باساليتي، وكالات: بدأ مراقبو الإتحاد الأوروبي في جورجيا اليوم الأربعاء دورياتهم في إطار مهمتهم التي تقضي بضمان رحيل الجنود الروس من هذا البلد في موعد أقصاه العاشر من تشرين الاول/اكتوبر، باستثناء اراضي المنطقتين الانفصاليتين. وانطلقت اربع آليات مصفحة تقل كل منها مراقبين اثنين وترفع اعلاما اوروبية، حوالى الساعة التاسعة (الخامسة بتوقيت غرينتش) من بلدة باساليتي قرب العاصمة تبيليسي. ويفترض ان تراقب هذه البعثة تفكيك المواقع الروسية قبل ان تنسق مع وزارة الداخلية لتمركز شرطيين في المنطقة لتجني اي فراغ.

مفاوضات

ويقول مراسلنافي بلدة جوري الجورجية ريتشارد جالبين إن المفاوضات بين الجيش الروسي والبعثة الاوروبية ما زالت مستمرة. وكانت روسيا قد وافقت على سحب قواتها من الاراضي الجورجية بموجب اتفاق وقف اطلاق النار الذي رتبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ولكن الروس ينوون الابقاء على 8000 من جنودهم في كل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، الاقليمين الجورجيين الانفصاليين الذين اعترفت موسكو باستقلالهما. وقد ادان الزعماء الغربيون احتفاظ روسيا بالمنطقتين العازلتين واعترافها باستقلال الاقليمين. ويصر الاتحاد الاوروبي على ان يكون للمراقبين الحق في دخول اراضي الاقليمين، الا ان الروس يرفضون اعطاء اية ضمانات بهذا الصدد.

مؤتمر للمانحين

وبينما يبدأ مراقبو الاتحاد الاوروبي انتشارهم في جورجيا، صدر تأكيد بأن مؤتمرا دوليا للمانحين سيعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في الشهر المقبل من اجل جمع التبرعات لجورجيا. وكانت الولايات المتحدة قد تبرعت بمبلغ مليار دولار على هيئة مساعدات لجورجيا، ومن المتوقع ان تتبرع دول الاتحاد الاوروبي بمبلغ مماثل.

وكانت المفوضية الاوروبية قد اتفقت مع الجورجيين على منحهم مساعدات تبلغ قيمتها 700 مليون دولار تصرف على مدى ثلاث سنوات لاصلاح البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي في بلادهم. وستصرف هذه المساعدات شريطة الا تستخدم جورجيا الاموال للتسلح. ويقول مسؤولو المفوضية الاوروبية إنه من غير المرجح ان تدعى روسيا لحضور مؤتمر المانحين لأنها غير معنية بالتبرع بالاموال لجورجيا.

محادثات روسية - اوروبية

وكانت الحرب بين روسيا وجورجيا قد اندلعت في السابع من شهر اغسطس/آب الماضي، بعدما حاولت الاخيرة اعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الى حظيرتها بالقوة - مما حدا بالروس الى شن هجوم معاكس تقهقر امامه الجورجيون واضطروا الى الانسحاب من اراضي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقال اللواء نيكولاي اوفاروف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية قد ازالت خمس نقاط تفتيش في منطقة بوتي القريبة من الحدود مع ابخازيا. الا ان روسيا ما زالت تحتفظ بتسع نقاط في المنطقة المحيطة باوسيتيا الجنوبية وثلاث قرب ابخازيا.

ومن المقرر ان يتبع المراقبون الاوروبيون اربعة مكاتب ميدانية ستنشأ في العاصمة الجورجية تبيليسي ومدن جوري (التي تقع الى الجنوب مباشرة من اوسيتيا الجنوبية) وزوجديدي (قرب الحدود مع ابخازيا) وفي ميناء بوتي المطل على البحر الاسود.