أسامة مهدي من لندن : حذر رئيس مجلس النواب العراقي من ان استمرار مشاكل العراق الحالية سيجره الى كارثة لن يقتصر تأثيرها على العراق وانما ستمتد الى جميع دول الجوار والمنطقة ودعا جميع هذه الاطراف الى العمل الجاد لتعزيز التكاتف والتماسك وتغليب المصالح العليا للبلاد ورفض الفرقة والطائفية والتعصب المقيت وطالب القوى السياسية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها بتحمل مسؤولياتها الوطنية والاخلاقية والاسراع في ايجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة محلا الوقفين السني والشيعي مسؤولية توظيف الاجواء الايمانية لشهر رمضان من اجل ازالة مظاهر الاحتقان والتوتر المذهبية وتجفيف منابع التطرف .

وعبر المشهداني في رسالة وجهها الى العراقيين لمناسبة بدء شهر رمضان المبارك الذي يصادف الاحد المقبل وبعث بنصها الى quot;ايلافquot; مكتبه الاعلامي عن الامل في ان يكون استقبال شهر رمضان لهذا العام مختلف عن المواسم الثلاثة الماضية التي مرت من دون احساس بقيمته حيث اختفت فيها مظاهره وطقوسه المعروفة بسبب الفوضى وعمليات الذبح والقتل الجماعية الوحشية للابرياء واستهداف بيوت العبادة والمقدسات وعلماء الدين وائمة المساجد والصالحين . واشار الى انه من المحزن ان ترتكب كثير من الاعمال الوحشية والارهابية تحت شعارات ومسميات اسلامية مقدسة مما شكل اساءة كبيرة للاسلام والمسلمين وولد انطباعا مشوها عن الشريعة والحضارة الاسلاميتين .

وشدد رئيس مجلس النواب بالقول مخاطبا العراقيين quot; ان مصيرنا ومستقبلنا المشترك يفرض على الجميع دون استثناء العمل الجاد لوقف نزيف الدم العراقي الزكي ووقف اعمال القتل وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات واطياف الشعب العراقي وتحقيق الاستقرار والامن وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي وبما يمهد الطريق لانهاء وجود القوات الاجنبية ونيل الاستقلال والسيادة الكاملةquot; .. وفيما يلي نص رسالة المشهداني :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا الكريم
وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الصادقين المخلصين
والتابعين باحسان الى يوم الدين

ايها المسلمون من ابناء الشعب العراقي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدني في البدء ان اتوجه اليكم ولجميع المسلمين في مختلف انحاء العالم بخالص مشاعر التهاني القلبية واجمل التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والصفاء الروحي والعبودية الكاملة لله تبارك وتعالى سائلا المولى عز وجل ان يوفق الجميع لطاعته والفوز بمرضاته.
ياابناء شعبي العزيز،
كنا نتطلع بشدة الى ادخال البهجة والفرح الى نفوس ابناء شعبنا الصابر الابي خلال شهر رمضان المبارك باستتباب الاوضاع في وطننا في مختلف المجالات لاسيما السيطرة على الملف الامني وتحقيق قدر متقدم ومقبول من الاستقرار الامني في مختلف مدن ومحافظات بلدنا وعلى وجه الخصوص في العاصمة بغداد ليتمكن الصائمون والمؤمنون من تأدية عباداتهم وطقوسهم الدينية الخاصة بهذا الشهر الفضيل بخشوع وسكينة وبمزيد من الصفاء الروحي ويكون استقبال شهر رمضان لهذا العام مختلف عن المواسم الثلاثة الماضية التي مرت دون ادنى احساس بقيمة الشهر الكريم واختفت فيها مظاهره وطقوسه المعروفة بسبب الفوضى وعمليات الذبح والقتل الجماعية الوحشية للابرياء دون وجه حق واستهداف بيوت العبادة والمقدسات وعلماء الدين وائمة المساجد والصالحين وغيرها من الاعمال والافعال المنافية لتعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء. وعلى الرغم من احراز تقدم في مجمل العملية السياسية والمتمثل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على اساس البرنامج السياسي المتفق عليه بين مختلف قيادات الكيانات السياسية والكتل النيابية وسعي الجميع الجاد لتجاوز الظروف الراهنة وتحقيق المصالحة الوطنية بين العراقيين باعتبارها الطريق لاستقرار العراق الا ان التباين في المواقف السياسية حول بعض القضايا اتاح للجماعات الارهابية والقوى المعادية للعراق وتطلعات شعبه المشروعة توظيف الوضع لارتكاب مزيد من الجرائم الوحشية والاستمرار في تنفيذ عملياتهم الارهابية ضد المدنيين الابرياء. ومن المحزن والمؤسف ان ترتكب كثير من الاعمال الوحشية والارهابية تحت شعارات ومسميات اسلامية مقدسة مما شكل اساءة كبيرة للاسلام والمسلمين وولد انطباعا مشوها عن شريعتنا السمحاء وحضارتنا الاسلامية المشرقة.

