سكينة اصنيب من نواكشوط : نفت موريتانيا بشكل رسمي الأنباء التي ترددت عن وجود سجون سرية على أراضيها تديرها الولايات المتحدة، وجاء النفي على لسان وزيري العدل والدفاع في حكومة الزين ولد زيدان اللذين نفيا في جلسة برلمانية وجود سجون سرية أو قواعد عسكرية أميركية في موريتانيا. وتأتي هذه التصريحات بعد نشر تقارير صحافية أميركية عن وجود سجن سري وقاعدة عسكرية أميركية على الأراضي الموريتانية. وفي جلسة مجلس النواب الأخيرة استفسر بعض النواب الموريتانيين وزراء العدل والدفاع والمياه والطاقة وتقنيات الإعلام والاتصال حول ما أثارته صحف أجنبية ومحلية، مؤخرًا بخصوص وجود سجون وقواعد عسكرية أميركية سرية في موريتانيا.

وطرح النائبان المصطفى ولد بدر الدين ومحمد جميل منصور أسئلة شفهية على وزيري العدل والدفاع حول تداول بعض الصحافة الأجنبية والمحلية لمعلومات تتعلق quot;بسماح الحكومة الانتقالية للولايات المتحدة الأميركية بإقامة سجون سرية على الأراضي الموريتانية، بعد الضجة التي قامت ضد هذه السجون في أوروبا، بينما طرح النائب محمد جميل منصور سؤالاً وجهه الى وزير الدفاع يتعلق بمعلومات متداولة عن إعفاء الجنود الأميركيين من تأشيرة الدخول الى موريتانيا والترخيص لقواعد أميركية وطبيعة التعاون العسكري بين البلدين. وفي رده على سؤال النائب ومداخلات النواب، أكد الإمام ولد تكدي وزير العدل باسم الحكومة وباسمه كوزير للعدل عدم quot;علم الحكومة الموريتانية بوجود ترخيص لإقامة أي سجون من القبيل الذي جرى الحديث عنهquot;، مشيرًا الى أن الحكومة الموريتانية الحالية تلتزم بالحرص على حماية أمن الدولة والحفاظ على سمعتها وحوزتها الترابية.

وأضاف أن موريتانيا اليوم تعتبر دولة قانون تحمى الحريات وتحرص على سلامة مواطنيها وأمنهم،وإن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات من quot;أجل طمأنة النواب والمواطنين على إرادتها وتصميمها ومضيها قدمًا في حماية الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسانquot;.
وقال محمد محمود ولد محمد الأمين وزير الدفاع في رده على السؤال المتعلق بزعم إعفاء الجنود الأميركيين من تأشيرة الدخول الى موريتانيا وإقامة قواعد عسكرية أميركية على الأرض الموريتانية أن الحكومة لم quot;تتلق أي طلب من الولايات المتحدة الأميركية لإقامة قواعد عسكرية وأن أي طلب يحصل في المستقبل سيشعر به نواب الشعبquot;، مشيرًا إلى التعاون العسكري بين موريتانيا والولايات المتحدة الأميركية علني ويتركز في مجالات التكوين وتبادل الخبرات. وأضاف أن بعثة البحرية الأميركية التي زارت موريتانيا مؤخرًا في هذا الإطار، وأن استثناء العسكريين الأميركيين من التأشيرة غير وارد ولم يقدم بخصوصه أي طلب.

وأبرز أن هذه الأخبار مجرد quot;إشاعات صحفيةquot; وأن الحكومة ستتخذ quot;الإجراء المناسب ضد مروجيها في الخارجquot;. وتركزت مداخلات النواب على القضايا التي أثارها سؤالا النائبين آنفي الذكر حول ضرورة تحقق الدولة من هذه المعلومات وتكذيبها بشكل علميquot;، حفاظا على سمعة البلد وكرامتهquot; وأهمية إشراك النواب من خلال تشكيل لجنة برلمانية تحقق في هذه القضية ومتابعة الصحافة الأجنبية التي نشرت هذه الأخبار قضائيا، ملتمسين العذر للصحافة المحلية التي نشرت تقارير حول الموضوع. وكانت صحيفة ذي نيويوركر الامريكية نشرت مؤخرا معلومات نقلتها عنها صحف موريتانية وفرنسية مفادها ان سجونا سرية اميركية توجد في جنوب شرق موريتانيا وخاصة في والاته واشميم وهما بلدتان قريبتان من مالي.