الخرطوم، وكالات:افرجت السلطات السودانية عن شاب نمساوي (20 عاما) بعد احتجازه في مدينة بور سودان لاتهامه بالتجسس بعد العثور معه على مقالات حول جماعة متمردة سابقة في شرق السودان، حسبما افادت السفارة النمساوية الثلاثاء.وقال المتحدث باسم السفارة في القاهرة التي تتولى شؤون السودان ان الشاب quot;اصبح حراquot;.

واعتقل توماس هيرشفوغيل في 31 كانون الاول/ديسمبر اثناء تنقله في تلال محيطة ببور سودان على البحر الاحمر دون تصريح سفر، وكان يتوقع طرده من السودان.وذكر المتحدث ان الامر يعود الى هيرشفوغيل في ان يقرر مواصلة رحلته في المنطقة او العودة الى النمسا.وكتب هيرشفوغيل في مدونته على الانترنت السبت quot;انهم يعتقدون انني اما ان اكون صحافيا او جاسوساquot; بعد العثور في حقائبه على مقالات مطبوعة من الانترنت عن حزب quot;مؤتمر البجىquot; الذي خاض تمردا ضد الخرطوم استمر عشرة اعوام قبل التوقيع على اتفاق سلام في تشرين الاول/اكتوبر.

وكان حزب مؤتمر البجى، الذي استمد تسميته من اكبر جماعة قبلية في السودان، اعلن التمرد المسلح على السلطات السودانية منذ عشر سنوات قبل ان يتوقع اتفاق سلام مع الخرطوم عام 2006.واكدت الصحيفة ان مجموعة منشقة عن مؤتمر البجى، تتمركز في بورسودان، ترفض هذا الاتفاق الذي أدى الى مشاركة متمردين سابقين في الحكومة.

مهاجمة قوات حفظ سلام مشتركة في دارفور

على صعيد آخر قال مسؤولون يوم الثلاثاء ان مسلحين فتحوا النار على قافلة امدادات تابعة لقوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) في منطقة دارفور بالسودان في أول هجوم على هذه القوة المشتركة التي شكلت مؤخرا لحفظ السلام هناك.

وقال مصدر دبلوماسي يعمل في المنطقة لرويترز ان جنودا من الجيش السوداني أطلقوا النار على قافلة تابعة لليوناميد في وقت متأخر يوم الاثنين متصورين فيما يبدو أن أفراد قوات حفظ السلام متمردون.وقال نور الدين مزني المتحدث باسم يوناميد في دارفور انهم ما زالوا يحققون في الواقعة وانه ليس بوسعه تأكيد هوية المهاجمين. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من القوات المسلحة السودانية.

وقالت يوناميد في بيان ان سائقا مدنيا سودانيا في حالة حرجة بعد أن أطلق عليه الرصاص سبع مرات.وقال المصدر الدبلوماسي في دارفور quot;تعرضت القافلة لنيران من قوات من الحكومة السودانية.quot;وأضاف quot;ليس من الواضح كيفية حدوث ذلك. كانت القافلة تسير بعد العاشرة ليلا في الظلام. ربما ظنوا أنهم متمردون. وقع الكثير من الاحداث في تلك المنطقة مؤخرا.quot;

وذكرت القوة ان القافلة كانت تنقل الغذاء والوقود الى نقطة تابعة لها في بلدة الطينة قرب الحدود مع ولاية غرب دارفور وتشاد.وجاء في البيان quot;هوجمت قافلة امدادات تابعة لليوناميد في الليلة الماضية السابع من يناير 2008 الساعة 22.00 تقريبا (1900 بتوقيت جرينتش) في طريقها من أم بارو الى الطينة في غرب دارفور.quot;

وأضاف البيان quot;كانت القافلة البرية في مهمة لاعادة تزويد مواقع فرق قوة يوناميد بالمؤن في منطقة بين أم بارو والطينة وكلبس وهي منطقة شهدت اشتباكات عنيفة بين حكومة السودان وحركات التمرد وحيث فرضت قيود على العمليات الجوية ليوناميد لاسباب أمنية.quot;وتابع أن شاحنة وحاملة جند مدرعة تابعة للقوة تضررتا أيضا في الهجوم.

وحلت القوة المشتركة الجديدة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي محل بعثة تابعة للاتحاد الافريقي في الاول من يناير كانون الثاني. ومن المقرر أن يصل حجم القوة النهائي الى 20 ألف جندي وستة الاف من الشرطة ولكن ثلث هذا العدد فقط هو الموجود حاليا هناك.

