بوش يطالب دول الخليج بحشد الرأي العام ضد إيران quot;قبل فوات الأوانquot;
ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف :
أصر الرئيس الأميركي جورج بوش على ممارسة النوع نفسه من الضغوط على دول الخليج للاحتشاد ضد إيران على الرغم من إبداء الجانب الإيراني استعداده للإجابة على معظم التساؤلات التي طلبتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، كما تعهدت إيران بأن يكون ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة.
في أحد الخطابات التي ألقاها quot;بوشquot; في أحد الفنادق الفخمة أمام جمع من المسؤولين و رجال الأعمال، ركز الرئيس على أن الولايات المتحدة تؤمن بأن لدى إيران العديد من التطلعات النووية، كما أكد أن إيران تعمل على تقديم الدعم للميليشيات الإسلامية الإرهابية في أفغانستان، العراق، لبنان و فلسطين و أنها مستمرة في تقديم هذا الدعم حتى الآن. إضافةً إلى ذلك لقب quot;بوشquot; حكومة إيران بأنها quot;الراعي الدولي الأول للإرهابquot; علاوة على ما اتهمها به من أنها تمارس الضغط على المواطنين في ما يتعلق بالشأن الداخلي و تعاني الكثير من المشكلات الاقتصادية الوطنية.
و قال quot;إن إيران تهدد أمن جميع دول العالم في كل أرجاء الأرضquot; و أضاف quot;و على ذلك تعمل الولايات المتحدة على تدعيم و تقوية التزاماتها نحو دول الخليج الصديقة و المتمثلة في تحقيق الأمن لجميع تلك الدول، و هي الالتزامات التي أخذتها أميركا على عاتقها منذ زمن طويل، علاوة على غيرها من الدول الصديقة في جميع أنحاء العالم و التي يجب أن تتحد جميعاً لمواجهة هذا الخطر القادم قبل فوات الأوانquot;
جدير بالذكر أن تصريحات quot;بوشquot; تزامنت مع إعلان الجانب الإيراني للتعهد بإبداء قدر أكبر من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني و متطلبات الوكالة في هذا الشأن، على كلٍ، يمكن القول إن الإعلان الإيراني في هذا التوقيت من شأنه أن يقوض الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة و التي تستهدف التأييد الدولي لموقفها ضد quot;طهرانquot;، و هو ما أكد عليه quot;محمد البرادعيquot;، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء لقائه كبير المفاوضين الإيرانيين quot;أية اللهquot;.
كما أن إيران وافقت على الوفاء بما تعهدت العام الماضي و الذي يتمثل في إزاحة الستار عن جميع التفسيرات و الردود على تساؤلات الوكالة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني ، و هو ما أعلنت وكالة الأنباء الوطنية بإيران بشأنه عن توقعها لإسقاط مجلس الأمن للعقوبات المفروضة على إيران مقابل الشفافية التي تعهدت توفيرها في التعاملات بالقائمة بينها و بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. و يذكر أن إعلان إيران قد تعرض للتأجيل لشهر آخر، أي بنهاية العام الحالي، لأسباب جوهرية تتعلق بالمهلة الممنوحة لإيران للكشف عن برنامجها و أعمالها النووية بما في ذلك جميع الأنشطة النووية السرية أو غير المعلنة الخاصة بالمجال النووي العسكري.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تطلق التعهد نفسه بالإفصاح عن إجابات كاملة عن التساؤلات المثارة حول برنامجها النووي خلال أسبوع، و ذلك منذ عام و نصف العام على التحديد، إلا أنها في كل مرة تتعهد فيها بذلك لا تخرج على العالم سوى ببعض الإجابات الفرعية الجزئية التي لا تكشف الأمر على الإطلاق.
و قد تزامن مع مساعي quot;بوشquot; التي بدأها أثناء جولته في المنطقة مستهدفاً بناء جبهة عربية مضادة لإيران، اعتراف البيت الأبيض بأن إعلان إيران يعتبر في حد ذاته تقدماً كبيراً، إلا أنه من الاعتراف نفسه أعربت مصادر البيت الأبيض عن تشككها في أن توفر إيران معلومات كاملة، و طبقاً للمصدر نفسه، أكد الجانب الأميركي أن إيران لا زالت ملتزمة بالتوقف عن عمليات تخصيب اليورانيوم بناءً على قرارات مجلس الأمن.
