نيروبي: أعلن مصدر في الشرطة اليوم أن سبعة أشخاص قتلوا في نهاية هذا الأسبوع في غرب كينيا في أعمال العنف السياسية-الاتنية التي تعصف بهذا البلد منذ إنتخابات 27 كانون الاول/ديسمبر المثيرة للجدل. وقال مسؤول في الشرطة ان quot;الاشخاص السبعة قتلوا في منطقة ترانسوا (غرب) بينما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة لجأ اليه مهجرونquot;. وبمقتل هؤلاء الاشخاص يرتفع الى 371 عدد القتلى في اعمال العنف السياسية-الاتنية منذ 27 كانون الاول/ديسمبر، كما تفيد حصيلة بالاستناد الى مصادر الشرطة والمستشفيات.

وكان الرئيس المنتهية ولايته مواي كيباكي الذي ينتمي الى اتنية كيكويو التي تشكل الاكثرية في كينيا، تخطى ب 231 الفا و728 صوتا فقط منافسه الرئيسي رايلا اودينغا المتحدر من اتنية ايو، كما افادت النتائج الرسمية للجنة الانتخابية الكينية. وعلى اثر هذا الفوز الانتخابي الهزيل الذي سارعت المعارضة الى الاحتجاج عليه، ضربت البلاد موجة من اعمال العنف. واعرب اودينغا المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الاحد عن استعداده لتقاسم السلطة مع خصمه مواي كيباكي، شرط ان يعترف الاخير بخسارته، فيما تتواصل جهود المجتمع الدولي من اجل الوساطة.

وقد أقام الكينيون من مختلف الاتجاهات السياسية الصلوات من أجل السلام يوم الاحد في الوقت الذي سعى فيه عمال الاغاثة الى تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 200 ألف لاجيء فروا من أعمال العنف. وقالت جين ريونجو وهي تقود أبناءها الخمسة الذين ارتدوا أفضل ملابسهم الى كنيسة فوق تل خارج نيروبي quot;لقد خذلنا زعماؤنا. هم من جلبوا علينا هذه الكارثة. لذلك نحن الان ندعو الله أن ينقذ كينيا.quot; وبرغم مرور أسبوع على تفجر الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب في أنحاء البلاد عقب الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي فلا علامة على أنه سيجتمع مع زعيم المعارضة ومنافسه رايلا أودينجا لحل الازمة مباشرة.

وقام وسطاء محتملون بينهم جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية وكبير أساقفة جنوب افريقيا ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام بجولات مكوكية بين المعسكرين. كما من المقرر أن يزور الرئيس الغاني جون كوفور البلاد خلال الايام المقبلة بصفته رئيس الاتحاد الافريقي. لكن المعارضة قابلت بيانا من كيباكي قال فيه انه مستعد لتشكيل quot;حكومة وحدة وطنيةquot; بتشكك. وهي تقول انه سرق الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر كانون الاول ويحتل مقعد الرئيس بشكل غير مشروع.

وتريد حركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا من كيباكي (76 عاما) التنحي وأن يتولى وسيط دولي رعاية محادثات قبل اجراء انتخابات جديدة خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. كما وجهت اتهامات للحركة المعارضة بالتلاعب في الاصوات في مناطق معاقلها. وقال أودينجا في مقر الحركة في نيروبي quot;لسنا مهتمين بحل كيباكي لهذه المشكلة. ليس لديه ما يعرضه لانه لم يفز في الانتخابات.quot; واتهم المتحدث باسم الحكومة الفريد موتوا أودينجا بمحاولة quot;نيل السلطة من الباب الخلفيquot; برفضه التفاوض مع الرئيس أو اللجوء للقضاء للطعن في الانتخابات. وتقول حركة الديمقراطية البرتقالية ان المحاكم مليئة بحلفاء كيباكي.

وقال موتوا quot;هذا النوع من المواقف المفتعلة لن يساعد أحدا في هذا البلد. اذا لم يتحدث السيد رايلا الى الرئيس كيباكي.. فهل تتوقعون أن يركع كيباكي أمامه..quot; وقال رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي وهو حليف لكيباكي في بيان قرئ في التلفزيون الرسمي انه يامل quot;أن يحل السلام والشرعية في كينيا. السلام والامن في كينيا يعنيان السلام والامن في اثيوبيا.quot; وذكر البيان أن ملس على اتصال مع الجانبين وأنه تلقى رسالة من كيباكي سلمها وزير التعليم الكيني جورج سايتوتي.

وقال مصور لرويترز ان ناهبين في بلدة كيريتشو بالوادي المتصدع اقتحموا مزرعة تشيبون للشاي التي تملكها شركة يونيليفر يومي الاربعاء والخميس. وفر العمال من أبناء قبيلة كيزي من هذه المزرعة والمزارع الاخرى القريبة بعد ان استهدفتهم الهجمات التي قام بها افراد قبيلة كالينجين المحلية المؤيدة للمعارضة في احدث اعمال عنف عرقية في اطار النزاع. وفي المدن كان ما يشغل أغلب المواطنين الكينيين هو اعادة حياتهم لسابق عهدها وسط تشكك في الساسة الذين ينظر اليهم على أنهم يعتبرون السلطة وسيلة للوصول الى الثراء وليس لتحسين حياة المواطنين العاديين. وهددت المعارضة بتنظيم المزيد من الاحتجاجات لكن مفوض الشرطة حسين علي قال ان هذه التجمعات لا تزال محظورة وان الشرطة ستظل في حالة تأهب قصوى.

ولقي ما لا يقل عن 300 شخص حتفهم بعضهم خلال معارك بين الشرطة والمحتجين والبعض الاخر في أعمال عنف عرقية. كما تزايدت حوادث النهب والجرائم خلال الفوضى مما أدى لازهاق المزيد من الارواح في بلد كان ينظر له على أنه دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا ذات اقتصاد منتعش. وأجبرت الاضطرابات برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة على طلب حماية الشرطة لعشرين شاحنة تحمل مواد غذائية من ميناء مومباسا الى اللاجئين في الوادي المتصدع.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة بأن 250 ألف شخص سيحتاجون لمساعدات في الشهور الثلاثة المقبلة. وتقول الحكومة ان 180 ألف شخص شردوا في حين يقول الصليب الاحمر الكيني ان العدد هو مئة ألف. وأقيمت الصلوات من أجل السلام وأعلن الحداد على القتلى يوم الاحد في الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والكنائس الاخرى في كينيا.

وكانت أكثر المناطق تضررا بلدة الدوريت ذات المزيج العرقي والمناطق المحيطة بها حيث أحرق 30 شخصا أغلبهم من قبيلة كيكويو التي ينتمي اليها كيباكي أحياء بعد الفرار من حشود من ابناء قبيلة كالينيجين الغاضبين من نتيجة الانتخابات. وكان يبدو أن أودينجا (62 عاما) بسبيله للفوز في الانتخابات حتى أعلن فوز كيباكي بفارق ضئيل يوم الاحد الماضي. ويقول مراقبون دوليون ان الانتخابات لا ترقى للمعايير الديمقراطية واتهمت فرنسا حكومة كيباكي بتزوير النتيجة.