خلف خلف من رام الله: وإن كانت إسرائيل رسميًا لا تزال تلتزم الصمت حيال تسلل طيرانها إلى الأجواء السورية، إلا أن هذه القضية لا تزال تشغل وسائل الإعلام وبخاصة الأميركية منها، التي بدأت منذ اليومين الماضيين بنشر تقارير تتحدث عن طبيعة العملية الإسرائيلية في الأراضي السورية، وبعد تنويه صحيفة نيويورك تايمز لاحتمالية التقاط الطيران الإسرائيلي لصور منشآت نووية في سوريا يعتقد مسؤولون إسرائيليون تجهزيها بمعدات من كوريا الشمالية، نشرت صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس تقريرًا أشارت خلاله إلى وجود تعاون كوري سوري لبناء منشأة نووية، كما نقلت صحيفة عكاظ السعودية الصادرة يوم الجمعة عن مسؤول دبلوماسي عربي ترجيحه أن الطيران الإسرائيلي كان يستهدف إيران وليس سوريا خلال العملية.

وتأتي هذه التقارير المتتابعة وسط صمت إسرائيلي مطبق، فيما تحاول وسائل الإعلام العبرية فك شيفرة صمت رئيس الحكومة أيهود أولمرت، ويوضح رازي بركائي احد ابرز الإعلاميين الإسرائيليين المقربين من مصادر القرار في الحكومة والكنيست أن صمت الحكومة الإسرائيلية عن الحديث بشأن اختراق الطائرات الحربية الإسرائيلية للأجواء السورية مؤخرا، مرده أن اولمرت يريد أن يبقي هذه القضية طي الكتمان يستغلها في إطار، وكأن شيئًا مهمًا جدًا سيحصل في القريب العاجل وأن حكومته، وكذلك هو شخصيًا خططوا مسبقًا لهذا الشيء الذي يعتمد بنجاحه على مدى سريته.

وأضاف بركائي أنه التقى وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، وسأله عن سبب استمرار الصمت، وعدم الكشف عما حصل، فقال ديختر: quot;هذا سيكون بعد الأعيادquot;، مؤكدًا أن فترة ما بعد الأعياد ستكون فترة حاسمة ومهمة على مختلف المستويات.

وفي المقابلة نفسها، قالت الصحافية الإسرائيلية اليئيل شاحر المقربة من الجهات القيادية في وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها حصلت على معلومات تفيد بأن جهات أجنبية يمكن أن تكون متورطة بعملية اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية، ولا بد من أن تقدم تلك الجهات أو تضطر لكشف دورها في تلك العملية، وذلك لتبرئة نفسها مما حصل أو ربما للمفاخرة بأنها شاركت بالتمهيد لما قد يحصل.

من ناحيته، قال حاييم بار زاهف مراسل الجيش الإسرائيلي إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تراقب وعن كثب تصريحات وتحركات الوزراء، وكل ما له علاقة بعملية خرق الأجواء السورية، وهي تفرض تعتيماً مطبقاً على أي معلومات أو إشاعات قد تتسرب وإلى درجة أن تلك الأجهزة دائمة الحضور داخل قاعات وأروقة الاجتماعات الوزارية.

وأضاف أن الوزراء والأجهزة الأمنية يحاولون الإيحاء وكان التطورات أصبحت شيئًا من الماضي، وأن الهدوء عاد إلى الأجواء وأن التوتر غير موجود، سيما وأن السوريين من ناحيتهم اكتفوا حتى الآن بالتعبير عن رغبتهم في التوجه لمجلس الأمن الدولي، والحكومة الإسرائيلية لا تتحدث مطلقًا عن عملية الاختراق. وتساءل قائلاً: quot;لا ادري إن كان هذا الهدوء وتجاهل التوتر بمثابة جمر تحت الرمادquot;.

وقال بركائي: quot;الصمت المطبق من قبل الحكومة والمصادر الأمنية يتناسب مع أهمية ونتائج عملية الاختراق للأجواء السورية، مرددًا عبارة إن ما حصل هو شيء مهم وخطر جدًا جدًا وسيبقى سرًا لفترة غير قليلةquot;.