كما أكد أحد الناطقين باسم البيت الأبيض، إن الإفصاح عن الأنشطة النووية التي بدأت إيران ممارستها في الماضي يعتبر من الخطوات الإيجابيةquot; و يضيف quot;إلا أنه لا زال يتوجب عليهم التوقف عن تخصيب اليورانيوم لأنه لا بديل عن إعلان توقف هذه العمليات لاثبات الانصياع لقرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمنquot;
في الوقت نفسه أعلن بعض المسؤولين بالإدارة الأميركية أن العديد من الدول العربية لديها مخاوف إزاء نمو النفوذ الإيراني في المنطقة خاصةً تلك الدول التي لديها أقليات شيعية تعيش بين أغلبية سنية مثل السعودية و البحرين.
و خلال الأشهر القليلة الماضية أظهرت دول الخليج العديد من الإشارات الدالة على توثيق العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، وتمثل ذلك في تلك الأحداث التي من بينها سماح المملكة العربية السعودية للرئيس الإيراني quot;محمد أحمدي نجادquot; بزيارة مكة لأداء فريضة الحج. علاوة على ذلك، لدينا أيضاً تلك الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للرئيس الإيراني لحضور مجلس القمة الخليجية المنعقد في الشهر الماضي.
كما أن السيد quot;بوشquot; قد بدأ أثناء زيارته للمنطقة في التركيز على وساطة الولايات المتحدة في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين إلا أن قضية إيران بدت و كأنها تفرض نفسها على الموقف بشدة أثناء الجولة في المنطقة خاصةً بعد ما وقع من مواجهات في الأسبوع الماضي في مضيق quot;هرمزquot; بين سفينة حربية أميركية وخمسة من الزوارق الحربية الإيرانية.
في بداية الأمر كان البنتاغون مؤيداً لإلقاء اللوم على الجانب الإيراني بشكل مبدئي و تحميله مسؤولية المواجهات .إلا أنه مع مطلع شمس يوم الأحد الذي بدأه quot;بوشquot; في البحرين كجزء من جولته الخليجية، استمع quot;بوشquot; إلى وجهة نظر قائد السفينتين الحربيتين في هذا الموقع، و التي تضمنت أن رسائل التهديد اللاسلكية ربما أتت من جهة أخرى بخلاف الزوارق الإيرانية.
و أضاف القائد أنهم تعاملوا مع رسائل التهديد بشكل جدي، و من ثم تم اتخاذ جميع الإحتياطات اللازمة. و كانت الرسائل قد وصلت إلى السفينة الحربية الأميركية في الوقت نفسه الذي بدأت فيه الزوارق الإيرانية تحوم حول السفينة بشكل مستفز، و لأن التهديدات اللاسلكية التي تلقتها السفينة و التحذيرات بأنها ستنفجر بعد قليل، قد تم بثها على قناة لاسلكي مفتوحة، يمكن القول إنها قد أرسلت من أي سفينة بخلاف الزوارق الإيرانية أو من أي مكان آخر على الشاطئ.
و في أحد المؤتمرات الصحافية، و الذي انعقد في مقر الأسطول الخامس quot;فيفث فليتquot; صرح المسؤولون العسكريون بأن الصناديق التي ألقتها الزوارق الإيرانية في المياه لم تكن تحتوي على ما يشكل أي خطورة على السفن الأميركية، و هو الأمر الذي أثار مخاوف الجميع وقت إلقائها، بل كانت مجرد خدعة استعملها الجانب الإيراني للكشف عن رد فعل السفن الحربية الأميركية. و صرح الادميرال quot;جيفري جيمسquot; قائد المدمرة الأميركية quot;هوبرquot; بأن quot;سواءً كانت الزوارق الإيرانية تحيط بالسفينة من كل اتجاه أمراً عرضياً أم مدبرة، فالحقيقة التي رأيناها هي أنها كانت تطوف حولنا بالفعلquot; و استكمل قائلاً quot;ومما يثير القلق أن التهديدات التي تلقتها السفن عبر اللاسلكي تزامنت مع إلقاء أفراد الزوارق الإيرانية للكثير من الأشياء التي تشبه الصناديق في المياه مما أنبأ عن خطر وشيكquot;
و يذكر أن هذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يحاول فيها الرئيس quot;بوشquot; إثارة قضية حول إيران، إلا أن تطورات الأوضاع التي نواجه تلك القضية تحول دون إثارتها من الأساس. فعلى سبيل المثال أظهر أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية الصادرة في ديسمبر الماضي أن إيران قد توقفت عن تخصيب اليورانيوم بالفعل منذ 2003 مما أدى إلى توقف حملة العقوبات الدولية التي كان من المقرر أن تقوم بها الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
التعليقات