بهية مارديني من دمشق: ضربت موجة من الصقيع غير المعهودة سوريا خلال الفترة الماضية ، وتحدثت مصادر رسمية في وزارة الزراعة عن تشكيل لجان فنية زراعية لتقدير الاضرار الواقعة على محاصيل موسم الشتاء ، ورفضت اعطاء الحصيلة النهائية ، بسبب موجة الصقيع التي رفعت أسعار المنتوجات الزراعية رغم الغلاء الموجود اصلا ، وصاحبه انقطاع في الكهرباء ونقص في مواد التدفئة (المازوت والغاز).

وأكد المهندس حسان قطنا مدير الاحصاء والتخطيط في وزارة الزراعة أن موجة انخفاض الحرارة أدت إلى حدوث أضرار مختلفة على الانتاج الزراعي في موسم الشتاء.rlm;

وأشار قطنا إلى أن موجة انخفاض الحرارة أحدثت أضراراً ولاسيما على الخضار الورقية التي تجاوز الضررعليها 30 بالمئة من انتاجها وإلى تلف 1300 دونم مزروعة بالشوندر السكري وانخفاض انتاج الزراعات المحمية من البندورة والخيار بنحو 15 بالمئة وتلف الزراعات في بعض البيوت المحمية غير المدفأة وتأثر بعض الأشجار المثمرة.rlm;

وأضاف قطنا أن الموجة أخرت نمو محاصيل موسم الشتاء مثل القمح والشعير والبقوليات الشتوية كما تأثر الغطاء النباتي في البادية السورية ولم ينم نتيجة لانحباس الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.rlm;

هذا وفي بعض المحافظات فقد ادى تجمد المياه داخل الأنابيب التي تصل إلى البيوت بالخزانات المعدنية والبلاستكية المتواضعة على أسطح المنازل في محافظة السويداء الى انفجار الانابيب بسبب تناقص درجات الحرارة.

ويخشى أن يؤدي استمرار انخفاض درجات الحرارة الى جفاف أشجار الحمضيات المغروسة في حدائق المنازل والى انقطاع المياه عن المنازل من الخزانات التي تعلو أسطح الأبنية السكنية.rlm;
rlm;
وقال المهندس عايد الدرويش مدير الزراعة في محافظة دير الزور إن هذه الموجة أثرت على المحصول العام للقمح والشعير وخربت أوراق الشوندر السكري في المحافظة بشكل عام كما اثر عدم هطول الامطار على البادية تأثيرا بالغا انعكس على الثروة الحيوانية بسبب قلة الاعلاف.rlm;

وسببت موجة الصقيع أضراراً كبيرة بالمزروعات في المنطقة الساحلية حيث انخفضت درجة الحرارة على شاطئ البحر في محافظة طرطوس إلى الصفر وأقل من الصفر وحسب الإحصائيات الأولية لمديرية زراعة طرطوس فقد كانت أكبر الأضرار في الزراعات المحمية laquo;البيوت الزراعية البلاستيكيةraquo; والخضر الحقلية وحسب التقديرات الأولية لهذه المديرية فقد بلغت قيمة الأضرار في هذه الزراعات 379.346 مليون ليرة سورية .

وذكر عدد من مزارعي الانفاق البلاستيكية المتضررة ان السبب المباشر في ازدياد نسبة الاضرار هو عدم توفر مادة المازوت في محطات الوقود الأمر الذي دفع المزارعين إلى حرق اطارات السيارات داخل الانفاق البلاستيكية لحماية ما تبقى من المحاصيل المزروعة بداخلها.rlm;

وفي اللاذقية أدت موجة الصقيع الى حدوث اضرار للزراعات المحمية والباكورية والحمضيات في مختلف مناطق المحافظة. واكد المهندس حسان بدور مدير زراعة اللاذقية ان التقديرات الاولية تشير الى ان الاضرار لحقت بمواقع زراعة الحمضيات وخصوصا قرب الانهار والاودية كقرى الرويمية وستخيريس وزغرين ووادي قنديل ووادي باسور والعديد من القرى الساحلية في المحافظة وأشار إلى أن عدد البيوت البلاستيكية المتضررة وصل الى 1748 بيتاً منذ بداية الصقيع في العاشر من الشهر الجاري وحتى السادس عشر منه.rlm;

وانعكس الصقيع على أسعار الخضار والفواكه التي سجلت بعض الارتفاعات وقد كانت نسبة ارتفاع الأسعار في الورقيات بحدود 100% أما في الخضار والفواكه فإن النسبة تقارب 30% أما في ما يتعلق باللحوم لوحظ ارتفاع في أسعار لحوم الأبقار أما أسعار لحوم الأغنام فلازال قرار منع التصدير أهم عامل يوقف ارتفاع اسعارها فيما البيض تأثر كثيراً بارتفاع أسعار الأعلاف ولم تشهد الأسواق أي انخفاض في أسعار الأعلاف.

وأهم منعكسات موجة الصقيع ظهرت في الطلب على المدافئ الكهربائية والألبسة الصوفية اما أسعار مواد البناء فقد أثرت موجة الصقيع على ارتفاع أسعار الإسمنت في السوق السوداء إذ بيع الطن الواحد بأقل من سبعة آلاف ليرة أما أسعار الحديد فهي مرتبطة باليورو وبقي سعر الطن على حاله 40 ألف ليرة ، بحسب جريدة تشرين الحكومية.

ورافقت موجة الصقيع والغلاء توالي إنقطاع التيار الكهربائي على نحو متقطع في العاصمة ومعظم المحافظات ففي بعض مناطق محافظة اللاذقية كانت لمدد تتراوح بين ثلاث إلى ست ساعات يوميا.