الياس توما من براغ : وافقت الحكومة التشيكية اليوم خلال اجتماعها الذي عقدته في منطقة سباليني بورجيتشي على تقديم مساعدات مالية بمئات الملايين من الكورونات لمنطقة بردي التي يريد الأميركيون وضع الرادار فيها وللبلدات المجاورة لها، كما قررت تشكيل quot; لجنة تطوير بردي quot; التي ستضم ممثلين عن الحكومة ومحافظي بلزن و وسط بوهيميا وممثلي البلديات وذلك بغض النظر عما إذا كان الرادار سيوضع في نهاية الأمر في هذه المنطقة أم لا .

وأعلن رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك أن وزراء حكومته لم يحضروا إلى هذه المنطقة لمناقشة وضع الرادار مع رؤساء بلدياتها لان المفاوضات بهذا الأمر تتم بين حكومتي تشيكيا والولايات المتحدة وإنما أرادت الحكومة من عقد هذا الاجتماع طمأنة سكان هذه البلدات إلى ان وضع الرادار في منطقتهم لن يخفض نوعية حياتهم في مجالي الصحة والبيئة .

ووعدت الحكومة رؤساء البلديات بإجراء دراسات جديدة حول الأخطار المحتملة على صحة المواطنين والبيئة في حال وضع الرادار كما أنها تريد إجراء نقاش حول إمكانية فتح بعض المناطق العسكرية المغلقة في هذه المنطقة أمام المواطنين الذين يقيمون هناك .

وقد قوبل وزراء حكومة توبولانيك الذين حضروا بحافلة واحدة إلى مكان الاجتماع بحشد من أنصار وأعضاء مبادرة لا للقواعد ، وحركة السلام الأخضر الذين رفعوا شعارات كتب على بعضها quot; بطولة العالم في التسلح quot; كما حملوا صورا للرئيس الأميركي والرئيس الروسي ورئيس الحكومة التشيكية وهم بلباس لاعبي كرة القدم مبررين ذلك بالقول إن الحكومة تحضر quot; ملعبا عسكرياquot; وأنها تريد أن يكون الناس جنودا .

من جهته عبر منسق تجمع أوعصبة رؤساء البلديات ضد الرادار النائب في البرلمان التشيكي عن الحزب الاجتماعي المعارض ورئيس بلدية منطقة برشيبرام عن خيبة أمله من أن رئيس الحكومة ميريك توبولانيك لم يوجه الدعوة لممثل عن هذا التجمع لحضور الاجتماع أما توبولانيك فقد أكد انه لم تتم دعوة أي احد من ممثلي أي مبادرة أو تجمع وإنما فقط رؤساء بلديات المناطق المجاورة تماما لمنطقة بردي العسكرية
وتنقل وكالة الأنباء التشيكية عن رجيهاك قوله ان رؤساء بلديات التجمع الذي يترأسه يرفضون دعم وضع الرادار في منطقتهم مقابل استثمارات خيالية ومشددا على انه إذا كان من احد يريد مساعدة هذه المنطقة فيجب أن لا يربط الأمر بوضع الرادار .

من جهته قال رئيس بلدية منطقة روجميتال بود ترشيمشين يوزيف فوندراتشيك ان هذه المناطق تحتاج إلى توظيف الأموال فيها غير أننا لا نريد تغيير موقفنا السلبي من الرادار مقابل الأموال أما رئيس بلدية منطقة فييشين بافل هوتر فقد شدد على أن الأموال التي وعدوا بها ليست سوى قضية بديلة يراد منها إخفاء جوهر الخلاف القائم بين البلديات والحكومة وهو مسألة وضع الرادار .
يذكر أن القرار النهائي بشأن وضع الرادار في تشيكيا لم يتخذ بعد وستحتاج الحكومة بعد توصلها إلى اتفاقية بهذا الشأن بينها وبين الولايات المتحدة إلى مصادقة البرلمان على هذه الاتفاقية .

ويرفض أكثر من 190 ألف تشيكي حتى الآن عبر عرائض وقعوا عليها بهذا الشأن وضع الرادار الأميركي كما يطالبون بتنظيم استفتاء بهذا الشأن الأمر الذي ترفضه الحكومة لخشيتها من أن تكون نتيجته مخالفة لتوجهها القائم بالسماح بوضعه في تشيكيا .