خلف خلف من رام الله: سجل خلال الفترة الأخيرة تصاعد في وتيرة التصريحات الإسرائيلية الموجهة ضد إيران، والتي تتضمن تلويحاً بالخيار العسكري لوقف برنامجها النووي، هذا فيما تجري واشنطن وتل أبيب توحيد لجهودهما في هذا السياق، وكشفت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الأربعاء أن وفداً من كبار رجالات الاستخبارات الأميركية اجري مؤخراً زيارة سرية إلى إسرائيل، هدفت إلى إعادة فحص التقدير الاستخباري الأميركي الذي نشر قبل شهر ونصف الشهر، ويقضي بأن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري في العام 2003.

ونقل عن محافل في الاستخبارات الأميركية كانت ضالعة في كتابة التقدير الاستخباري الوطني أشارتها إلى انه إذا كانت المعلومات التي حصلت عليها من إسرائيل تلقي بضوءٍ جديد على البرنامج النووي الإيراني، فإنها لن تتردد في تغير استنتاجات التقرير.

وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق رفضها لما جاء في التقرير الاستخباري الأميركي، مؤكدة أن إيران ماضية في بناء برنامجها النووي بشكل خفي، أو عن طريق برنامج ثالث غير الذي يدور الحديث عن ايقافه قبل خمس سنوات تقريبا.

وتقول هآرتس إن محللين أميركيين وإسرائيليين قدروا في حينه بأن موقف الاستخبارات الأميركية سيجعل من الصعب جدا على الرئيس الأميركي تبرير هجوم على إيران إذا ما وعندما يتكرر ضرب منشأتها النووية.

وفي تفاصيل زيارة الوفد الأميركي لتل أبيب، توضح التقارير الإسرائيلية أن رجال الاستخبارات التابعين لواشنطن عرضوا وثائق تتعلق بتطورات القدرة النووية العسكرية لإيران. وتفيد هذه الوثائق بأن الحقائق والجداول الزمنية الواردة في التقرير الأميركي غير دقيقة، حيث أشارت مصادر أمنية رفيعة في إسرائيلية إلى أن الوفد الأميركي كان ضيفاً على شعبة الاستخبارات العسكرية. وشددت المصادر على أن المعطيات التي عرضت على الوفد لم تكن في حوزة الاستخبارات الأميركية قبل الزيارة.

وفي سياق توحيد الجهود بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية حول نووي إيران، سيعقد في نهاية الشهر في إسرائيل لقاء في إطار الحوار الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وفي هذا الإطار سيعرض الأميركيون انطباعاتهم عن المواد التي نقلتها إسرائيل في الموضوع الإيراني.

وتجري إسرائيل منذ فترة تجارب على أسلحة متطورة، من بينها صواريخ عابرة للقارات، والتي كان آخرها صاروخ أطلق عليه أسم quot;اريحوquot;، كما أطلقت إسرائيل من الهند قبل يومين قمر صناعي للتجسس، وفي المعلومات أنه باستطاعته بث صور في جميع الأحوال الجوية وحتى عبر السحب الداكنة، واعتبرت تقارير إسرائيلية أن إطلاقه الناجح يشكل قفزة نوعية ملموسة في قدرة إسرائيل على جمع معلومات استخبارية عن أهداف معادية.

ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك اليوم الأربعاء أعلن أن إسرائيل لا تستثني أي خيار عملي فيما يتعلق بالملف الإيراني، وأضاف أنه آن الأوان لفرض المزيد من العقوبات على إيران. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن باراك أدلى باراك بهذه الأقوال خلال اجتماعه في باريس اليوم بنظيره الفرنسي اريفيه مورين، ومن المقرر أن يجتمع الوزير براك في وقت لاحق اليوم بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبرئيس الوزراء الفرنسي برنار كوشنير.