ايها الاحبة،
ان فضائل وقدسية شهر رمضان تدعونا جميعا الى تعميق وترسيخ قيمه ومعانيه واخلاقياته السامية ونبذ ورفض كل مايسيء الى تعاليمه ويخدش اجواءه العبادية وصفاءه الروحي ويعيق تحقيق العبودية الكاملة لله تبارك وتعالى. اننا مدعوون الى الى رسم صورة تعبر بصدق عن جوهر وحقيقة ديننا وشريعتنا الداعية الى المحبة والسلام والحوار واحترام العهود والوعود ونبذ العنف والكراهية والتعصب ومحاربة الفساد بكل اشكاله المالي والاخلاقي والفكري. ولنتمعن كثيرا في اشارة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى ان كثيرا ممن يدعون الصوم ليس لهم من صيامهم غير الجوع والعطش بسبب بذائتهم واكلهم اموال الناس بغير حق واساءتهم للناس، فكيف بقتل الابرياء بغير حق او بينة وبطرق يندى لها جبين الانسانية وترفضها قيم السماء ((ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا))، لاشك انها من اكبر واعمق واوضح الصور التي رسمها ديننا الحنيف للحياة الانسانية ومدى قدسيتها وحرمتها وهذه هي القيم التي ينبغي ان نقدمها للعالم ونعكس من خلالها الصورة الزاهية لديننا الكريم المغايرة لتلك السيئة التي حاول اعدائنا رسمها وتقديمها للعالم منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من احداث جسام في افغانستان والعراق واخرها الاساءة المدانة والمرفوضة بشدة من قبل بابا الفاتيكان والتي تعتبر تجاوزا لكل الحدود ومؤشرا خطيرا لطبيعة العلاقات التي يمكن ان تنشأ بين اتباع الاديان المختلفة في الوقت الذي تبذل فيه الجهود للتقريب بين الاديان واعتماد مبدأ الحوار والانفتاح بين الثقافات والحضارات المختلفة لاحلال السلام في العالم.

يا ابناء الشعب العراقي الصابر المجاهد،
بلدنا يعاني من مشاكل واوضاع ستقود العراق في حال استمرارها الى كارثة، لو وقعت لاقدر
الله فان تأثيرها لن يقتصر على العراق بل ستمتد الى جميع دول الجوار والمنطقة مما يقتضي من الجميع العمل الجاد لتعزيز التكاتف والتماسك وتغليب المصالح العليا للبلاد ورفض الفرقة والطائفية والتعصب المقيت وعلى القوى السياسية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها تحمل مسؤولياتها الوطنية والاخلاقية والاسراع في ايجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة وبما يلبي تطلعات الجميع دون استثناء. ويقع على عاتق رئيسي الوقفين السني والشيعي مسؤولية توظيف الاجواء الايمانية للشهر الفضيل في ازالة مظاهر الاحتقان والتوتر المذهبية وتجفيف منابع التطرف واتخاذ الخطوات العملية المناسبة لتعزيز الاخوة بين اتباع المذهبين وغيرها من المذاهب الاسلامية. وامام علماء ورجال الدين والخطباء وائمة المساجد فرصة عظيمة في هذا الشهر الفضيل لتوعية الجمهور باخلاقيات شهر السلام والمحبة والخير والرحمة وشرح مقاصد الشريعة السمحاء وكيفية تحويلها الى واقع ملموس يساهم في اعمار البلاد ونشر المحبة بين العباد. ان مصيرنا ومستقبلنا المشترك يفرض على الجميع دون استثناء العمل الجاد لوقف نزيف الدم العراقي الزكي ووقف اعمال القتل وتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات واطياف الشعب العراقي وتحقيق الاستقرار والامن وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي وبما يمهد الطريق لانهاء وجود القوات الاجنبية ونيل الاستقلال والسيادة الكاملة، ليكن شعارالجميع في هذا الشهر المبارك (( يكفي سفكا للدماء وقتلا للعباد وتخريبا للبلاد اكراما لشهر رمضان وارضاء للعلي القدير )).
اسأل الله تعالى ان يوفق الجميع لمرضاته وان يرفع سبحانه بمشيئته الغمة والمعاناة التي طال امدها، عن الشعب العراقي الصابر المحتسب وان ينعم بقدرته التي لاحدود لها على العراق في هذا الشهر العظيم بالامن والاستقرار والازدهار.

((الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق))
((ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته