ساركوزي بالجزائر: ظروف مناسبة لانطلاقة جديدة
موسكو: إقترح الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر وتونس في الثلاثاء الفائت، أن يتم تكوين اتحاد متوسطي يجمع فرنسا وبلدان جنوب أوروبا وبلدان المغرب العربي وتركيا.

واعتبر بعض المحللين أن الاتحاد المتوسطي المقترح إنشاؤه قد ينافس في المستقبل تكتلاً إقليميًا آخر، هو اتحاد المغرب العربي. غير أن محللين آخرين لا يتفقون مع هذا الرأي، فهم يرون أن الهدف الذي يصبو إليه مؤسس ما، لا يزال تكتلاً افتراضيًا باسم الاتحاد المتوسطي، يختلف عن الهدف الذي وضع نصب عينيه اتحاد المغرب العربي الذي تأسس في عام 1989 ليقود مسيرة التكامل الاقتصادي بين الجزائر وتونس وليبيا والمملكة المغربية، في حين أن الرئيس الفرنسي الجديد يريد للاتحاد المتوسطي المستقبلي أن يقود مسيرة التعاون في مجالات الأمن والطاقة والهجرة.

ومن جانبه يرى المحلل السياسي الروسي الكسندر دوغين الذي يدعو إلى تكوين ما أسماه الاتحاد الاوراسي، أن ساركوزي يعمل على تحقيق ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، ألا وهو هدم الاتحاد الأوروبي الذي أصبح منافسًا سياسيًا للولايات المتحدة بعد أن خرج الاتحاد السوفياتي من حيز الوجود.

ويجد دوغين مبادرة تكوين الاتحاد المتوسطي أداة لإحداث شرخ في الصرح الأوروبي.

ولا يستبعد بعض الخبراء أن تمثل أوروبا في المستقبل اتحادًا لمنظمات إقليمية صغيرة قد يضم العديد منها بلدانًا عربية وتركيا وحتى إسرائيل.

أما الخبير الروسي دميتري بوريسوف فإنه يرى إمكانية أن يشكل الاتحاد المتوسطي إطارًا لتعاون اقتصادي، هو التعاون وإن لم يكن متكافئًا، إلا أنه يمكن أن يحقق الفائدة لأوروبا وجيرانها الجنوبيين على السواء.