اسلام اباد-بيشاور: هدد المسلحون القبليون اليوم الجيش الباكستاني باخلاء قواعدهم في مناطق القبائل المحاذية للحدود المشتركة مع أفغانستان بعد سقوط قاعدة عسكرية في ساراروغا الجنوبية بوزيرستان في قبضة المسلحين أول أمس حيث جرت معركة قتالية أسفرت عن مقتل سبعة جنود وفرار 14 آخرين فيما لا يعرف مصير 22 جنديا باكستانيا جميعهم تابعون للقوات شبه العسكرية.
ونقلت أنباء عن مسؤول أمني في المنطقة امتنع عن ذكر اسمه ان الجنود فروا من مركز عسكري في سكلاتوي بوزيرستان الجنوبية ..في حين نفى المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء أطهر عباس فرار الجنود أو اخلائهم المركز العسكري. وتضاربت أنباء عن استسلام الجنود للميلشيات المسلحة التي أفرجت عنهم لاعتبارات دينية ..وذكرت انهم وصلوا الى قاعدة عسكرية قرب بلدة جندولا في المنطقة.
ثمانية قتلى في هجوم انتحاري امام مسجد شيعي في باكستان
الى ذلك قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب اكثر من عشرين اخرين بجروح الخميس في هجوم انتحاري امام مسجد شيعي في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان، على ما افادت السلطات. ويأتي هذا الاعتداء الجديد عشية احياء الطائفة الشيعية التي تشكل اقلية في باكستان ذكرى عاشوراء.
وقال مساعد قائد الشرطة في بيشاور ظفر الله خان quot;قتل ثمانية اشخاص في الهجوم الانتحاري واصيب اكثر من عشرين. وتم نقل ثلاث جثث الى المستشفى فيما لا تزال خمس اخرى في مكان الحادثquot;. من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما لوكالة فرانس برس quot;كان هجوما انتحارياquot;، مؤكدا ان فتى فجر نفسه عند مدخل الحسينية. وكان الضابط في الشرطة امتياز خان صرح في وقت سابق quot;ان رجلا فجر نفسه عند سياج مدخل الحسينية على ما يبدوquot;.
وروى شاهد عيان ان شخصا فتح النار قبل ان يفجر نفسه عند عتبة الحسينية حيث كان يتجمع نحو مئة من المصلين. واوضح غلام عباس المسؤول في الحسينية لوكالة فرانس برس quot;شاهدت رجلا يتدافع مع قوات الامن عند الباب ثم يركض مطلقا النار. ودوى انفجار قوي جدا وتصاعد الكثير من الدخانquot;.
واضاف quot;سمع صراخ رهيب وتطايرت اشلاء جثث في محيط سياج المدخلquot;.
وبيشاور عاصمة اقليم الحدود الشمالية الغربية القريبة من المناطق القبلية الحدودية لافغانستان وهي مناطق تشكل مسرحا لحركة تمرد يقودها مقاتلون اسلاميون قريبون من القاعدة وطالبان. ووقعت هذه الماساة الاخيرة في بيشاور في اوج موجة غير مسبوقة من الاعتداءات التي ينفذها كلها تقريبا انتحاريون وتنسب الى اسلاميين مقربين من تنظيم القاعدة.
وهذه الاعمال اودت بحياة اكثر من 800 شخص في 2007. وكان قتل عشرة اشخاص الاثنين في انفجار دراجة نارية مفخخة في كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان، واتهمت السلطات منفذي هذا الاعتداء الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه، بالسعي الى quot;زعزعةquot; استقرار هذه الدولة النووية البالغ عدد سكانها 160 مليون نسمة من المسلمين قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 18 شباط/براير.
وقد تم ارجاء هذه الانتخابات بسبب اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة المعارضة بنازير بوتو في نهاية كانون الاول/ديسمبر في اعتداء انتحاري اودى كذلك بحياة 22 شخصا اخرين. وتواجه باكستان ضغوطا كبيرة منذ بداية كانون الثاني/يناير مع اقتراب احياء الشيعة ذكرى عاشوراء والتي كانت تشكل في الماضي فترة تكثر فيها اعمال عنف طائفية بين الاقلية الشيعية والغالبية السنية في البلاد.
التعليقات