بروكسل: اعتبر العديد من المحللين الاوروبيين ان انتخاب عبدالله غول رئيسا لتركيا والليونة التي اظهرها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من شأنهما اخراج مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي من الجمود منذ بدأت في تشرين الاول/اكتوبر 2005.واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو منذ مساء الثلاثاء ان انتخاب غول وتسلم حكومة جديدة السلطة quot;بتفويض شعبي واضحquot; يشكلان quot;فرصة لاعطاء دفع جديد وايجابي لعملية انضمام (تركيا) الى الاتحاد الاوروبيquot;.تشكيلة الحكومة التركية الجديدة
بدورهم، اعتبر مسؤولون ومحللون الاربعاء ان انتهاء المرحلة الانتخابية التركية بهدوء ومن دون تدخل الجيش، فضلا عن ليونة ساركوزي حيال احتمال انضمام تركيا الى الاتحاد في خطابه الاثنين امام سفراء فرنسا في العالم، يمهدان لاحياء الاتجاه الاصلاحي الذي تميزت به الحكومة التركية عامي 2003 و2004.
وبعدما خفف من وطأة معارضته لدخول تركيا الاتحاد الاوروبي، اعلن الرئيس الفرنسي الاثنين انه يمكن ان يقبل بمواصلة المفاوضات مع انقرة في حال وافق اعضاء الاتحاد على التفكير في مستقبل اوروبا عبر تشكيل لجنة حكماء.
وقال النائب الهولندي في البرلمان الاوروبي عن حزب الخضر جوست لاجينديك quot;انا متفائل بعد انتخاب غول وخطاب ساركوزيquot;.واضاف quot;لا عذر لتركيا بعد اليوم لعدم تبني روح الاصلاحاتquot;.وابدى نظيره البريطاني الوسطي اندرو داف مزيدا من التفاؤل، معتبرا ان quot;انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي بات ممكنا الان في شكل تدريجي، وفي النهاية ستكون فرنسا مستعدة للقبول بتركيا داخل +العائلة+ الاوروبية. طبعا، سيستغرق الامر وقتا لكننا غير مستعجلينquot;.ويتوقع المحللون الاكثر تفاؤلا ان تستغرق المفاوضات مع تركيا ما بين عشرة و15 عاما على الاقل.
وانقسمت الدول الاوروبية دائما ازاء مسألة انضمام هذا البلد المسلم، الامر الذي ضاعفه انتخاب ساركوزي في ايار/مايو.وتشتمل مفاوضات الانضمام على 35 quot;فصلاquot;، لكنها حققت تقدما خجولا منذ تشرين الاول/اكتوبر 2005، اذ لم تفتح سوى اربعة فصول مقابل فتح 12 فصلا مع كرواتيا.
ويساهم موضوع انقسام جزيرة قبرص في عرقلة العملية. فالاتحاد علق في كانون الاول/ديسمبر 2006 مناقشة ثمانية فصول ردا على رفض انقرة فتح موانئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القبرصية.لكن المحللة كاتينكا باريش من مركز الاصلاحات الاوروبية في لندن اعتبرت ان من مصلحة الحكومة الجديدة برئاسة رجب طيب اردوغان والتي وافق عليها غول الاربعاء، ان تواصل تحديث الاقتصاد والمجتمع التركيين.
واكدت ان quot;المثقفين الاتراك، رغم حذرهم من هؤلاء القادة اصحاب الخلفية الاسلامية، يقرون بانهم عملواquot; من اجل هذا التحديث، مضيفة quot;اعتقد ان اردوغان وغول يريدان الاثبات لهم انهما مستمران في هذا النهجquot;.واوضحت انه لن يمضي وقت طويل قبل ان يتحدد مدى تصميم الحكومة التركية، وذلك انطلاقا من التقرير التقويمي الذي ستصدره المفوضية الاوروبية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل حول الاصلاحات التي حققتها تركيا منذ عام.
وتطالب بروكسل باصلاحات اقتصادية وقضائية، وذلك لتعزيز حريتي التعبير والمعتقد.ويتوقع ان يتضمن التقرير انتقادات لانقرة في ضوء تباطؤ الاصلاحات في تركيا خلال الاشهر الاخيرة.واظهرت استطلاعات رأي عدة ان هذا التدهور افقد اتراكا كثيرين الامل في رؤية بلادهم تنضم يوما الى النادي الاوروبي.
التعليقات