بغداد، وكالات: يؤكد quot; قناص بغداد quot; الذي يظهر في شريط فيديو جديد يبث على الانترنت وهو يطلق النار على جندي اميركي ليهوي العسكري من برجه، انه يريد ان يكشف للشعب الاميركي quot; كذب حكومته وخداعها quot;.ويبث الشريط منذ نهاية الشهر الماضي موقع على الانترنت يحمل اسم quot; قناص بغداد quot;.
ويظهر في الشريط رجل ملثم ينتمي الى الجيش الاسلامي في العراق احد ابرز الفصائل السنية المتمردة في البلاد، يعرف عن نفسه بانه quot; آمر كتيبة القنص quot; في هذا التنظيم.
ويقول الرجل quot; نريد ان ننقل للعالم وخصوصا للشعب الاميركي الذي يزج بابنائه الى الموت كذب حكومته وخداعها quot;، مضيفا quot; نشفق على الشعب المسكين لذلك نحاول ايصال الحقيقة له من خلال هذه الافلام لكي نظهر لهم ماذا يجري لابنائهم هنا quot;.
وهذا الشريط هو الثالث الذي يبث quot;لقناص بغدادquot; الذي يطلق عليه الاميركيون اسم quot; جوبا quot;.فقد ظهر للمرة الاولى على احد مواقع الانترنت في 2005 في شريط فيديو نوعيته سيئة يصور جنودا اميركيين يسقطون بنيران قناصة.وتم بث شريط اخر quot; لمنجزاته quot; في تشرين الاول/اكتوبر 2006، ما حول جوبا الى شخصية اسطورية تحت اسم quot; قناص بغداد quot; تلقى استحسانا لدى الكارهين للقوة quot;المحتلةquot; الولايات المتحدة.وكان لهذين الشريطين فور بثهما تأثير معنوي كبير في العالم العربي والدول الغربية.
وقالت مؤسسة جيمس تاون الاميركية الفكرية المتخصصة بدراسة الارهاب في تقرير العام الماضي quot;سواء كانت حقيقية او مفبركة اعلاميا، اصبح اسطورةquot; لتمجيد الوطنية والتشجيع على quot;الجهادquot;، داعية الى quot;تطويقquot; هذا التهديد على الفور.
ويشكل موقع جوبا على الانترنت نجاحا اعلاميا لهذا الفصيل المتمرد في العراق رغم المنافسة التي يواجهها من اشرطة الفيدي التي يبثها تنظيم القاعدة الذي يهيمن على الشبكة المعلوماتية ويخوض حربا مفتوحة ضد الجيش الاسلامي.
واطلق الجيش الاسلامي على التسجيل الجديد الذي يتمتع بمواصفات فنية عالية الجودة quot;قناص بغداد، رقم 3quot;.وتعرض في الشريط لقطات لاصابة عشرة جنود اميركيين في مكان وتاريخ يستحيل تحديدهما كما الوحدة التي استهدفت ومصير الجنود الذين اطلق عليهم النار.
ولا يوضح آمر كتيبة القنص عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا، لكنه يقول ان quot;عشرة عملاء ايرانيين يقتلون يومياquot; في اشارة الى عناصر الجيش والشرطة العراقية.ويضيف الرجل ان quot;الجيش الاسلامي بث اصدارا عن عملياته واذا تتبعناها فسنلاحظ عددا كبيرا من الهاونات والصواريخ والعبواتquot;.ويتابع ان quot;كل عبوة تنفجر بعربة عسكرية تسفر عن مقتل ثلاثة الى خمسة جنود، اما الصواريخ والمواجهات فتوقع اعدادا اكثر فكم سيكون عدد القتلى؟quot;.
ويؤكد الرجل نفسه ان العدد كبير لكن العدو يستغل عدم ظهور صور القتلى فيكذب ويعطي ارقاما مضحكة. لكن في عمليات القنص الامر مختلف وهذا سبب اهمية اشرطتناquot; التي quot;تحاول واشنطن منع بثهاquot;.ويوضح quot;الآمرquot; ايضا انه quot;في مسائل القنص يظهر التصوير الجندي الاميركي قتيلا وهذا ما جعل الاعلام العالمي يهتم كثيرا بالاصداراتquot;، مؤكدا ان quot;الاميركيين عززوا اجراءاتهم المضادةquot; في مواجهة القناصة.
وتظهر في الشريط المؤلف من جزءين مجموعة من المقاتلين الذين يرتدون ثيابا سوداء والملثمين بكوفية حمراء ويتدربون على القنص في اراض صحراوية غير ممكن تحديدها.
