بيروت : فتحت مراكز الاقتراع ابوابها الاحد لانتخابات فرعية في دائرتين انتخابيتين في لبنان لاختيار نائبين بدلا من اثنين آخرين اغتيلا في عمليتي تفجير، تشكل اختبارا للمسيحيين المنقسمين مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي.
وبدأ الناخبون يتوجهون الى مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (4.00 تغ) في بيروت ومنطقة المتن المسيحية شمال شرق العاصمة.
ويفترض ان يختار الناخبون نائبين بدلا من بيار الجميل الذي اغتيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 ووليد عيدو الذي قتل في حزيران/يونيو 2007.
وسينتهي التصويت الذي يجري وسط اجراءات امنية مشددة عند الساعة 18.00
(15.00 تغ).
وفيما تبدو المعركة الانتخابية في الدائرة الثانية من بيروت شبه محسومة لمرشح تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري (من الاكثرية)، فان المعركة حامية جدا في دائرة المتن (جبل لبنان) بين مرشحين مسيحيين هما رئيس الجمهورية السابق امين الجميل وكميل خوري، ممثل التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون.
ويسجل المراقبون غياب المنافسة الفعلية في بيروت حيث يرجح فوز المرشح السني محمد الامين عيتاني. في حين اتسمت الحملة للمقعد الماروني في المتن بمعركة طاحنة بين مرشح الاكثرية الرئيس الاعلى لحزب الكتائب ووالد بيار الجميل من جهة والنائب عون المعارض من جهة ثانية.
وتخوض الاكثرية معركتها تحت شعار الدفاع عن quot;الخط السياديquot; ووقف quot;الاغتيال السياسيquot;، بينما يخوض التيار الوطني الحر معركته تحت شعار quot;تهميش المسيحيينquot; وquot;الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهوريةquot;.
ودعت الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة الى هذه الانتخابات رغم رفض رئيس الجمهورية اميل لحود توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة. ويعتبر لحود الحكومة quot;فاقدة للشرعيةquot; منذ ان استقال منها ستة وزراء، بينهم خمسة وزراء شيعة، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
واوردت صحيفة quot;النهارquot; الصادرة الاحد ان quot;استطلاعات الرأي التي تعددت امس (السبت) اظهرت على الضفتين المتنافستين انها تنطلق من خانة وسطية، فتمنح الجميل تقدما تارة (ايبسوس ستات) ومنافسه مرشح التيار الوطني الحر الدكتور كميل خوري هذا التقدم (مركز بيروت للدراسات) تارة اخرى والعبرة في ذلك ان المعركة ستكون حاميةquot;.
بينما نقلت عن quot;الماكينة الانتخابية للكتائب وحلفائهاquot; ان الجميل quot;سيفوز وبنسبة مريحةquot;.
في المقابل، تحدثت صحيفة quot;الديارquot; المعارضة عن رجحان الكفة لصالح عون، مع الاشارة الى معطيات عن quot;مناصفة 50%quot; لكل من المرشحين.
وكان أنصار جميل قد اشتبكوا مع أنصار زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون الأسبوع الماضي، والمتحالف مع حزب الله الموالي لسوريا.
يذكر أن كلا من جميل وعون مرشحان محتملان في الانتخابات الرئاسية المثيرة للانقسام، والتي من المقرر أن تجري هذا العام.
يذكر أن الأغلبية النيابية الحاكمة المدعومة غربيا والمعادية لسوريا من المتوقع أن تفوز بسهولة بالانتخابات لمن يشغل محل النائب عيدو في دائرة بيروت الغربية ذات الأغلبية السنية، غير أنه يتم متابعة نتائج دائرة المتن التي تعد معقلا للمسيحيين المورانة لمعرفة مَن من المعسكرين، المعادي أم الموالي لسوريا يفوز بين المسيحيين.
يذكر أن التوتر يتصاعد في لبنان وقد تعين على الجيش التدخل في المتن لفض اشتباك بين الأنصار المتخاصمين.

ويتهم جميل وحلفاؤه سوريا بالتخطيط لقتل بيار في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي وغيره من الشخصيات المعادية لسوريا بما في ذلك عيدو، الذي قتل هو الآخر في تفجير في يونيو /حزيران.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أنطوان نصر الله المساعد لجميل قوله quot;إذا خسر جميل (في المتن) فتضيع أي فرصة لنا في الانتخابات الرئاسية.. أما إذا فاز جميل، فسوف يقضي على أي طموح لعون في أن يصبح رئيساquot;.

يذكر أن التيار الوطني الحر لعون فاز بأغلبية كاسحة بين الصوت المسيحي في الانتخابات البرلمانية عام 2005، غير أن دعمه قد خف بعد أن تحالف مع حركة حزب الله الشيعية المؤيدة لسوريا.
وتمثل تلك الانتخابات الفرعية النيران الأولية في حملة الدفع داخل البرلمان لانتخاب من يخلف الرئيس إميل لحود الداعم لسوريا والذي أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض له، والذي تنتهي رئاسته في وقت لاحق هذا العام.
ويتمتع المعسكر المناهض لسوريا بأغلبية بسيطة في البرلمان ولكنه يحتاج لتعاون المعارضة الموالية لسوريا للحصول على أغلبية الثلثين.
وبمقتضى الدستور اللبناني يتعين أن يشغل منصب الرئاسة الذي يتمتع بصلاحيات قوية في لبنان أحد أبناء الطائفة المسيحية المارونية.
وكان حزب الله وجماعات المعارضة الأخرى قد انسحبت من الحكومة العام الماضي وقاطعت البرلمان في حملة للحصول على فيتو على قرارات الحكومة، بعد أن تمكنت الفصائل المناوئة لسوريا من الفوز بالسلطة في عام 2005 في أعقاب سنوات من السيطرة السياسية والعسكرية من جانب الجارة النافذة سوريا.
إنتعاش العملية الانتخابية في منطقة الرميل
وإنتعشت العملية الانتخابية في منطقة الرميل من الدائرة الثانية في بيروت بعد أكثر من ساعتين على فتح صناديق الاقتراع.
ووصف مندوب quot;الوكالة الوطنية للاعلامquot; الاجواء بأنها جيدة، وأن إقبال المواطنين على الاقتراع شبه طبيعي. وشوهدت السيارات والباصات التي تحمل المواطنين، والمزدانة بالاعلام اللبنانية ورايات quot;تيار المستقبلquot; وصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمرشح محمد الامين عيتاني في حركة دائمة مع دعوات من مكبرات الصوت للمواطنين للنزول الى مراكز الاقتراع وممارسة حقهم الانتخابي.
ولاحظ غياب عدد من مندوبي مرشح quot;حركة الشعبquot; إبراهيم الحلبي في عدد من أقلام الاقتراع، في حين سجل حضور مكثف لمندوبي quot;تيار المستقبلquot; داخل وخارج أقلام الاقتراع.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في منطقة الرميل 29072 ناخبا موزعين على الطائفة المسيحية من موارنة، روم أرثوذكس، روم كاثوليك، أرمن ارثوذكس، أرمن كاثوليك، أرمن ارثوذكس وبروتستانت.