السودان: نحتفظ بحق الرد على هجوم تشاد علينا

من جانب اخر قالت الحكومة السودانية انها تحتفظ بحق الرد على الهجوم الذي قامت به جارتها تشاد على اراضيها الاحد الماضي غير انها تمارس ضبط النفس حاليا. واعرب وزير الخارجية دينق الور خلال لقاء مع ممثل الامم المتحدة بالسودان اشرف قاضي عن اسفه لما تقوم به تشاد تجاه السودان مؤكدا ان السودان quot; مع احتفاظه بحقه المشروع بالرد بالمثل فانه يلجأ في الوقت الحاضر الى ممارسة ضبط النفس واستنفاد القنوات الدبلوماسية quot;.

ونقل المتحدث باسم الخارجية السودانية للصحافيين ان الوزير الور ابلغ قاضي بانه ليس من مصلحة تشاد ولا السودان الدخول في مواجهة فيما بينهما. واعترف المتحدث باسم الحكومة التشادية وزير الاعلام حورمجي موسى دومغور في وقت سابق اليوم بان سلاح الجو التشادي قصف خلال الايام الماضية قواعد داخل السودان تابعة للمتمردين المناوئين لنظام الرئيس ادريس دبي وقال ان المتمردين quot;بما انهم يأتون من السودان فمن غير المفاجىء ان نضربهم هناك من حيث يخرجونquot;.

واعرب مجلس الامن الدولي امس عن قلقه من عودة التوتر بين تشاد والسودان داعيا البلدين الى ضبط النفس والحوار. وياتي هذا التصعيد الجديد بين البلدين في اعقاب تهديدات الرئيس التشادي ادريس دبي قبل يومين بارسال قواته الى داخل السودان للقضاء على من اسماهم quot;المقاتلين المتمردينquot; الذين تدعمهم الخرطوم وقال انه ربما يقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتدهورت العلاقات بين البلدين منذ الصراع الذي بدا في منطقة دارفور السودانية الحدودية قبل حوالي خمسة اعوام وادى الى تدفق مقاتلين ولاجئين الى شرق تشاد.

ويتهم ديبي السودان بدعم المتمردين التشاديين الذين يحاولون الاطاحة به لا سيما من خلال توفير الماوى لهم واعادة تسليحهم في الاسابيع الماضية بعد اندلاع اسوا قتال في تشاد منذ شهور .ونفت الخرطوم مرارا اتهامات ديبي بدعم المتمردين التشاديين واتهمته في المقابل بدعم حركات في دارفور تقاتل ضد قوات الحكومة السودانية.

وفشل اتفاقان وقعهما الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ديبي في كل من ليبيا والسعودية للمصالحة في انهاء حالة التوتر المستمرة في علاقات الجارتين ومن المنتظر ان يبدا موفد من الرئيس الليبي معمر القذافي الذي رعى اول اتفاق مصالحة بين البلدين جولة بين الخرطوم وانجمينا لتهدئة التوتر بين البلدين .وافادت مصادر سودانية بان القواعد العسكرية للجيش السوداني بغرب البلاد على اهبة الاستعداد بانتظار صدور توجيه من وزير الدفاع للرد على الغارات التشادية.

الجيش السوداني يعلن اكمال سحب جميع قواته من الجنوب غدا

الى ذلك اعلن الجيش السوداني ان سيكمل غدا سحب جميع قواته من الجنوب السوداني تنفيذا للجدول الخاص ببند الترتيبات الامنية في اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب . واوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس الدفاع المشترك بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية المتمردة سابقا في الجنوب عبدالرحمن محمد ان القوات المسلحة تكون بذلك قد اعادت انتشارها بنسبة 100 من المائة .

وشار في تصريح له الى وجود التزامات من الجيش الشعبي بان ينفذ اعادة انتشاره الي داخل الجنوب من مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق بالتزامن مع اعادة انتشار القوات المسلحة بصورة نهائية. وقال ان احتفالا سيقام غدا بمنطقة (ربكونا) تسلم من خلاله القوات المسلحة والجيش الشعبي القيادة للقوات المشتركة تنفيذا لما اقرته الاجتماعات السابقة لمجلس الدفاع المشترك.

يذكر ان اتفاق السلام المبرم بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية عام 2005 اقر تشكيل قوات مشتركة بين الطرفين لحراسة مناطق التماس المتنازع علي تبعيتها بين الشمال والجنوب وفيها منطقة (ابيي) الغنية بالنفط .

وكانت مسالة اعادت نشر القوات من ابرز القضايا محل الخلاف في تنفيذ الخلاف وادت لتعليق الحركة الشعبية مشاركتها في الحكومة المركزية لمدة شهرين في واحدة من ابرز الازمات السياسية التي تعرضت لها الحكومة المكونة بموجب اتفاق السلام الذي انهي 22 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة .