سيترأس جلسة واحدة ويقدم استقالته محتفظا بكادر حمايته
الراتب التقاعدي للمشهداني وراء أزمة البرلمان العراقي

عبد الرحمن الماجدي من امستردام: بعد مرور نحو شهر على تصويت اعضاء مجلس النواب العراقي على منح رئيس المجلس الدكتور محمود المشهداني اجازة اجبارية مفتوحة وتوافق الكتل البرلمانية على طلب جبهة التوافق وقتا لإقناع المشهداني بالاستقالة وايجاد بديل له، وقلب المشهداني الطاولة على الجميع وتمسكه بمنصبه ودخول البرلمان في ازمة مستمرة تتجه اليوم للحل بعد تصريح نائب رئيس مجلس النواب عارف طيفور من التحالف الكردستاني الذي كان يتمسك مع الائتلاف الشيعي بضرورة اقالة المشهداني اليوم بعدم اعتراض كتلته ( التحالف الكردستاني) على عودة المشهداني لرئاسة البرلمان لجلسة واحدة او اكثر. بعد ان كانت تشاطر الائتلاف باقالة المشهداني.

يأتي ذلك ضمن صفقة تجري بلورتها خلف الكواليس تتضمن عودة المشهداني كرئيس للمجلس لجلسة برلمانية واحدة ثم يستقيل محالا إلى التقاعد براتب كبير مع احتفاظه بكادر حمايته المكون من 200 فرد معظمهم من عشيرته ويشغلون اليوم الطابق الثالث في قصر المؤتمرات وفقا لتقارير اعلامية عراقية.

وكان مصدر مقرب من مجلس النواب اخبر ايلاف هاتفيا من بغداد ان المشهداني سيحال إلى التقاعد بما نسبته 80% من راتبه الحالي الذي هو 40 مليون دينار عراقي اي مايعادل 30 الف دولار شهريا. وهو يعادل راتب رئيس الوزراء مع المخصصات. ويضيف المصدر الاعلامي العراقي لايلاف وهو قريب من جبهة التوافق أن الجبهة اوصلت للائتلاف الشيعي بالتمسك بطلبها اقالة المشهداني من اجل الايحاء للرأي العام بوجود ازمة في منصب رئيس البرلمان ليتقبل المواطنون الحل اخيرا كيفما كان ومن اجل ضمان المزايا ذاتها التي يطالب بها المشهداني لبديله والاسراع باقرار قانون الراتب التقاعدي لاعضاء ورئيس ونائبي المجلس قبل اي تشريع اخر ينتظر الان.

اذ لايوجد اي تشريع قانوني نافذ حتى الان حول رواتب ومخصصات هيئة رئاسة البرلمان بسبب عدم موافقة رئاسة الجمهورية عليه. وماسيحصل سيكون تشريعا خاصا بالمشهداني اذ يوجد تشريع خاص بالاستقالة وليس الاقالة.

وعرف المشهداني خلال جلسات البرلمان بمواقفه وتصريحاته الصريحة جدا احيانا والاستفزازية حينا اخر ولم يسلم من لسانه حتى زملاءه في جبهة التوافق السنية التي ينتمي اليها وكان اعتداء عناصر حمايته على احد النواب من الائتلاف الشيعي وتأييد المشهداني لهم ودفاعه عنهم ضد النائب اجج ردود افعال اعضاء البرلمان ضده وتم التصويت بمنحه اجازة قسرية ليقدم بعدها استقالته.

وكان المشهداني صرح في رد فعله على التصويت باقالته: ان قيام البرلمان باجراء تصويت لعزل رئيسه هو امر مخالف للقانون. وهدد باللجوء الى القضاء والى المحكمة الاتحادية تحديدا في حالة الاصرار على اقالته من منصبه. كما طالب بان تقال ايضا هيئات رئاسة البرلمان والوزراء والجمهورية مادام تنصبهم تم بالتوافق ضمن صفقة سياسية واحدة فالاقالة يجب ان تكون ضمن صفقة واحدة. واتهم المشهداني اطرافا في البرلمان بتسييس الموضوع، وطالب بتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ماحدث ومحاسبة المقصر.

لكن اجتماعات ما وراء كواليس مجلس النواب كانت لها مطالب اخرى اذ بات شرط التقاعد والراتب والمخصصات هي ماتتمسك به جبهة التوافق نيابة عن المشهداني. ووفقا للمصدر الاعلامي ان المشهداني استبق استقالته فتقاعده بالتحضير لانتقاله خارج العراق اذ يمتلك فيلا في العاصمة الاردنية عمان واخرى في القاهرة وثالثه في اربيل اهداها اليه رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني وعين ايضا ابنه الاكبر عبد الباسط المشهداني كمدير عام في الامانة العامة لمجلس النواب بالاصافة الى تنسيب ولديه الاخرين في الامانة العامة ذاتها وابنته في ممثلية مجلس النواب في اربيل حيث تواصل دراستها الجامعية. وربما سيقيم موقتا في اربيل قبل الانتقال للخارج.

يذكر ان اعضاء مجلس النواب في دورته السابقة التي استمرت نحو سنة يتقاضون اليوم رواتب تقاعدية تبلغ خمسة الاف دولار شهريا.وختم المصدر العراقي حديثه الهاتفي لايلاف ان الدكتور محمود المشهداني يسعى للخروج من البرلمان محافظا على ماء وجهه بعد ان صوت اعضاء البرلمان باقالته ولن يعود الا مرشحا لرئاسة الجمهورية ويرفض ان يعود عضوا بين بقية الاعضاء حتى الان.