اثينا: سيحاول رئيس الوزراء اليوناني المحافظ كوستاس كرامنليس (51 عاما) الاحد إنقاذ اغلبيته البرلمانية اثناء الاقتراع في الانتخابات التشريعية التي يبدو انها ستكون حامية اثر الحرائق التي دمرت البلاد في آب/اغسطس مخلفة 66 قتيلا.وكرامنليس زعيم حزب الديمقراطية الجديدة الذي بلغ الجمعة سن ال51 عاما، هو اصغر رئيس وزراء في اليونان منذ الحرب العالمية الثانية وكان انتخب في 2004. وكان يبدو قبل موجة الحرائق واثقا من تحقيق فوز سهل في هذه الانتخابات المبكرة خصوصا مع تصدره استطلاعات الرأي.
غير انه منذ موجة الانتقادات الموجهة الى حكومته بسبب عدم استعدادها لمواجهة الكارثة، بدا الفوز غير اكيد بالنسبة إلى هذا السياسي الوسطي الذي نجح في وقف عجز الميزانية الضخم في اليونان ليتراجع من 7.9 بالمئة في 2004 الى2.6 بالمئة في 2006 مع الابقاء على النمو الاقتصادي بين النسب الاعلى في منطقة اليورو (اكثر من 4 بالمئة).وفي غياب استطلاعات الرأي في الصحف، بسبب منعها قبل الاقتراع، فان التخمينات عديدة بالاعتماد على تصريحات محللين منكبين على تحقيقات خاصة يعلقون عليها باختصار شديد. بيد ان جميع هذه التعليقات تذهب في اتجاه واحد مفاده ان حزب الديمقراطية الجديدة سيحتفظ بتقدم بسيط على خصمه الرئيس حزب باسوك الاشتراكي بزعامة جورج باباندريو (55 عاما).
وقال المحلل السياسي ثيو ليفانيوس من معهد استطلاعات الرأي quot;ان انطباعي هو ان الديمقراطية الجديدة ستكسب لكن السؤال الرئيس هو معرفة مدى هذا الفوزquot;.وفي حال لم يحصل كرامنليس على الاغلبية المطلقة (151 مقعدا من 300)، فانه سيكون عاجزا عن الحكم بدون تشكيل تحالف حكومي.وكان استبعد تشكيل مثل هذا التحالف وقال quot;اذا كنا ازاء برلمان دون اغلبية مطلقة فاننا سنتجه الى انتخابات جديدةquot;.
وحث مساء الجمعة امام عشرات الآلاف من انصاره المجتمعين في آخر تجمع انتخابي له في اثينا، اليونانيين على التصويت بكثافة وشدد quot;لا يجب ان يتغيب احد يوم الاحد، انكم مدينون بالمشاركة في الاقتراع لليونان ولمستقبل ابنائكم وللديمقراطيةquot;.
وسيتحدد عدد المقاعد التي سيحصل عليها حزب الديمقراطية الجديدة بشكل كبير وفق نتيجة حزب اقصى اليمين الصغير quot;لاوسquot; بقيادة النائب الاوروبي المعادي للسامية والمؤيد لكراهية الاجانب جورج كاراتزافيريس الذي منحته استطلاعات سابقة 3 بالمئة من الاصوات وهي النسبة اللازمة ليدخل البرلمان لاول مرة في تاريخه.وهذا الاخير المعتاد على الاستفزاز والتجاوزات، يسعى منذ اسابيع قليلة من خلال خطاب اكثر حيادية ولكن مع استخدام تعابير شعبوية قوية، الى جذب quot;الغاضبين من حزب الديمقراطية الجديدة والفئات المسحوقةquot;، بحسب ما اوضح المحلل جورج سيفيرتزيس.
ويشكل تصويت الناخبين في المناطق التي تضررت من الحرائق التي تمتد من بيلوبونيز الجنوبية وجزيرة اوبي الى شرق اثينا، المعطى المجهول الاخر في الاقتراع.وقال طالب من منطقة زاخارو (بيلوبونيز) الاشد تضررا من الحرائق quot;الناس هنا تعبوا وهم لا يأبهون للانتخاباتquot;.
اما اثر الحرائق على باقي السكان فانه قد يكون ضعيفا.وقال سيفيرتزيس quot;حتى وان اعتبروا ان الحكومة لم تتصرف بالشكل الملائم لمواجهة الحرائق، فان اغلب الناس يعتقدون ان الحرائق هي نتيجة عمل منسق من طبيعة اجرامية، معفين بشكل ما السلطات من مسؤولياتهاquot;.واضاف ثيو ليفانيوس انه بحسب عدة تحقيقات، فان السكان يعتبرون quot;اجمالا ان الحكومة كانت سريعة في تقديم المساعدة المالية العاجلةquot; التي فاقت قيمتها 130 مليون يورو.
وبسبب حجمها، وصف الاشتراكيون هذه المساعدة بانها quot;عملية غير مسبوقة لشراء الاصواتquot;. وقال باباندريو quot;يجب على هذه الحكومة ان ترحل، ان سمعة البلاد على المحك هذا الاحدquot;.
التعليقات