وصول قوات إلى الموصل من بغداد لهجوم ضد القاعدة
المالكي يباشر إتصالات لتشكيل حكومة quot;غير طائفيةquot;

أسامة مهدي من لندن: باشر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مباحثات على أعلى مستوى مع القيادات السياسية في البلاد بهدف إعادة تشكيل حكومته، خلال الأسبوع الحالي، وإرجاع القوى المنسحبة منها ودعمها بوزراء اكفاء، مؤكدًا انه سيبتعد بها عن المحاصصة الطائفية... بينما بدأت قوات عراقية تصل الى مدينة الموصل الشمالية قادمة من بغداد لدعم القوات المحلية استعدادًا لخوض معركة حاسمة ضد تنظيم القاعدة في الوقت الذي أكد وزير الدفاع عبد القادر العبيدي من المدينةأن الأوضاع فيها اسوأ مما كان يعتقد .

فقد بحث المالكي مع زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عبد العزيز الحكيم المستجدات السياسية والأمنية في البلاد والجهود المبذولة لتفعيل العملية السياسية، وتشكيل حكومة مشاركة وطنية على ضوء الثوابت الديمقراطية التي يتم على أساسها بناء العراق الجديدquot;، كما قال مصدر في المجلس. واشار الى انه تم خلال الاجتماع quot; التأكيد على ضرورة اختيار وزراء أكفاء بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين ورفع الحيف والمعاناة عن كاهل الشعب العراقيquot;.

وشدد المالكي على انه يبذل حاليًا جهودًا لإنهاء الازمة التي تواجهها حكومته بسبب انسحاب 17 وزيرًا منها يمثلون ثلاث كتل سياسية، مشيرًا الى انه سيعيد تشكيل حكومته خلال الاسبوع الحالي. واوضح ان مجلس الرئاسة امهله اسبوعين للانتهاء من تسمية الحكومة الجديدة، إما بعودة الوزراء من التوافق والعراقية أو إعادة تشكيل الحكومة من جديد، موضحًا انه لم يتبقَّ من المهلة غير اسبوع واحد. وأكد المالكي ان تشكيلة الحكومة الجديدة ستبتعد عن المحاصصة الطائفية كما ابلغ قناة quot;الفراتquot; الناطقة باسم المجلس الأعلى الإسلامي الليلة الماضية.

وبحث المالكي مع وفد من جبهة التوافق السنية برئاسة خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني احد ثلاث قوى تشكل الجبهة، إضافة الى الحزب الاسلامي ومؤتمر اهل العراق امكانية عودة وزرائها الخمسة الذين انسحبوا من الحكومة الصيف الماضي اثر رفض طلبات تقدمت بها تتعلق في الاوضاع السياسية والامنية .

وأكد المالكي ان المصالحة الوطنية اصبحت امرًا واقعًا بين جميع مكونات الشعب العراقي، وأن المصالحة ليست مشروعًا فوقيًا وعلى السياسيين من جميع الكتل ان يدركوا حقيقة ما يجري على ارض الواقع ويساهموا بشكل جاد وفعال في تعزيز المصالحة الوطنية... كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; امس. واضاف ان الاستقرار الامني الذي يشهده العراق ساعد في تقريب وجهات النظر ومزيد من التعاون والتنسيق بين القوى السياسية وهذا بحد ذاته يعطي انطباعًا ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح. وشدد على ضرورة التعاون والتنسيق الدائم بين الحكومة ومجلس النواب للوصول الى كل ما من شانه تحقيق طموحات ابناء الشعب العراقي..

وقد تم خلال الاجتماع quot;بحث مختلف القضايا والتحديات التي تواجه العراق داخليًا وخارجيًا، الى جانب مناقشة عودة جبهة التوافق الى الحكومة وخلق المناخات المناسبة لتعزيز الوحدة الوطنيةquot;. من جانبهم أكد اعضاء وفد جبهة التوافق العراقية quot;دعمهم للحكومة واسنادها في انجاح جميع مشاريعها الوطنية الهادفة الى تحقيق الامن والاستقرار في البلاد والوقوف الى جانبها في كل ما تبذله من اجل تقدم العملية السياسية وتحقيق الرفاهية لعموم ابناء الشعب العراقيquot;.

وعقب ذلك اشارت الجبهة في بيان أن ملف المفاوضات بينها وبين الحكومة quot;لا يزال مفتوحا وأنه تم تشكيل لجنة للتفاوض مع الحكومة بهذا الشأن وأعربت عن تفاؤلها تجاه المفوضات التي تجري مع الحكومة واصفة إياها بالإيجابيةquot;.

وعقدت الجبهة اجتماعًا طارئًا برئاسة رئيسها عدنان الدليمي quot;تناول أهم التطورات على الساحة السياسية بشكل عام واهم الانجازات التي حققتها الجبهة بشكل خاصquot; اضافة الى بعض المواضيع والملفات الساخنة ومن أهم هذه الملفات ملف الموازنة العامة للعام 2008 ودراسة جميع الاعتراضات التي قدمت من قبل الكتل السياسية ومن ضمنها اعتراضات جبهة التوافق وما هي السبل المتاحة لإجراء التعديلات المطلوبة... كما تمت دراسة مجمل القوانين التي شرعت في خلال الايام القليلة الماضية اضافة الى طرح قانون الأقاليم ومناقشة هذا الملف بشكل تفصيلي.

