يوسف عزيزي من طهران: إتهم النائب السابق لوزارة الداخلية والعضو القيادي في جبهة المشاركة الإيرانية مصطفى تاج زادة المتشددين بأنهم يريدون إلغاء الإنتخابات وإقامة حكومة دينية مستبدة. وقال تاج زادة: لاأستبعد إذا لم یکن المجتمع الايراني يقظا أن یلغي المحافظون عملية الإنتخابات ویقیموا حکومة دینیة مستبدة تحت عنوان الحکومة الإسلامیة. وتابع تاج زاده في حوار مع صحيفة بهارستان ايران: إذا کان من المقرر أن تدار البلاد بأسالیب استبدادیة فلایجب أن یتم ذلک باسم الإسلام ورجال الدین، إذ یفخر رجال الدین الشیعة بعدم توقیعهم حتی الآن علی أي قرار استعماري و أنهم في طلیعة النضال من اجل التحرروالاستقلال والعدالة لكن يوجد الآن بعض رجال الدین کالسید احمد جنتي یقدمون بأدائهم، صورة غیردیمواقراطیة و غیرمنفتحة عن رجال الدین الشیعة لاتقارن مع التنظیمات العسکریة اللیبرالیة في ترکیا التي کانت من أساتذة الانقلابات العسکریة حيث قامت بإجراء انتخابات حرة و صانت حقوق منافسیها من المسلمین.

و اتهم تاج زادة المتشددين بأنهم یهربون من الانتخابات الحرة، قائلا انهم أثبتوا ذلک من خلال تنفیذ عملیة القمع الواسعة مضیفا: لايقبل المتشددون بإجراء انتخابات حرة لأنهم یعلمون أن 15 بالمائة من الإیرانیین فقط یدعمونهم. واعتبر تاج زاده ماوصفها بعملیة ذبح المرشحین الاصلاحيين اي عدم تزكيتهم، بانها فشل للمحافظین مؤكدا: ان الامر تجاوز ذلک لیکون بمثابة إفلاس لهم. واضاف: سيشارك المحافظون في الانتخابات وأیادیهم ملطخة إذا لم ینددوا بالعملیة الواسعة لإقصاء المرشحین. وأضاف تاج زاده: يتوقع البعض أن تقوم اللجان التنفیذیة التابعة لوزارة الداخلیة بعملیة واسعة لإقصاء المرشحین الإصلاحیین و من ثم یقوم مجلس صیانة الدستور بتزكية عدد منهم لکنني وحسب معرفتي بامين عام مجلس صيانة الدستور احمد جنتي لاأستبعد إقصاء عدد اخر من المرشحین الذین أیدتهم الهیآت التنفیذیة لکي لایسمحوا للإصلاحیین ndash; إذا قرروا المشارکة في الانتخابات- أن یقدموا لائحة نهائیة خلال الأیام القلیلة المتبقیة علی الانتخابات. وتابع: أشعر بالأسف لأن حکومة أحمدي نجاد لاتعیر اهتماما لوعي الشعب الإیراني حتی بقدر ما تفعله الأنظمة الشیوعیة في اميرکا اللاتینیة التي سمحت لشعوبها في نیکاراغواي وفنزوئلا وبولیفیا بإجراء انتخابات حرة حیث أثبتت الحکومة الإیرانیة أن مزاعم أحمدي نجاد في جامعة کولومبیا الأمریکیة غیرواقعیة و غیر صادقة.

