كربلاء اتشحت بالسواد و20 ألف عسكري يفرضون أمنها
مليونا زائر و500 موكب عزاء تحميهم الطائرات
أسامة مهدي من لندن: في أجواء تسودها استذكارات لواقعة أليمة توشحت مدينة كربلاء العراقية بالسواد لمناسبة بدء أيام عاشوراء حيث وضعت خططا أمنية وصحية لاستقبال أكثر من مليوني مشارك في 500 موكب عزاء قادمة من مختلف أنحاء العراق لإحياء ذكرى استشهاد حفيد النبي محمد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب الذي استبدل علم ضريحه الأحمر بآخر أسود في حفل مهيب وحيث وضع 20 ألف عسكري في حالة تأهب للحفاظ على الأمن بمشاركة طائرات أميركية وعراقية حيث تم اعتقال مجموعة من الأشخاص بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بقدوم عناصر إلى المدينة لإحداث فوضى وأعمال شغب . وقد غطت مدينة كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد) مظاهر سواد الأعلام واليافطات التي تمجد ذكرى استشهاد الإمام الحسين ثالث الأئمة الإثني عشر لدى المسلمين الشيعة ورهط من أهل بيته وتعزي العالم الإسلامي بذلك المصاب في معركة الطف عام 61 للهجرة . وشملت هذه المظاهر مرقد الامام الحسين واخيه العباس القريب (300 متر تفصل بين الضريحين) ومختلف مناطق مدينة كربلاء وأحيائها وازقتها في المدينة القديمة.
وبدأت مراسم عاشوراء التي تختتم يوم السبت المقبل المصادف التاسع عشر من الشهر الحالي وهو العاشر من محرم الحرام يوم وقوع الفاجعة باحتفال مهيب اقيم امس الاول حضره رجال دين ومسؤولون ومواطنون تم خلاله استبدال العلم الاحمر فوق قبة ضريح الامام الحسين بآخر اسود ايذانا ببدء مراسم العزاء . وبوشرت مراسم عاشوراء بتبديل العلم الاحمر المرفوع على قبة العتبتين الحسينية والعباسية بالعلم الاسود امس استقبالا لشهر محرم الحرام في مراسم تقام منذ اربع سنوات كانت ممنوعة لعقود مضت من قبل النظام السابق . وقال نائب الامين العام للعتبة الحسينية أفضل الشامي في كلمة بحفل تغيير العلم ان الهدف من إقامة هذه المراسم هو quot; لإشعار الناس بأهمية هذا الشهر وضرورة استقباله وسط أجواء يشوبها استذكار أحزان أهل البيت عليهم السلام بالإضافة إلى عكس الصورة المشرقة للعالم اجمع بأننا متمسكون بحب أهل البيت عليهم السلام وإحياء أمرهم رغم كل الظروف . وكانت المراسم التي حضرها عدد من المسؤولين في الحكومة العراقية بالإضافة إلى حضور جمع غفير من أهالي مدينة كربلاء . وقد وضعت الجهات المسؤولة في العتبة الحسينية المقدسة خطة أمنية محكمة لاستقبال المواكب الحسينية والزائرين وتوفير جميع المستلزمات الضرورية لهم مع تكثيفها .
ونقل موقع quot;نونquot; على الانترنت من كربلاء عن مسؤول التنظيم فاضل عوز اشارته الى اعلان حال الطوارئ والإنذار بنسبة 50% ابتداء من اليوم الاول لشهر محرم الحرام وحتى انتهاء زيارة العاشر من محرم حيث سترفع الطوارئ الى الحالة القصوى بدرجة 100% . وقال ان دوريات راجلة ستقوم بتأمين الوضع الأمني داخل منطقة بين الحرمين خلال ايام عاشوراء العشرة ومراقبة الوضع ورصد الحالات المشبوهة تجنبا لحدوث أي خرق امني . واوضح انه تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية مع جميع مواكب العزاء التي يزيد عددها على 500 موكب من حيث أوقات انطلاقها وحركة سيرها . وضمن الاستعدادات الصحية فقد تمت تهيئة ستة مجمعات صحية جهزت بالمعدات والاجهزة والمستلزمات الصحية .