وكانت الكتلة الصدرية بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد سحبت وزرائها الستة من الحكومة الربيع الماضي ثم تلتها جبهة التوافق العراقية التي يمثلها خمسة وزراء ونائب رئيس الوزراء بسحبهم في اب (اغسطس) الماضي تبعتها القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي التي سحبت وزراءها الخمسة الامر الذي اثر بشكل سلبي على اداء الحكومة التي فقدت بذلك نصف وزرائها الاثنين والثلاثين .

وصول طلائع القوات العراقية الى الموصل وتجنيد الف متطوع
بدأت قوات عراقية من المشاة تدعمها مدرعات الى مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) لخوض معركة حاسمة مع مسلحي تنظيم القاعدة في حين قال وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ان الاوضاع في المدينة اسوأ مما كان يعتقد .

واعلنت وزارة الدفاع أن قطاعات عسكرية من المشاة تدعمها مدرعات وصلت الى الموصل قادمة من بغداد حيث انضمت الى القوات الامنية المحلية من دون ان تشير الى عدد افراد هذه القوات، لكنها اوضحت قرب اعلان ساعة الصفر لبدء معركة المدينة .

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن الجمعة ان قطعات عسكرية ستتجه من بغداد الى الموصل للقضاء على العصابات الارهابية هناك، وذلك على خلفية التفجير الذي وقع في حي الزنجيلي الاربعاء الماضي وادى الى مقتل 45 مواطنًا واصابة 254 اخرين. واشار الى تشكيل غرفة عمليات لادارة المعركة في الموصل. وأكد أن المعركة هناك ستكون حاسمة بعد أن اصدرنا أمرًا بالتعجيل بتحريك القوات إلى المحافظة للقضاء على الزمر الإرهابية.
ومن جهتها، اعلنت وزارة الداخلية تجنيد الف متطوع من ذوي ضحايا الأعمال الإرهابية في الموصل بهدف تطهيرها من عناصر القاعدة الذين هربوا اليها اثر تضييق الخناق عليهم في محافظات بغداد وديالى والانبار وكركوك .

وعلى الصعيد نفسه، قال مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية ان الوزارة اوعزت بتجنيد ثلاثة الاف متطوع من ذوي ضحايا العمليات الارهابية في نينوى وعاصمتها الموصل للاسهام في خوض المعركة الاخيرة ضد تنظيم القاعدة في هذه المحافظة.

واوضح اللواء الركن عبد الكريم خلف ان الوزارة قررت قبول متطوع من كل عائلة متضررة جراء العمليات الارهابية التي حدثت في نينوى مشيرًا الى انه تقرر تشكيل فوج من هذه القوة قوامه 1000 مقاتل من الشرطة الوطنية يحمل اسم quot;فوج الشهيد صالحquot;، اكرامًا لقائد شرطة المحافظة الذي سقط في حادث التفجير الاخير.

واضاف اللواء خلف في تصريحات صحفية ان التحضيرات جارية للبدء بعملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على تنظيم القاعدة في الموصل موضحًا ان الاجهزة الاستخبارية هيأت مقومات نجاح العملية العسكرية من خلال تحديد الاهداف المطلوبة والمواقع التي تتخذها عناصر هذا التنظيم ملاذات امنة بانتظار انهاء تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي قال انها ستكون بأمرة وزارتي الدفاع والداخلية بصورة مباشرة.

وحول الاوضاع في مدينة الموصل قال وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ان الوضع الذي اطلع عليه في مدينة الموصل هو اسوأ بكثير مما كان يتصور مشيرًا إلى أنه يجب العمل بجد حقيقي لانقاذ المدينة.

وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي عقد في قيادة عمليات نينوى أن الحكومة تسعي بجدية للقضاء على تنظيم القاعدة في مدينة الموصل وناشد اهالي الموصل للتعاون مع القوات لتحقيق هذا الهدف كما نقلت عنه وكالة اصوات العراق. وأضاف إن quot; تواجدنا هنا لاعادة الامن الى الموصل وباسرع ما يمكن عن طريق اعادة تنظيم قطاعاتنا العسكرية ودعم قيادة عمليات نينوى بكل الامكانيات وايجاد كل الفرص لمشاركة الاهالي في الحفاظ على الامنquot;الا انه لم يحدد حجم القطعات العسكرية ولا موعد وصولها. وأشار إلى أنه ينقل quot; تعازي رئيس الوزراء نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة لذوي شهداء حادث الزنجليquot;.

ومن جانبه، قال قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان خلال المؤتمر الصحفي ان لديه اجراءات عسكرية جيدة في قيادة عمليات نينوى ، مشيرا إلى أنه سيتم رفد وتعزيز قيادة نينوى بقطاعات عسكرية حسب توجيهات رئيس الوزراء.