واشنطن: عين الفرنسي دومينيك ستروس كان الجمعة مديرا عاما لصندوق النقد الدولي، ووعد مرشح الاتحاد الاوروبي على الفور باصلاح هذه المؤسسة للرد على الانتقادات الكثيرة الموجهة اليها. وقال صندوق النقد الدولي في بيان quot;في ختام لقاءات مع المرشحين، قوم اعضاء مجلس الادارة نقاط القوة لديهما واختاروا ستروس كان بالتوافقquot;.
وقال الصندوق ان ستروس كان (58 عاما) الذي سيخلف الاسباني رودريغو راتو سيتولى مهامه في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر. واصبح الوزير الاشتراكي السابق (58 عاما) رابع فرنسي يعين مديرا عاما لهذه المؤسسة المالية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.
وكان المرشح التشيكي جوزف توسوفسكي المدعوم من روسيا ينافس ستروس كان الذي دعمه الاتحاد الاوروبي. وعلق ستروس كان الموجود في تشيلي على اختياره بقوله quot;انا عازم على البدء فورا باصلاحات يحتاج اليها صندوق النقد الدولي لوضع الاستقرار المالي في خدمة الشعوب عبر تعزيز النمو وفرص العملquot;.
واضاف في بيان نشر في واشنطن quot;انا سعيد وفرح وفخور بهذه المسؤوليةquot;. وستروس كان خبير اقتصادي معروف لطالما دافع عن quot;اشتراكية واقعيةquot;. ولد في 25 نيسان/ابريل 1949 واصبح استاذا في مادة الاقتصاد ومحاميا في مجال الاعمال. وحرصا منه على الا يبدو مرشح الشمال في مواجهة الجنوب لتولي ادارة هذه المؤسسة التي تعاني من ازمة ثقة حاليا، اختار ستروس كان انتظار النتيجة في سانتياغو، عاصمة تشيلي.
ويقضي التقليد بان يختار الاوروبيون المدير العام لصندوق النقد الدولي في حين يعين الاميركيون رئيس البنك الدولي الذي اسس هو ايضا بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لاتفاقات بريتن وودز. واعلن ستروس كان ترشيحه مطلع تموز/يوليو لذا كان في موقع افضل من منافسه الذي ترشح في اللحظة الاخيرة. وحظي ستروس كان بدعم الولايات المتحدة واستغل الاسابيع التي سبقت عملية الاختيار لتعزيز موقعه لا سيما من خلال زيارات قام بها الى عدد من الدول النامية.
في فرنسا، رحبت الاكثرية والمعارضة بالحماسة ذاتها بتعيين المرشح الاشتراكي المدعوم من الرئيس نيكولا ساركوزي. واشاد ساركوزي بquot;الفوز الكبير الذي حققته الدبلوماسية الفرنسيةquot;، موضحا quot;هذا هو الانفتاحquot;.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الاشتراكي برنار كوشنير quot;اهنئ دومينيك ستروس كان وانا سعيد بالدعم الذي قدمته دول كثيرة خلال هذه الانتخاباتquot;.واضاف ان ستروس كان quot;نظرا الى حجم الدعم الدولي الذي حصل عليه، يتمتع بتفويض واضح لتحديث صندوق النقد الدولي ليستعيد الدور الذي يستحقه في ادارة الاقتصاد العالميquot;.ورحب راتو بانتخاب ستروس كان قائلا quot;اعرف دومينيك وعملت معه منذ سنوات واعرف انه يملك الخبرة والرؤية لقيادة صندوق النقد الدولي بنجاح في هذه المرحلة الحاسمةquot;.
وبدا ستروس كان وكانه وضع طموحاته المحتملة للترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة في 2012 جانبا، اذ قال امام مجلس ادارة الصندوق quot;هذه المهمة تتطلب على الاقل ولاية من خمس سنوات وانا اتعهد بالبقاء طوال هذه الفترةquot;.
ويعتبر دومينيك ستروس خبير اقتصادي فرنسي معروف يحمل لواء الاشتراكية الديموقراطية. وخسر ستروس كان معركة حصوله على ترشيح الحزب الاشتراكي لرئاسة الجمهورية الفرنسية في 2007 بعدما هزمته سيغولين روايال بفارق شاسع.
وكان باستمرار مدافعا عن quot;اشتراكية واقعيةquot;. ويعلن طموحه جعل اليسار quot;فاعلا في زمن العولمةquot;، من دون ان يخضع quot;للنظام القائمquot;. واعتاد ستروس كان (58 عاما)، وزير الاقتصاد السابق، القول quot;الامر يتعلق بمواجهة الواقع للتمكن من تغييرهquot;. ولد دومينيك ستروس كان في 25 نيسان/ابريل 1949. وهو استاذ اقتصاد ومحام في اوساط الاعمال. انيق، يتقن لغات عدة، عفوي ودائم الابتسام، ما جعل البعض يصفونه بانه غير جدي في عمله، لكنه امر ينقضه القريبون منه.
في نهاية الحملة الرئاسية، كانت كل الترجيحات تشير الى ان ستروس كان سيكون رئيس الوزراء الفرنسي في حال فوز سيغولين روايال بالرئاسة الفرنسية بهدف جذب الناخبين الوسطيين. كذلك، فان مرشح الوسط الى الرئاسة فرانسوا بايرو رشحه لرئاسة الحكومة. اعيد انتخابه في حزيران/يونيو بنسبة تفوق 55% من الاصوات، نائبا عن منطقة سارسيل قرب باريس.
شغل دومينيك ستروس كان مناصب وزارية عدة في عدد من الحكومات. واضطر الى تقديم استقالته في تشرين الثاني/نوفمبر 1999 عشية توجيه اتهامات اليه في قضية اسناد وظائف وهمية. الا انه برىء من اي شبهة في نهاية 2001. كاريسماتي ويتمتع بشبكة واسعة من الاتصالات وينهل من مواهبه التعليمية (عمل في الماضي مدرسا) ليشرح مفاهيم معقدة.
غالبا ما تظهر صوره في المجلات الاجتماعية، علما انه يتمتع برخاء مادي ومتزوج من صحافية معروفة في فرنسا هي آن سنكلير. منذ هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية، لم يوفر ستروس كان انتقاداته لحزبه لا سيما لادارة الحزب. ورأى ان الحديث عن التجديد وفي الوقت نفسه quot;الانطلاق بالسكرتير الاول نفسه ورئيس المجموعة نفسه والهيكليات نفسها، امر غير ممكنquot;.
ويبدو ان الوزير الفرنسي السابق تناسى طموحاته الرئاسية علما ان استطلاعات الرأي في فرنسا تضعه في مرتبة متقدمة نسبيا،اذ تعهد امام صندوق النقد الدولي بتنفيذ كامل ولايته الممتدة على خمس سنوات. ونشر ستروس كان كتبا عدة صدر آخرها في 2006 وعنوانه quot;365 يوماquot; يتوقف فيه عند احداث سنة فاتت مع اقتراحاته لفرنسا.
التعليقات