نيكوليتش يتقدم المرشحين للانتخابات الرئاسية في صربيا

الياس توما من براغ-وكالات : أخفقت الجولة الأولى في حسم السباق الرئاسي في صربيا على الرغم من الإقبال الكبير نسبيا الذي سجل في هذه الانتخابات مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي جرت في عام 2004 .

وتؤكد لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة الإقبال تجاوزت الستين بالمائة الأمر الذي يزيد بأكثر من 14% عما توقعته استطلاعات الرأي قبل توجه الناخبين إلى المرتكز الانتخابية والنسبة الأعلى في تاريخ الانتخابات الصربية منذ عام 2000 الأمر الذي أعاده المراقبون في بلغراد إلى حساسية هذه الانتخابات بالنسبة لمستقبل التطورات السياسية اللاحقة وذلك بالنظر لكونها تتزامن مع تحديين كبيرين يواجهان بلغراد الآن الأول توقع إعلان استقلال إقليم كوسوفو الشهر القادم والثاني موضوع استمرار التكامل مع الاتحاد الأوربي أو الانحراف عن هذا الطريق على خلفية الموقف من موضوع استقلال كوسوفو .

وتشير التقديرات الأولية للانتخابات التي أعلنها مركز مراقبة الانتخابات الحرة والديمقراطية الليلة إلى أن الرئيس بوريس تاديتش سيحصل في هذه الجولة على 35,4% فيما سيحصل منافسه نائب رئيس الحزب الراديكالي الصربي توميسلاف نيكوليتش على 39,4% الأمر الذي يعني أن الجولة الثانية والحاسمة ستجري بينهما في الثالث من شباط فبراير القادم أي كما حدث قبل أربعه أعوام .

وفيما عبر تاديتش عن ثقته بالفوز في الجولة الثانية وببقاء صربيا ضمن ما اسماه بالمسار الأوربي أكد نيكوليتش انه quot;لن تكونهناك بعد اليوم إهانات وابتزازات لصربيا وان الصرب سيختارون التغييرquot;. وقال تاديش في تصريح صحافي بعد ساعات على غلق مكاتب التصويت quot;انا مقتنع بأن المواطنين سيختارون المستقبل الاوروبيquot;.واضاف ان quot;هذه الانتخابات اثبتت النضج الديموقراطي لمجتمعنا. وانتظر الدورة الثانية بتفاؤل كبير وانا على ثقة بأننا سنفوزquot;.

ودعا تاديتش جميع الناخبين الى quot;التوجه الى مكاتب التصويت والتصويت في الدورة الثانية، حتى يؤكدوا ان صربيا لن تتخلى عن طريقها الاوروبي الذي سلكته في العام 2000quot;. واوضح ان quot;الانتصار الذي سنحققه في الثالث من شباط/فبراير سيكون تاريخيا، ولن نتخلى عن نضالنا من اجل كوسوفو، ولن نتخلى عن طريقنا الاوروبيquot;.

من جهته،اعلن القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش أن الدورة الثانية ستحمل quot;تغييراتquot; تنتظرها صربيا.و قال quot;سننطلق ابتداء من يوم غد في التحضير للحملة الثانية التي ستكون حاسمة والتي ستحمل التغييرات المنتظرةquot;.

واعتبر نيكوليتش ان على صربيا التخلي عن الاتحاد الاوروبي اذا ما اعلنت كوسوفو استقلالها الذي تؤيده اكثرية البلدان الاوروبية ال 27 مضيفا ان quot;الحملة كانت صعبة، لقد وضعنا الاسس لانتصار في الدورة الثانية، ولدينا كثير من العمل لنقوم بهتquot;.

وبالنظر لارتفاع نسبة المشاركة في جولة اليوم والنسبة التي حصل عليها نيكوليتش يمكن التوقع بان تنافسا قويا سيحدث بين الاثنين في الجولة القادمة ولن يكون بامكان تاديتش الاحتفاظ بمنصبه للفوز في الجولة الثانية من دون دعم القواعد الشعبية لبعض المرشحين الذين دخلوا انتخابات اليوم ولاسيما دعم حزب رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتا الحزب الديمقراطي لصربيا.

بقاء تاديتش رئيسا لأربعة أعوام قادمة سيعني بان صربيا ستستمر في الخط الحالي لها الذي يدافع بقوة عن إقليم كوسوفو لكنه لا يسعى للانعزال عن أوروبا في حين أن وصول نيكوليتش الى سدة الرئاسة الصربية سيعني توقع خلافات بين أحزاب الائتلاف الحاكم ولاسيما بين حزبي تاديتش وكوشتونيتسا واتجاه صربيا من جديد نحو حالة من العزلة الأوربية ونحو تبني مواقف متشددة على الصعيد البلقاني .