موسكو :تشهد روسيا اليوم تنافسًا بين شخصين، يتولى كل منهما منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، يُعتقد أنهما سيخوضان الانتخابات الرئاسية في عام 2008 - سيرغي إيفانوف ودميتري ميدفيديف. بيد أن أكثرية المراقبين لا ينتظرون أن تشهد روسيا تنافسًا نزيهًا بين المرشحين لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين المنتهية مدة ولايته في العام المقبل، ويرجحون أن يكون بوتين هو الذي سيختار من يخلفه.

ويُتوقع أن يصبح أحد المرشحين - إيفانوف أو ميدفيديف - رئيسًا جديدًا للدولة بينما يجلس الآخر على كرسي رئيس الوزراء. إلا أن هذه التوقعات يمكن أن تصدق إذا لم ينفذ سيناريو آخر يجده أكثرية المحللين الروس أكثر احتمالاً، وهو أن يختار بوتين أن يترك منصبه كرئيس للدولة في عام 2008 بصورة موقتة، لكي يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في عام 2012. والسؤال الذي يطرح نفسه، والحالة هذه، هو هل تستطيع روسيا الصبر على أن يتولى quot;رئيس صوريquot; يلتفت إلى بوتين كرئيس سابق ومستقبلي بصفة مستمرة، اختصاصات رئيس الدولة خلال أربعة أعوام؟

وعلى أي حال فإن جل ما يهم المراقبين الآن هو المنصب الذي سينتقل إليه بوتين بعد أن يترك منصبه كرئيس للدولة؟ وهناك روايات شتى تتخيل أن يصبح بوتين راعيًا لحزب السلطة - روسيا الموحدة - أو رئيسًا لمجلس الدولة أو رئيسًا للجنة الأولمبية الدولية.

وربما كان أحرى بمن يرشح بوتين لهذا المنصب أو ذاك أن يتنبه إلى أن بوتين تمكن من إعادة صناعة الطاقة في روسيا إلى سابق عهدها من القوة في زمن الاتحاد السوفياتي. ويشاهد العالم اليوم كيف أنه يجري العمل في اتجاه إنشاء منظمة للبلدان المصدرة للغاز على غرار quot;أوبكquot;. وسوف تساهم quot;أوبك للغازquot; في توطيد موقع روسيا كدولة عظمى في عالم تؤدي فيه موارد الطاقة دورًا رئيسًا. وسوف يمسك من يمكن أن يصبح مديرًا لـquot;أوبك للغازquot; بذراع قوي ممثلاً بشركة كبيرة تدعى quot;غاز برومquot;.