقد سجلت 200 حالة خرق لوقف اطلاق النار من قبل اتباع الحوثي المتمردين نجم عنها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والمواطنين واختطاف مواطنين وتدمير عدد من المنازل والاستيلاء على بعض المعدات والاليات المملوكة للمواطنين وللدولةquot;. واضاف البيان ان الحوثي واتباعه رفضوا التجاوب quot;مع خطة النزول من الجبال وتسليم الاسلحة والمعدات والمختطفين وعودة المتمردين والنازحين الى قراهم (..) لذلك ان اللجنة تحمل عبد الملك الحوثي (القائد الميداني للتمرد في محافظة صعدة) مسؤولية تماديهم في التمردquot;.

كما حمل البيان الحوثي مسؤولية quot;المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق والخطة الزمنية لنزولهم كما تحملهم (اللجنة) الاثار الجسيمة المترتبة على اعمالهم التخريبية وخروقاتهم خلال فترة وقف اطلاق النارquot;. وتتالف اللجنة من رؤساء الكتل النيابية للاحزاب في البرلمان اليمني وعدد من اعضاء مجلس الشورى.
وكانت حركة التمرد الزيدية اعلنت في السادس عشر من حزيران/يونيو انها وافقت على اقتراح حكومي لوقف اطلاق النار يضع حدا لنزاع اسفر عن سقوط الاف القتلى منذ 2004، وذلك ضمن وساطة قطرية لاتفاق من عدة نقاط بينها تسليم السلاح واستضافة قطر لقادة التمرد.

لكن القائد الميداني للمتمردين عبد الملك الحوثي اتهم بعد ذلك السلطات اليمنية بعدم التقيد بوقف اطلاق النار. ولتكريس اتفاق وقف النار في صعدة، التزمت قطر استضافة اربعة من قادة التمرد على اراضيها في اطار منفى طوعي، فضلا عن تمويل صندوق لاعادة بناء محافظة صعدة، بحسب ما اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية.

واوضح المتحدث ان هؤلاء القادة هم عبد الملك ويحيى وعبد الكريم الحوثي، اشقاء حسين الحوثي مؤسس حركة quot;الشباب المؤمنquot; التي بدأت التمرد والذي قتل في ايلول/سبتمبر 2004 على يد القوات الحكومية، اضافة الى زعيم الحرب عبد الله عيضة الرزامي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن المصدر نفسه انه لن يسمح لهؤلاء بممارسة اي نشاط سياسي او اعلامي معاد لليمن، على الا يغادروا دولة قطر الا بموافقة الحكومة اليمنية.

وتضمن الاتفاق المؤلف من تسع نقاط quot;وقف العمليات العسكرية وانهاء حالة التمرد واطلاق سراح المعتقلين مع الالتزام ببنود قرار العفو (...) وتسليم الاسلحة المتوسطة مع ذخائرها واحترام حرية التعبير وحق انشاء حزب سياسيquot;. ويشمل الاتفاق كذلك quot;وقف كل الحملات الاعلامية والاعمال التحريضية، على ان تقوم الحكومة اليمنية باعادة اعمار المدن والمناطق التي طالها الدمار والتخريبquot;.

ويطعن المتمردون الحوثيون في شرعية النظام اليمني ويدعون الى قيام الامامة الزيدية التي اطاحت بها القوات الجمهورية في انقلاب عام 1962. ويدور التمرد الزيدي في المناطق المحيطة بمحافظة صعدة شمال غرب اليمن، المتاخمة للسعودية وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها الى الزيدية. ويشكل اتباع الزيدية وهي احدى الفرق الشيعية، اقلية في اليمن الذي تقطنه غالبية من السنة.