حظر للتجوال والأسلحة والنقال ليومين وتحذير من الإشاعات
تعزيزات عسكرية إلى كربلاء والوائلي قائدًا لعمليات أمنها
أسامة مهدي من لندن: بينما كلف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي لقيادة عمليات كربلاء، خلال أيام عاشوراء الحالية، فقد وصلت إلى المدينة تعزيزات عسكرية قادمة من بغداد، في حين يبدأ مساء أمس حظر لتجوال المركبات في 12 محافظة في وسط العراق وجنوبه، وحيث منعت السلطات حمل الأسلحة وإستخدام أجهزة الإتصال في وقت يتدفق مئات الآلاف من الأشخاص من أنحاء على المدينة لإحياء مراسيم المناسبة التي تصل ذروتها في العاشر من محرم الذي يصادف السبت المقبل. فقد كلف المالكي وزير الأمن الوطني الوائلي لقيادة عمليات أمن كربلاء (110 كلم جنوب غرب بغداد) لمتابعة حماية الزائرين الذين بدأوا مسيرات سيارة رافعين الأعلام الملونة والشعارات التي تمجد المناسبة متوجهين نحو المدينة حيث مرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ثالث الأئمة عند المسلمين الشيعة وأخيه العباس لإحياء ذكرى إستشهادهما ورهط من آل بيت النبي محمد في واقعة الطف عام 61 للهجرة.
تعزيزات عسكرية وحظر لتجوال العربات والمركبات 48 ساعة
وبهدف تأمين اقامة المواطنين لمراسيم عاشوراء في محافظات العراق الجنوبية الشيعية ومحافظتي ديالى وبغداد في الوسط اللتين يقطنهما خليط من السنة والشيعة، فقد حظرت السلطات تجول المركبات والعربات فيها بدءًا من السادسة من مساء اليوم الخميس وحتى الوقت نفسه من السبت المقبل. كما وصلت تعزيزات عسكرية قادمة من بغداد الى كربلاء لمساندة القوات الامنية فيها والبالغ عددها 24 الفًا حيث تم اغلاق المنافذ الداخلية والخارجية للمدينة التي تشهد عمليات تفتيش دقيق للعجلات والاشخاص. ووضعت السلطات الامنية خطة امنية شاملة لمحافظة كربلاء بهذه المناسبة تتضمن تقسيمها إلى 11 قاطعًا تم فيها نشر 24 ألف من قوات الشرطة والجيش والأجهزة التابعة للشرطة من مرور ودفاع مدني واستخبارات وامن كما تم للمرة الاولى نشر سرية دبابات في مداخل مركز المحافظة quot;مدينة كربلاءquot; اضافة الى طيران عراقي وأميركي مشترك سيغطي سماءها .
وبحسب المسؤولين في المحافظة، فإن الخطة تتضمن أيضًا نشر سرية من القناصة في 64 مرصدًا ما بين الحرمين الذي سيشهد تواجدًا مكثفًا للزوار، إضافة إلى نشر قوة من الجيش والمغاوير وفوج مكافحة الشغب في المنطقة المحيطة به. كما تم نشر قوات في خندقي المدينة الشمالي والجنوبي بالترافق مع نشر القوة النهرية في منطقة الرزازة (25 كلم غرب كربلاء ) ونهر الهندية (20 كلم شرق كربلاء) فيما ستكون هنالك قوة طوارئ احتياطية قوامها ثلاثة آلاف تكون جاهزة، وعلى أهبة الاستعداد في حالات الطوارئ. وقد تم دعم القوات التي نشرت في انحاء كربلاء وحولها بأعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات، وكذلك مئات القناصة في منطقة ما بين الحرمين اضافة الى 10 آلاف عنصر امن مجهزين بالقنابل المسيلة للدموع والعصي الكهربائية ومئات القناصة في 64 مرصدًا فوق أسطح البنايات في منطقة ما بين الحرمين مع قوة من الجيش والمغاوير وفوج مكافحة الشغب في المنطقة المحيطة بهما .