اما على الصعيد الامني فقد اكد محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان الاجهزة الامنية في المحافظة على استعداد تام لاستقبال المناسبة موضحا ان قيادة عمليات كربلاء قد قامت قبل ايام بدراسة جميع الملفات السابقة للخطط الامنية للزيارات الماضية ومن ضمنها زيارة النصف من شعبان الماضية وما حدث فيها من احداث شغب بصورة دقيقة اضافة الى قراءة جميع الاحتمالات التي من الممكن ان تعصف بالخطط الامنية . وقال ان هناك تواصلا مستمرا مع القيادة المشتركة للعمليات في بغداد في كيفية دعم القطعات الامنية في المحافظة بالتجهيزات الامنية والاستخبارية لضمان نجاح الزيارة دون وقوع خسائر . اما قائد عمليات كربلاء ومدير شرطتها فقد اشار الى أن شرطة كربلاء أعدت خطة أمنية لحماية الزوار الذين يفدون إلى كربلاء يشارك فيها 20 ألف من قوات كربلاء يدعمهم طيران أميركي عراقي مشترك.
وأوضح اللواء رائد شاكر جودت أن quot;شرطة كربلاء أعدت خطة أمنية لحماية زوار كربلاء خلال أيام عاشوراء تمت مناقشتها مع جميع الجهات المسؤولة في المحافظةquot; . وابلغ وكالة quot;اصوات العراقquot; أن quot;الخطة الأمنية تأتي لحماية مئات الآلاف من الزوار المتوقع وصولهم إلى كربلاء تتضمن الخطة تقسيم المحافظة إلى 11 قاطعا يتم فيها نشر 12 ألف من قوات الشرطة والجيش والأجهزة التابعة للشرطة من مرور ودفاع مدني واستخبارات وامن، كما سيتم ولأول مرة نشر سرية دبابات في مداخل المدينة ووسطها، فضلا عن طيران عراقي أميركي مشترك سيغطي سماء المدينة خلال أيام الزيارة.quot; واضاف أن quot;الخطة تتضمن أيضا نشر سرية من القناصة في 64 مرصدا ما بين الحرمين، الذي سيشهد تواجدا مكثفا للزوار، إضافة إلى نشر قوة من الجيش والمغاوير وفوج مكافحة الشغب في المنطقة المحيطة به.quot; وأشار إلى أنه تم نشر قوات في خندقي المدينة الشمالي والجنوبي بالترافق مع نشر القوة النهرية في منطقة الرزازة (25كم غرب كربلاء ) ونهر الهندية (20كم شرق كربلاء . ( واوضح انه سيكون هنالك قوة طوارئ احتياطية قوامها ثلاثة آلاف تكون جاهزة وعلى أهبة الاستعداد في حالات الطوارئ.
وقال ان القوات التي تم نشرها مدعومة باعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات ومئات القناصة في منطقة ما بين الحرمين البالغ طولها 300 كيلومتر ضمن خطة أمنية محكمة اضاف الى 10 آلاف عنصر امن مجهزين بالقنابل المسيلة للدموع والعصي الكهربائية ومئات القناصة في 64 مرصدا فوق أسطح البنايات في منطقة ما بين الحرمين مع قوة من الجيش والمغاوير وفوج مكافحة الشغب في المنطقة المحيطة بهما . واكد قائلا quot;وردتنا معلومات استخباراتية تفيد بقدوم عناصر إلى المدينة لإحداث فوضى وأعمال شغب أثناء زيارة العاشر من محرم الحرام.quot; واشار الى انه جرى على الفور تشكيل قوات خاصة ألقت القبض على 25 شخصا في مدخلي المدينة الشمالي والجنوبي وضبطت بحوزتهم منشورات تدعو إلى أعمال شغب وفوضى وتحرض على الأجهزة الأمنية. وأشار إلى أنه سيتم نشر قوات في خندقي المدينة الشمالي والجنوبي، إضافة إلى نشر القوة النهرية في منطقة الرزازة (25كم غرب كربلاء ) ونهر الهندية (20كم شرق كربلاء ). ولفت إلى أنه سيكون هنالك قوة طوارئ احتياطية قوامها ثلاثة آلاف، تكون جاهزة وعلى أهبة الاستعداد في حالات الطوارئ.
وكانت مدينة كربلاء قد شهدت في الثامن والعشرين من آب quot;أغسطسquot; الماضي مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية ومسلحين قيل انهم تابعون الى جيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر او منشقون عنه أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين وعناصر الأمن خلال زيارة منتصف شعبان ذكرى مولد الإمام المهدي الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة تبعت ذلك شن عملية اعتقالات واسعة ومطاردة المطلوبين المشاركين في تلك الاحداث ما اسفر عن اعتقال العشرات .
التعليقات