الغارديان: قادة جيش المهدي لجأوا الى ايران وزارة الدفاع البريطانية تفتقر الى المهارات التفاوضية
أسامة مهدي من لندن: اعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني ان الرئيس السوري بشار الاسد قد وعد باعادة النظر في جميع الاجراءات السورية الاخيرة بشأن تقليص فترة اقامة العراقيين اللاجئين الى سوريا والذين زاد عددهم على المليون .
وقال المشهداني عقب اجتماعه مع الرئيس الاسد في دمشق اليوم quot; لقد استجاب الرئيس السوري إلى مطلبنا باعادة النظر في الاجراءات التي اعلنت عنها الحكومة السورية المتعلقة باقامة الجالية العراقية في اراضيها ووعد بتلبية هذا المطلب واعادة النظر بمجمل الاجراءات بهذا الشأن وبما يسهل من اقامة العراقيين ويسهم في تخفيف معاناتهم الانسانيةquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .
واضاف المشهداني انه ناقش مع الاسد اوضاع الجالية العراقية ودور العراق المحتمل في المساعدة بحل المشاكل التي تواجه العراقيين في الخارج وبما يخفف من الاعباء التي تتحملها الدول المستضيفة للعراقيين بسبب الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق . واكد انه جرى التاكيد على أهمية دور سوريا في دعم العملية السياسية ومشروع المصالحة الوطنية العراقية . وقال quot;ان اللقاء تناول استعراض نتائج زيارتنا السابقة لسوريا ونتائج زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني وضرورة تفعيل نتائج الزيارتين وبما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقينquot; . واضاف انه جرى التطرق إلى طبيعة العلاقات بين البلدين واهمية تجاوز كل ما من شأنه الاساءة إلى العلاقات التأريخية بين العراق وسوريا. ومن المنتظر ان يلتقي المشهداني والوفد المرافق له بعد ظهر اليوم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وكانت الحكومة السورية قد اصدرت اواخر الشهر الماضي اوامر تقضي بتحديد اقامات العراقيين على اراضيها بسبب كثرتهم وتأثيرهم على الوضع الاقتصادي في البلاد .وبدأت السلطات السورية المختصة عملية تنظيم للتواجد العراقي في سورية قبل ايام عبر جملة من الاجراءات التي دخلت حيز التنفيذ في العشرين من الشهر الماضي حين قررت وزارة الداخلية السورية السماح للعراقيين بالدخول لها مدة 15 يوماً فقط على أن يتم خلالها مراجعة مراكز الهجرة والجوازات لمن يرغب في الاقامة فيها، ويتم ترحيل كل من تخلف عن مراجعة مراكز الهجرة والجوازات خلال هذه المدة.
وقد باشرت مراكز الهجرة والجوازات السورية بتشديد الرقابة على وثائق العراقيين والتدقيق بشكل كبير في الجوازات المزورة وتقوم بتقديم جداول يومية احصائية بأسماء العراقيين القادمين، الى مختلف فروع الاستخبارات السورية وأن كل من يقدم طلباً للاقامة يدفع مبلغ ألفي دولار كتأمين لاقامته .. الامر الذي يتوقع معه أن تؤدي هذه الاجراءات الى تقليص عدد العراقيين المتواجدين في سوريا الى نحو النصف.
اجتماع المشهداني مع مسؤولين سوريين كبار
وقد اكد المشهداني انه لن يغادر دمشق التي يزورها حاليا الا بعد الحصول على ضمانات من المسؤولين السوريين بعدم ترحيل او الاساءة او مضايقة المقيمين العراقيين فيما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان حكومة بلاده حريصة على سلامة ووحدة الاراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه باي شكل من الاشكال .
وقال المشهداني خلال اجتماعه مع المعلم امس انه لن يغادر سوريا الا بعد حصوله على وعود صريحة من المسؤولين السوريين بعدم ترحيل او الاساءة او مضايقة المقيمين العراقيين. وبحث الجانبان طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين ومسببات التوتر في العلاقات خلال الايام القليلة الماضية بعد التطورات الايجابية التي شهدتها علاقات البلدين مؤخرا. وشدد الجانبان على اهمية العمل السريع والجاد لرأب الصدع والتأسيس لعلاقات متينة متطورة مبنية على اسس من الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة. وشدد المعلم على رغبة حكومته ببناء افضل العلاقات مع العراق ومساعدته لتجاوز المرحلة الراهنة التي يمر بها مؤكدا حرص حكومة بلاده على سلامة ووحدة الاراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه باي شكل من الاشكال كما نقل عنه بيان صحافي لمجلس النواب العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم .
كما بحث المشهداني مع وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد امس طبيعة الاجراءات التي اعلنت عنها سوريا بشأن اقامة ودخول العراقيين الى سوريا وامكانية اعادة النظر فيها نظرا للظروف الانسانية الصعبة التي يمر بها الشعب العراقي. واستعرض المشهداني خلال الاجتماع الاوضاع التي يمر بها العراق وتداعيات الاجراءات السورية على اوضاع المقيمين العراقيين quot;لافتا انظار الاخوة السوريين الى اهمية مراعاة الاعتبارات الانسانية في ظل الظروف غير الطبيعية التي يعيشها الشعب العراقي وحاجته الى دعم ومساندة اشقائه وجيرانه واصدقائه في العالمquot;. وقدم الوفد العراقي عددا من المقترحات لحل ازمة المقيمين العراقيين حيث اوضح اللواء عبد المجيد ان الاجراءات السورية ما هي الا مسائل تنظيمية تخدم امن ومصلحة البلدين على حد سواء مؤكدا عدم نية سوريا ترحيل او الاساءة إلى أي عراقي عدا من يتجاوز القوانين او يرتكب جرائم جنائية واعدا بدراسة المقترحات التي تقدم بها الوفد العراقي .
وخلال لقائه نظيره السوري محمود الابرش في مبنى مجلس الشعب السوري وبحضور اعضاء الوفد البرلماني العراقي اشار المشهداني الى ان التوتر في العلاقات بين العراق وسوريا التي شهدتها الايام الماضية ما هو الا سحابة صيف ستنقشع بسرعة مشددا على عمق العلاقات والروابط بين شعبي البلدين الشقيقين وتعدد اوجه المشتركات بينهما.
وبحث الجانبان مسار العلاقات البرلمانية بين البلدين quot;ووسائل الارتقاء بها بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقينquot; . كما درسا اسباب عدم تفعيل عمل اللجان البرلمانية لمجلسي البلدين التي اتفق على تشكيلها في زيارة سابقة . واوضح الابرش حرص حكومة بلاده على وحدة واستقرار العراق لان ذلك في مصلحة شعوب المنطقة برمتها معربا عن رغبته في تعزيز التعاون البرلماني مع العراق الشقيق. ونفى المعلومات التي تحدثت عن نية سوريا ترحيل العراقيين المقيمين في اراضيها موكدا quot;ترحيب بلاده باستضافة الاشقاء العراقيين في اي وقت وللمدة التي يرغبون فيهاquot;.
ومن جانب اخر قال المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في واشنطن إن الأمم المتحدة ستنظم في نيسان (ابريل) المقبل مؤتمرا للدول المانحة بهدف مساعدة مئات الآلاف من العراقيين المهجرين في العراق أو الذين لجأوا إلى دول مجاورة.
وأشار غوتيريس إلى أن المؤتمر سيعقد في جنيف في سويسرا في محاولة للم شمل جميع القوى الفاعلة والمعنية وتحديد إستراتيجية مشتركة و إرادة دولية حقيقية لإدارة هذه المشكلة بأفضل ما يمكن. وتعهدت رايس بزيادة المخصصات المالية الأميركية للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بمبلغ 18 مليون دولار للمساهمة في هذا البرنامج. وستغطي الزيادة الأميركية حوالى 30% من المبالغ التي طالبت بتأمينها المفوضية العليا للاجئين الشهر الماضي خلال نداء وجهته لجمع ستين مليون دولار للاجئين والنازحين العراقيين. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أعلن أن الولايات المتحدة تعتزم قبول نحو 7000 لاجئ عراقي بحلول تشرين الأول (اكتوبر) المقبل .
ومن جهتها أشارت صحيفة quot;الفايننشل تايمزquot; اللندنية إلى أن العراق يشهد أكبر عملية هجرة للمدنيين في الشرق الأوسط .وقالت الصحيفة إن الأرقام تؤكد أن هناك مليوني عراقي أصبحوا لاجئين في بلدان أخرى وخاصة في الدول المجاورة كسورية والأردن بينما يوجد حوالى مليون و800 الف عراقي آخرين نازحين عن مناطقهم داخل العراق.
التعليقات