وكانت مدينة كربلاء قد شهدت في الثامن والعشرين من آب (أغسطس) الماضي مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية ومسلحين قيل انهم تابعين الى جيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر او منشقين عنه، أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين وعناصر الأمن خلال زيارة منتصف شعبان ذكرى مولد الإمام المهدي الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة تبعت ذلك شن عملية اعتقالات واسعة ومطاردة المطلوبين المشاركين في تلك الاحداث ما اسفرعن اعتقال العشرات .
تعليمات أمنية للمشاركين في المراسيم
وبالترافق مع هذه الاحترازات العسكرية فقد اوصت اللجنة الامنية العليا المشرفة على زيارة عاشوراء الزوار بالالتزام بتعليمات أمنية اصدرتها حفاظًا على سلامتهم وحرصًا على سير الزيارة . ودعت اللجنة المواطنين الى السير على الطرق الرئيسة المحمية من القوات الامنية وتجنب الطرق غير المحمية... والامتثال الى توجيهات واوامر القوات الامنية للحفاظ على ارواح المواطنين... وتجنب السير ليلاً... ومنع حمل الاسلحة النارية والادوات الجارحة منعًا باتًا... وفي حالة العثور على اجسام او مواد غريبة يجب تبليغ القوات الامنية فورًا وعدم العبث فيها... وعدم الامتثال للشائعات المغرضة التي يبثها الارهابيون... وعدم تناول الاطعمة والمشروبات من مصادر غير معروفة... اضافة الى التوجه الى اقرب مفرزة صحية عند حصول اصابة او تسمم او حالات مرضية... ثم الابلاغ عن اي معلومات امنية تخص امن الزائرين وسلامتهم الاتصال بالرقم الهاتفي 130. كما منعت قيادة عمليات بغداد مواطنيي العاصمة من حمل الاسلحة واجهزة الاتصال ودعتهم الى عدم الالتفات الى الاشاعات من اجل quot; تفويت الفرصة على أعداء العراق من الإرهابيين والتكفيريين والصداميين من إستهداف التجمعات والمواكب الحسينيةquot; كما قالت.
واهابت القيادة بالمواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية في تنفيذ هذه الوصايا التي نصت على منع حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من قبل المواطنين حمل أجهزة الإتصال quot;الموبايل، الثريا، اللاسلكي، أجهزة الموتورلا quot; وكذلك تناول الاطعمة والاشربة إلا من الأشخاص المعروفين من قبل الأجهزة الأمنية وأصحاب المواكب... وحظرت كذلك حمل الحقائب بمختلف أنواعها ودعت المواطنين الى السير في الطرق المؤمنة من قبل الجهزة الأمنية وعدم تصديق الإشاعات المغرضة أو الترويج لها والتي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين وابلاغ الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهة أو الاجسام الغريبة والمحافظة على الهدوء وفسح المجال أمام الأجهزة الأمنية والتعاون معها عند حدوث أي ظرف طارئ، اضافة الى عدم اصطحاب الاطفال الى اماكن التجمعات .
وقد وضعت الجهات المسؤولة في العتبة الحسينية المقدسة خطة أمنية محكمة لاستقبال المواكب الحسينية والزائرين وتوفير جميع المستلزمات الضرورية لهم. وقال مسؤول التنظيم فاضل عوز ان دوريات راجلة ستقوم بتامين الوضع الأمني داخل منطقة بين حرمي الامام الحسين واخيه العباس والبالغ طولها 300 متر خلال ايام عاشوراء العشرة ومراقبة الوضع ورصد الحالات المشبوهة، تجنبًا لحدوث أي خرق امني. واوضح انه تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية مع جميع مواكب العزاء التي يزيد عددها على 500 موكب من حيث أوقات انطلاقها وحركة سيرها .
وكانت مراسيم ذكرى عاشوراء العام الماضي قد شهدت مواجهات دامية في مدينة النجف القريبة من كربلاء عندما هاجمت القوات الحكومية وبدعم القوات الاميركية مجموعات قالت الحكومة انها مسلحة وتطلق على نفسها اسم quot;جند السماءquot; كانت تسعى الى استغلال هذه المناسبة واحداث فوضى والسيطرة على المدينة وقتل مراجع الدين فيها مما ادى الى مقتل المئات واعتقال مئات اخرين.
التعليقات