لهجة نصرالله أقوى وأشد حزماً وصرامة
quot;حزب اللهquot; بين عاشوراء وعاشوراء


إيلي الحاج من بيروت: بدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه لمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء حازماً صارماً سواء في كلامه الموجه إلى إسرائيل أو إلى الداخل اللبناني، وبالمقارنة بين كلمته السنة الماضية وهذه السنة يعكس الحزب نجاحه في ترميم الخسائر الكبيرة التي أصيب بها نتيجة حرب صيف 2006 مع إسرائيل، لكنه لا يزال يراوح عند نقطة استثمار ما اعتبره وجمهوره انتصاراً مدوياً، وإن بكلفة عالية، نتيجة لتضحيات كبيرة قدمها ولم يلق اعترافاً بها، إذا جاز التعبير على مستوى السياسية الداخلية اللبنانية. لا يزال الحزب quot; يلملم quot; أوضاعه وجروحه، وفوق ذلك دخل تجربة جديدة وذهب فيها بعيدا الى حد انه تولى عمليا مهمة قيادة المعركة ضد قوى 14 آذار / مارس وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة على المستويين الشارعي والسياسي. والمشكلة أن السيد نصرالله وعد جمهوره بنصر، والوعد لا يمكن أن يكون أقل من صادق ، في حين أن المعروض عليه مجرد تسويات لا ترقى إلى رتبة النصر، سواء أكانت المبادرة فرنسية أم عربيا يقودها حاليا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيروت.

بعد الحرب التي تورط فيها quot;حزب اللهquot; اشتعلت الأزمة السياسية في لبنان وانكشف الوضع عن انقسام سياسي بين فريقين أخافتهما الحرب: فريق الغالبية طرح البعد الاقليمي في المحور الايراني- السوري الصاعد والمتمدد في المنطقة والمتغلغل نفوذا وتأثيرا في لبنان، وفريق معارض يقوده quot;حزب الله طرح بعد الحرب البعد الداخلي في معركة المشاركة على خلفية تصحيح أوضاع وتصفية حسابات مع من لم يقف معه في معركته المصيرية ومن تواطأ وتآمر. والهدف المركزي الذي حدده الحزب اسقاط حكومة السنيورة التي لم يعد يثق بها ويأمن لها... ولكنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف رغم الضغوط الهائلة الشعبية والسياسية التي مارسها وبدا ان صاحب الخبرة والتجربة والأداء الناجح في المقاومة المتمرس في فنون القتال وفي الحرب النفسية، غير ملم وغير متمرس بفنون اللعبة السياسية ومناوراتها، لذلك بدت حاجته ماسة الى الرئيس نبيه بري الذي شكل وإياه ثنائيا شيعيا ناجحا ومتكاملا: بري بخبرته وحنكته السياسية وموقعه المحوري في الحكم وعلاقاته الشخصية العربية والدولية، وحزب الله بقوته العسكرية الشعبية الضاربة وامتداده ودوره الاقليمي.

أناطquot; حزب اللهquot; بالرئيس بري مهمة ادارة المعركة السياسية مما وفر عليه المزيد من الأعباء والخسائر والورطات. والى جانب الحليف الشيعي برز بقوة الحليف المسيحي لquot;حزب الله quot; الجنرال ميشال عون الذي انفرد في دعم quot;حزب الله quot;من دون تحفظ على حساب رصيده في بيئته الطائفية، في حين نجح quot;حزب اللهquot; في اختبار رئاسة ٢٠٠٧ بالنسبة إلى عون عندما انفرد في دعم الجنرال وأخذ موقعه ومصالحه السياسية في الاعتبار، وإن لم يتمكن من إيصاله إلى الرئاسة. ويصعب في أي ظرف رؤية الجنرال يوماً في القصر الرئاسي الذي بات لجنرال غيره مع وقف التنفيذ هو قائد الجيش الحالي الجنرال ميشال سليمان.

وثمة فارق آخر بين عاشوراء العام الماضي وعاشوراء هذه السنة في لبنان: أخفق الحزب في الحفاظ على صورته ومكتسباته، لا بل لحق به ضرر شديد من جراء عملية تدمير منهجي لصورة قائده السيد نصرالله وصدقيته وتحجيم لدوره وموقعه، من خلال ربطه بالمحور الايراني -السوري واعتباره امتدادا له في لبنان. سقطت ما كانت محرّمات وممنوعات و quot;هالةquot; أحاطت بالرجل خصوصاً لدى الأطراف الآخرين، إلى درجة أن أحد النواب صرح باستهزاء اليوم عند عرض مطالب quot;حزب اللهquot; عليه في حديث إذاعي: quot; حسناً، فليعطنا ترجمة بالعربية لدستور الدولة الإيرانية لنطبقهquot; .