حماس تهاجمها وفتح تدافع
ارتدادات زيارة بوش تتفاعل في الساحة الفلسطينية

خلف خلف من رام الله:
انهمك الفلسطينيون قيادة وشعباً لأيام مضت بزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش، فقد انشغلت قيادتهم في رام الله بالاستعدادات والترتيبات الأمنية والسياسية، بينما انكبت فصائل وأحزاب في الضفة وغزة معارضة لزيارة بوش على إصدار بيانات وتنظيم اعتصامات مناوئة للسياسة الأميركية.ولكن حالما صعد الرئيس بوش في طائرته مغادراً تاركاً خلفه في رام الله مجموعة من المبادئ التي أطلقها خلال مؤتمره الصحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تنحت جانباً كافة التكهنات والتوقعات التي أطلقها المحللون السياسيون حول أهداف الزيارة ونتائجها، وحل مكانها تساؤل واحد، وهو ماذا بعد؟.
وبالتوازي مع صعود بوش لطائرته في مطار بن غوريون يوم أمس الجمعة متجهاً إلى الكويت، كان المواطنون الفلسطينيون يعودون لقوقعتهم الداخلية حيث أرهقهم الانقسام الداخلي المتواصل منذ سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو الماضي، في وقت فشلت لغاية الآن جميع المبادرات والطروحات التي قدمت لعلاج الشقاق بين فتح وحماس، ويتمترس كل طرف وراء مطالبه، المتمثلة من قبل الرئيس عباس بموافقة حماس على التراجع عن quot;انقلابها العسكريquot; في قطاع غزة، بينما تؤكد الأخيرة أنها مستعدة للحوار دون شروط.
ويتساءل المواطنون الفلسطينيون في الضفة وغزة بعد زيارة بوش ، حول مستقبل شطري الوطن، وكأن حال لسانهم يقول: quot;أين الملتقى؟quot;. ولكن الملاحظ أن ارتدادات زيارة بوش في الساحة السياسية الفلسطينية تتفاعل بتسارع، ففي وقت تشدد حركة حماس على أنها هدفت quot;لتصفية المقاومة وضرب قوى الممانعة في المنطقةquot;، في المقابل تؤكد القيادة الفلسطينية في رام الله على أهمية الزيارة، متمسكة بتصريحات بوش حول ضرورة التوصل لاتفاقات سلام في غضون عام.
كما رفض اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ما عرضه الرئيس الأميركي في بيان له بدفع تعويضات للاجئين الفلسطينيين، وقال هنية إن زيارة بوش استهدفت إخراج القدس من المعادلة السياسية وشطب حق العودة للاجئين وتكريس الاحتلال والاستيطان والجدار وزيادة الشرخ في الصف الفلسطيني.
أما حركة فتح فعقبت على تصريحات بوش التي دعا فيها لضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، وقال أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسمها إن السلطة الفلسطينية quot;تثمن زيارة الرئيس بوش لبلادنا فلسطين ويعتبرها منعطفا هاما جدا في الدفع باتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلةquot;.
وبينما تنشغل الحركتان في تبادل الاتهامات، لا يبدو الوضع في قطاع غزة باعثاً للأمل، حيث تتربص التهديدات الإسرائيلية في القطاع، ويلوح في الأفق عملية عسكرية واسعة قد يذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء، ويكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن طبيعتها، وجاهزيتها للانطلاق بمجرد الأمر السياسي لذلك.
وكتبت صحيفة معاريف يوم أمس، تقول إن quot;خطة الهجوم على غزة شرسة ومتدحرجة وثابتة وينقصها تاريخ التنفيذquot;، وسقطت اليوم السبت الضحية السبعين من المرضى في القطاع بسبب منعها من السفر للخارج لتلقي العلاج اللازم، وهو ما يعبر عن مدى عمق الأزمة التي تعيشها غزة.
ويشار أن القيادة الفلسطينية في رام الله ستذهب لإكمال جلسات التفاوض مع الإسرائيليين الأسبوع المقبل، كما شدد على ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس الماضي في خطابه في المؤتمر الصحافي المشترك مع بوش في رام الله، بينما أعلنت حركة حماس رفضها رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقالت إنها quot;غير ملزمة بأي اتفاق بين الرئيس محمود عباس وإسرائيل حول الحل النهائيquot;.
وستجري المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على ثلاث مستويات، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت مع الرئيس عباس في لقاءات تتم كل أسبوعين من أجل حل المشكلات، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة الوفد المفاوض ستجتمع مع رئيس الوفد الفلسطيني أحمد قريع للبحث في القضايا الجوهرية، وطاقم إسرائيلي برئاسة اوربوفيتش مع طاقم فلسطيني، مع العلم أنه تم إيقاف اللجان، أي لن تكون هناك مداولات منفصلة حول القدس، وأخرى حول اللاجئين، وإنما ستكون هناك طواقم تبحث بكل شيء، وهذه الخطوة تهدف إسرائيل من ورائها لإبقاء quot;حزب إسرائيلquot; بيتنا في الحكومة، كونه هدد بالانسحاب في حال نوقشت القضايا النهائية.