لندن:أعلنت مراجعة لحادث إحتجاز إيران لبحارة بريطانيين في آذار/ مارس، أن الخريطة البريطانية لشمال الخليج حيث احتجزت إيران 15 فردًا من البحرية البريطانية، لم تكن دقيقة كما يجب وإن بريطانيا كانت محظوظة في أن إيران لم تشكك في الخريطة.

وقال التقرير البرلماني ايضًا إن وزارة الخارجية يجب ايضًا ان تحدد الشخص الذي سمح للبحارة ببيع قصصهم لوسائل الاعلام وهو قرار انتقد على نطاق واسع لتوجيهه ضربة دعائية تخدم أعداء بريطانيا ولأنه أحرج القوات التي تقوم بالخدمة.

وقال التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الخارجية ان منهج وزارة الخارجية اجمالا لا يمكن القاء اللوم عليه ولكنه قال انه كان يتعين بذل جهود للاتصال بكبير المفاوضين الايرانيين على لاريجاني في وقت اسرع.

واحتجز الحرس الثوري الايراني 15 بريطانيًا في شمال الخليج في آذار/مارس مما أثار مواجهة استمرت 13 يومًا انتهت عندما اطلق سراحهم الرئيس الايراني بعد يوم من محادثة لاريجاني الى مستشار بارز لرئيس الوزراء آنذاك توني بلير.

وينظر الى لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين على انه براجماتي اكثر تقبلاً لاستكشاف صفقة مع الغرب من الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد. وسعت بريطانيا الى التحدث مع لاريجاني للمرة الاولى بعد سبعة ايام من نشوب الازمة.

وتصر بريطانيا على ان البحارة كانوا في المياه الاقليمية العراقية في مهمة مدعومة من الامم المتحدة عندما تم احتجازهم. وقالت ايران ان البحارة دخلوا مياهها الاقليمية.

واظهرت خريطة لوزارة الدفاع البريطانية نشرت اثناء الازمة حدًا للمياه الاقليمية يمتد من مجرى شط العرب الذي يفصل ايران عن العراق الى البحر.

غير ان خبراء قالوا انه لم يتم الاتفاق على حد بحري بين الدولتين وان الخط يستند الى اتفاق على حد على اليابسة في عام 1975 يمكن ان يكون قد تغير مع الوقت اذا انتقل وسط المجرى المائي لأسباب طبيعية.

وقال التقرير quot;نستنتج ان هناك اختلافًا يشير الى ان خريطة مجرى شط العرب لدى الحكومة كانت اقل وضوحًا مما يجب.quot; واضاف quot;كانت الحكومة محظوظة انه لم يكن من مصلحة ايران ان تشكك في دقة الخريطةquot;.

وقدمت بريطانيا وايران احداثيات مختلفة لموقع احتجاز البحارة. ولم يحدد التقرير نتيجة محددة حول دقة الخريطة او ما اذا كان البحارة في المياه العراقية او الايرانية. ونقل عن مارتن برات مدير الابحاث في وحدة ابحاث الحدود الدولية في جامعة درم قوله انه اذا كانت الاحداثيات البريطانية صحيحة من الصعب معرفة كيف يمكن ان تكون المزاعم الايرانية صحيحة. ونقل عنه قوله quot;غير ان هناك اوجه شكوك كافية حول تحديد الحدود في المنطقة تجعل من غير المحبذ أن نذكر على نحو مطلق أن السفينة كانت في المياه العراقيةquot;.

وقال إن الخريطة كانت quot;بالتأكيد مبسطة أكثر من اللازمquot; ويمكن النظر اليها على انها quot;مضللة عن عمدquot;.

وقالت وزارة الخارجية إنها سعيدة ان التقرير اشاد بمنهجها العام. وهي تفكر في تقديم بعض التوصيات وتترك المسائل الاخرى لوزارة الدفاع لمعالجتها. وقالت وزارة الدفاع ايضًا انها ستدرس التقرير.

وقال التقرير الذي وضعه اعضاء البرلمان إنه quot;من غير المرضي بالمرةquot; إن تقريرًا سابقًا حول القضية لم يتمكن من معرفة من المسؤول عن السماح بدفع اموال مقابل بيع البحارة قصصهم بعد ان تم الافراج عنهمquot;. وقال: quot;اننا نوصي... (وزارة الخارجية والكومنولث) أن تذكر من بالتحديد الذي اتخذ القرار بتفويض البحارة ببيع قصصهم لوسائل الاعلامquot;.