لاهور (باكستان): قتل تفجير انتحاري 19 شخصا في لاهور التي كانت ملاذا امنا من العنف في باكستان مما يبين اشتداد ضراوة المواجهة مع المتشددين في وقت تشهد فيه الساحة السياسية في باكستان حالة من الاضطراب.

ويحمل انفجار يوم الخميس الماضي قرب المحكمة العليا في لاهور المركز السياسي الحيوي في البلاد رسالة مشؤومة قبل الانتخابات الوطنية.

وينظر للانتخابات على انها مهمة للغاية لمستقبل الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة.

وفيما عانت مدن اخرى من موجة من الهجمات الانتحارية في العام الماضي راح ضحيتها المئات وبلغت ذروتها باغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو في روالبندي في 27 ديسمبر كانون الاول الماضي لم تمس لاهور عاصمة اقليم البنجاب. والان لم يعد هناك من مكان امن.

ووضعت فريال جوهر وهي كاتبة تلفزيونية ونشطة في مجال حقوق الانسان اكليلا من الزهور عند موقع الانفجار الذي اسفر عن مقتل 16 من رجال الشرطة وثلاثة من المارة وقالت quot;نخشى ان نصبح مثل العراق. او نصبح مثل افغانستان.quot;

ويرتعد الغرب من فكرة سقوط باكستان النووية في براثن حالة من الفوضى مع وقوف متطرفين اسلاميين متربصين على ابواب اسلام اباد وترى بعض وسائل الاعلام الغربية ان باكستان اخطر دولة على كوكب الارض.

ويعيش عدد كبير من الباكستانيين في حالة انكار فعلي لمدى الخطر المحدق بهم ويعتقدون بان ثمة مؤامرة كبرى لحرمان باكستان من الاسلحة النووية ولكن بدأ يلوح نوع الادراك للخطر الداخلي.

وتضيف جوهر quot;لا اهتم باصولنا النووية. شعب باكستان هو ثروتناquot; مهاجمة مشرف والسياسات السابقة والحالية التي ربطت باكستان بما تعتقد هي وكثيرون انها علاقة مدمرة للذات مع الولايات المتحدة.

وحتى لو لم يكن الرجل الذي فجر نفسه في لاهور من تنظيم القاعدة فليس ثمة شك بشان مصدر الهامه فللقاعدة عدد كبير من الاتباع في باكستان.

ولا تفصح الحكومة عن مخاوفها لكن معاونين مقربين من مشرف يقولون في احاديث غير رسمية ان الهدف طويل الامد للقاعدة هو زعزعة الاستقرار في باكستان وافغانستان لتحويلهما لملجأ للمجاهدين من شتى بقاع الارض. ونظرا لان قبضة مشرف تبدو واهنة فثمة مخاوف من ان تستغل الحكومة الوضع الامني الحرج لتأجيل الانتخابات التي تأجلت بالفعل عقب مقتل بوتو.

يرى ساسة معارضون وبعض مؤسسات الابحاث الغربية ان تأجيل تطبيق الديمقراطية وصفة لمزيد من العنف كما ان تزوير الانتخابات الذي يدفع الخاسرين لتنظيم مظاهرات في الشوارع أسوا سيناريو محتمل اخر.

ويقول رسول بخش رئيس المحلل السياسي في جامعة لاهور للعلوم الادارية quot;ستشهد باكستان حالة من الفوضى.quot;

ولن يخوض مشرف انتخابات 18 فبراير شباط بعدما ضمن فترة رئاسة ثانية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي عقب فرض حالة الطواريء. ولكن نتيجة انتخابات فبراير قد تحدد مصير الرئيس الذي يدعمه الجيش.

فقد تخلى مشرف عن منصبه كقائد عام للجيش في اواخر نوفمبر. ويقول محللون انه سيفقد كل سلطاته اذا ما ضعفت مساندة الجيش له.

ويعتقدون ان فوز ساسة من اصدقاء مشرف القدامى في الانتخابات يتطلب تزويرا على نطاق واسع وخدعا غير شريفة.

واعلن مشرف انه سيستقيل اذا ما تحرك البرلمان المقبل لمساءلته.

ويتوقع المحللون بديلين الاول ان يتوصل مشرف لتفاهم مع زوج بوتو اصف علي زرداري وهو امر لا يزال ممكنا رغم ان ذلك لا يبدو محتملا في ظل المناخ المرير الحالي.

والثاني هو ان يتحد حزبا زرداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف لاسقاط مشرف.. واقصي اماني شريف ان يطيح بمشرف الذي اطاح به من الحكم في انقلاب في عام 1999.

ويتناقص عدد من يعتقدون بقدرة مشرف على تحقيق الامن او الوفاء بتعهده بتطبيق ديمقراطية حقيقية.

ويحملونه المسؤولية عن كل ما هو سيء ويقول كثيرون ان باكستان لا يمكنها ان تتحرك الى الامام وهو في سدة الحكم.

ويقول حميد زمان من مؤسسة (منتدى مواطنون معنيون) quot;انا متفائل انه اذا ما ذهبت هذه الحكومة فان الارهاب سريعا ما سيتلاشى.quot;

ولكن الامل ضعيف اذ يقول محللون ان تحالف القاعدة وطالبان والمجاهدين الباكستانيين اقوى من اي وقت مضى.

ويرون ان شخصا اخر ربما يمكنه ان يدير شؤون باكستان بشكل افضل وان المؤسسات الديمقراطية ربما تصبح اقوى.

ولكن ذهاب مشرف لن يقطع العلاقات بين المجاهدين في الحضر ورجال القبائل المتعصبين في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي النائي... كما انه لن يقضي على العناصر الفاسدة في وكالات امنية باكستانية تساعدهم في الخفاء.