لندن، واشنطن:نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في صفحتها الأولى صورة الجنرال ديفيد بتريوس وهو يدلي بشهادته أمام الكونغرس وحمل عنوان quot;المشهد من واشنطنquot; مع عبارة تفيد بأن بتريوس أخبر الكونغرس الأميركي بأن استراتيجية زيادة القوات المنتشرة في العراق تحقق أهدافها. أما الجزء الأسفل من الصفحة فحمل عنوان quot;المشهد من بغدادquot;، وتحته صورة لسيارات محترقة يحاول رجال الإطفاء إخماد النيران المندلعة فيها وشخص ممدد على الأرض وقد تمزقت ثيابه.

وقالت الصحيفة إن العنف الطائفي حقيقة تتكرر بصورة يومية في المدينة - أي في بغداد - رغم زيادة عدد الجنود الأميركيين المتمركزين فيها بمقدار ألف جندي إضافي. كما أفردت الصحيفة الصفحات الخمس الأولى منها للشأن العراقي بمفرده، مفسحة مجالا لتقارير خاصة عن الأوضاع داخل العراق وانعكاساتها في الولايات المتحدة، لاسيما أن شهادة بتريوس quot;لم تترك للديمقراطيين القدرة على فعل شيء كونها أعطت - الرئيس الأميركي جورج بوش - فسحة إضافية من الوقت،quot; كما عنون روبيرت كورنويل مقاله.

ويسلط كورنويل الضوء على تفاصيل شهادة بتريوس، التي تعد الأكثر أهمية منذ أن واجه الجنرال وليام وستمورلاند الكونغرس عام 1967 مطالبا بإرسال مزيد من القوات لتقاتل في فيتنام، حسب تعبيره. واسترسالا في وصف مشهد بغداد جاء عنوان الصفحة الثالثة للصحيفة نفسهايقول إن quot;حصيلة القتلى التي تتزايد باستمرار - في العراق- تهزأ بالتفاؤل الأميركي.quot;

هيه، إنها تعمل!

وفي صفحة الرأي تقول الصحيفة انه quot;لا يجب أن نندهش من قيام الجنرال بتريوس برسم صورة مشجعة للوضع في العراق فقد كان تقريره منصبا على جهوده شخصيا في وقف العنف وعلى تقويم بتريوس للتوجه العسكري الذي قاده بنفسه، ولم يكن من المرجح أبدا أن يقول إن زيادة القوات قد فشلت ولم يكن البيت الأبيض ليقدم تقريرا عن الفشل في وقت يتزامن مع الذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر /ايلول عام 2001.quot;

التايمز نشرت رسما كاريكاتيريا معبرا يظهر بوش وبتريوس وهما يركبان سيارة جيب عسكرية بدون عجلات في الصحراء، وتبدو حولهما آثار الدمار والانفجارات، وترتفع أعمدة الدخان الأسود، ثم يدير بوش محرك السيارة ويصيح: هيه، إنها تعمل!.

بترايوس وكروكر يلوحون بالخطر الايراني لتبرير الحرب في العراق

وكان لوح بترايوس الاثنين امام الكونغرس بالخطر الايراني ليبررا إبقاء قوات اميركية كبيرة في العراق، محذرين من ان طهران ستكون quot;الرابحة الكبرىquot; من انسحاب سريع من هذا البلد. وقال السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر امام لجنتي القوات المسحلة والشؤون الخارجية في مجلس النواب ان quot;التخلي عن جهودنا او خفضها بشكل كبير سيؤدي الى الفشلquot;، موضحا ان quot;نتائج فشل من هذا النوع يجب ان تكون واضحةquot;. واضاف كروكر ان quot;عراقا غارقا في الفوضى او في حرب اهلية (...) سيدفع الدول المجاورة الى التدخل لان كل هذه البلدان ترى ان مستقبلها مرتبط اساسا بمستقبل العراقquot;.

وتابع quot;من المؤكد ان ايران ستكون الرابحة الكبرى ويمكن ان تعزز تأثيرها على الموارد ان لم يكن على اراضي العراقquot;، مذكرا بان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عبر قبل اسابيع عن استعداد طهران quot;لملء الفراغquot; الذي قد تتركه الولايات المتحدة في العراق. واكد كروكر انه quot;امام احتمال كهذا، يمكن لمكاسبنا ضد القاعدة وغيرها من المنظمات المتطرفة ان تتبخر وقد تنشأ معاقل يمكن ان تستخدم لشن عمليات اقليمية ودوليةquot;. ورأى السفير الاميركي ان quot;الوضع الحالي صعبquot; لكن quot;البدائل اسوأquot;.

وكان كروكر يدلي بشهادته مع قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الذي قال انه يؤيد سحب اربعة آلاف جندي اميركي في كانون الاول/ديسمبر المقبل والعودة بحلول الصيف المقبل الى حجم القوات الذي كان قبل ارسال تعزيزات تضم نحو ثلاثين الف جندي، اي 130 الف جندي. ورغم عدة لقاءات عقدها مع نظيره الايراني في محاولة لاقناع طهران بوقف مد الحركات العراقية المتطرفة باسلحة، رأى السفير الاميركي ان ايران ما زالت تلعب دورا quot;مؤذياquot; في العراق. الا انه اعلن انعقاد اجتماع وزاري جديد لدول الجوار العراقي في اسطنبول الشهر المقبل للمساعدة على اعادة الامن الى العراق. ولم يوضح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الاجتماع بحضور ممثل ايراني.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ذكر بان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس شاركت في الاجتماع الوزاري الاول الذي عقد في شرم الشيخ (مصر) في نيسان/ابريل الماضي بحضور نظيرها الايراني منوشهر متكي.

من جهته، رأى الجنرال بترايوس ان طهران لم تكتف بمواصلة المجموعات المتطرفة بالاسلحة بل زادت من حجم هذه الامدادات. وقال quot;نعتقد ان هذا الامر تزايد وعلى الاقل استنادا الى عدد الهجمات التي تستخدم فيها العبوات الناسفة وبدرجة اقل الهجمات الصاروخيةquot;. وتابع quot;شهدنا بعض التراجع لبضعة اسابيع لكن الامر استؤنف بشدة ولا نرى اي مؤشر على ان ذلك سيتضاءلquot;.

واكد الجنرال بترايوس ان الجيش الاميركي يعتزم اقامة قاعدة عسكرية في موقع قريب جدا من الحدود العراقية مع ايران ليتمكن من التصدي بشكل افضل لمكافحة تدفق الاسلحة والمقاتلين الايرانيين سرا الى العراق. وقال quot;يتأكد لنا اكثر فاكثر ان ايران (...) تسعى الى تحويل الميليشيات الشيعية الى قوة مشابهة لحزب الله لتخدم مصالحها وتشن حربا بالوكالة ضد الدولة العراقية وقوات التحالف في العراقquot;.