وحول أسباب إقصاء الأغلبیة الساحقة من المرشحین الإصلاحیین قال تاج زادة: یعود السبب إلی الإقبال الواسع للشعب الايراني علی الإصلاحیین بینما لعب ضعف أداء المحافظین و حالة الاستياء الشعبي من عدم جدارة المحافظین في إدارة الأمور دورا أساسیا في ذلک، في حین یجب أن نأخذ بعین الاعتبار الخلافات التي دارت بین المحافظین والتي أدت إلی إضعاف قاعدتهم الاجتماعیة. وتابع: السبب الآخر في عدم تأیید الإصلاحیین هو أن تقریر وکالات الاستخبارات الأمریکیة حول الملف النووي أعطت المحافظین شعورا بالأمان حیث أدی التقریر إلی استبعاد شبح الحرب إلی حد کبیر وعرقلة فرض المزید من العقوبات الاقتصادیة علی إیران. کل ذلک دفع بالمحافظین أن یمارسوا القمع في الداخل و ینتهجوا أسلوب المساومة في خارج البلاد إذ أنهم لایشعرون في الأمد القصیر بقلق حاد من جانب الولایات المتحدة وبالتالي یلجأوون إلی نقض حقوق منتقدیهم في البلاد وعلی رأسهم الإصلاحیین.

وأکد تاج زاده أن حکومة أحمدي نجاد تتحمل المسؤولیة الرئیسیة في عملیة الإقصاء الواسعة للمرشحین و من ثم تقع المسؤولیة علی عاتق جنتي وأصدقائه في مجلس صیانة الدستور و یشارکهم في هذه الجریمة السیاسیون المنتفعون بالريع الحكومي الذین یقومون بإقصاء منافسیهم. وعلی سبیل المثال أذکر علی لاریجاني الذي یدعو إلی الوفاق الوطني في حین يقوم شقیقه صادق لاريجاني و احمد جنتي بإقصاء منافسي علي لاریجاني من المرشحین الإصلاحیین أو المستقلین في الانتخابات.

وأضاف تاج زاده: لانتوقع من حداد عادل (رئیس البرلمان الإیراني) أن یحتج علی إقصاء منافسیه و إن کان یجدر به کرئیس للبرلمان أن یحافظ علی ظواهر الأمور ویندد بعملیة الإقصاء الواسعة. وتابع: لاأتطرق إلی أحمدي نجاد الذي کان قلقا بشأن نزاهة الانتخابات في أمیرکا وکان یطالب بإرسال مراقبین للإشراف علی الانتخابات الأميرکیة.وأکد تاج زاده: یلقن الشعب الإیراني وعلی صنادیق الاقتراع المحافظین درسا یجبرهم علی قبول ومراعاة قوانین المنافسة في الانتخابات.

حفیدة الإمام الخمیني: الحکومة تعتقد بضرورة اقصاء من لیس معها

الى ذلك دعت حفیدة الزعيم الراحل اية الله الخمیني ورئیسة لجنة الشباب في تحالف الإصلاحیین زهرا إشراقي إلی احتجاج الإصلاحیین علی اللجان المشرفة على الانتخابات لكنهت نفى مقاطعة الانتخابات في الظروف الراهنة. وأضافت زهراء إشراقي: کنا نتوقع أن تقوم حکومة أحمدي نجاد بإقصاء المرشحین الإصلاحین علی مستوی وسیع لأنها تؤمن بضرورة حذف من تختلف رؤیته عن رؤیتها. وأکدت إشراقي علی عدم انسحاب الإصلاحیین من المشارکة في الانتخابات قائلة: یسعی التیار الآخر إلی عدم مشارکة الإصلاحیین في الانتخابات فیجب علینا أن نشارک في الانتخابات من خلال ما نستطیع ان نقدمه من مرشحين.

رابطة القوی السائرة علی نهج الإمام تستغرب من إقصاء مرشحیها

وعلى نفس الصعيد أبدت رابطة القوی السائرة علی نهج الأمام الخميني عن استغرابها لإقصاء مرشحيها من الانتخابات التشريعية. وحذر رئیس اللجنة الإعلامیة لهذه الرابطة سعید الله بداشتي : سیعرض عدم تأیید القوی الإصلاحیة ونحن علی أعتاب الانتخابات الوحدة الوطنیة إلی مخاطر جدیة. وأبدی الله بداشتي عن أستغرابه من أداء الهیآت التنفیذیة في تزکیة المرشحین مضیفا: إن إقصاء المرشحین سیؤدي إلی زعزعة الأمن الإجتماعي وسیوجه ضربة أساسیة إلی الرأي العام وسیعرقل مشروع الوحدة الوطنیة والانسجام الإسلامي.