ويقول آمر كتيبة القنص في الجزء الثاني quot;في سلاح القنص نعتبر انفسنا متفوقين على العدو الاميركيquot;.ويضيف quot;لو اجرينا مقارنة بين قناصينا وقناصة الجيش الاميركي لعرفنا ان هذا الاخير يتخذ لنفسه موقعا غالبا ما يكون في اعالي المباني اما قناصنا فيكفي ان نعلم ان دخوله موقع الرمي وتصويبه نحو موقع الهدف والرمي والانسحاب لا تستغرق سوى دقائق معدودةquot;.
وتفيد احصائية نشرها موقع مستقل على شبكة الانترنت، ان حوالى 338 جنديا اميركيا قتلوا باسلحة خفيفة منذ بداية الحرب في آذار/مارس 2003، بينهم 48 قتلوا بنيران قناصة.
واكد الجنرال كيفن بيرغنر المتحدث باسم الجيش الاميركي ان quot;القناصة يشكلون تهديدا امنياquot;.واضاف quot;انها واحدة من الحالات التي يدرك قادتنا وقواتنا خطرها وواحدة من الحالات التي نتعامل معها على اسس روتينية وحالة تتكرر بصورة دوريةquot;.
مقتل جنديين أميركيين برصاص جندي عراقي في 26 ديسمبر
إلى ذلك قال مسوؤولون أميركيون وعراقيون يوم السبت إن جنديا عراقيا أطلق النار أثناء دورية مشتركة في مدينة الموصل الشمالية في 26 من ديسمبر كانون الأول فقتل جنديين أميركيين وأصاب بجراح ثلاثة آخرين وكذلك مترجم مدني.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل جيمس هوتون انه لم يتضح لماذا فتح الجندي العراقي النار لكن ضابطين في الجيش العراقي قالا إن المهاجم له صلات بجماعات التمرد العربية السنية.
ويعتقد ان هذا أول حادث يعلن عنه قتل فيه جندي عراقي عمدا عسكريين أميركيين منذ الغزو الأميركي في عام 2003 .
وقال الجيش الأميركي إن الجنديين القتيلين هما الكابتن رودي ج.اينمان والسارجنت بنجامين ب. بورتيل الملحقان بالسرية الثالثة من فوج فرسان المدرعات الثالث بالجيش الثالث ومقرها فورت هود في ولاية تكساس.
وقال الجيش في بيان quot;قيل ان الجندي العراقي فتح النار وفر من مسرح الحادث لكن تعرف إليه أفراد اخرون من الجيش العراقي ثم اعتقل. والان فإن جنديين من الجيش العراقي محتجزان في ما يتصل بالحادث.quot;
وقال الضابطان انه ردا على ذلك فان الجيش العراقي شدد اجراءات فحص المجندين الجدد في الفرقة الثانية التي تسيطر على منطقة الموصل وانه يجري المزيد من التحريات عن خلفية الجنود العاملين.
وتجري القوات الأميركية والعراقية دوريات مشتركة وذلك جزء من استراتيجية أميركية جديدة لمكافحة التمرد وكبح العنف الطائفي وتحسين قدرات الجيش العراقي الذي سيتولى المزيد من مسؤوليات الأمن مع بدء انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وقال العميد مطاع الخزرجي قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي ان الجنديين الأميركيين قتلا أثناء دورية مشتركة للقوات العراقية والأميركية في غرب الموصل الواقعة على بعد 390 كيلومترا الى الشمال من بغداد.
وأضاف أن مسلحين هاجموا الدورية وأن الجندي استغل الوضع وقتل الجنديين مشيرا الى أن الجندي كان مندسا في صفوف الجيش من عناصر المسلحين وأنه جرى اعتقاله على الفور وبدأ استجوابه.
وقال العميد نور الدين حسين قائد اللواء الرابع في الفرقة الثانية في الجيش العراقي لرويترز ان اطلاق النار كان متعمدا ولم يكن حادثا عارضا.
ورفض المتحدث باسم الجيش الأميركي هوتون ان يعقب حينما سئل هل من المحتمل ان يخلق الحادث عدم ثقة بين الجنود العراقيين والأميركيين الذين يعيشون ويعملون معا في مراكز امنية مشتركة في شتى انحاء العراق.
وقال المتحدث quot;نحن شركاء للجيش العراقي في كل انحاء البلاد في كل العمليات التي نجريها تقريبا.quot;
وقال حسين ان الجندي العراقي التحق بالجيش منذ عام فحسب وهو عربي من قبيلة الجبوري. ومعظم الجنود العاملين في منطقة الموصل من الاقلية الكردية العراقية.
واضاف حسين قوله انه حدث بعض التغلغل من جانب المتمردين في صفوف الجيش العراقي quot;ونحن نريد تطهيره.quot; وقال ان الجنود العراقيين رجال صالحون ويحسنون اداء عملهم وهذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها شيء كهذا.
وقال انه والخزرجي حضر حفل تأبين للجنديين القتيلين. وقال الضابطان ان الجيش الأميركي يسمح للجيش العراقي بمباشرة التحقيق.
التعليقات